ما الذي فات قمة العشرين وفوتته
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

ما الذي فات "قمة العشرين" وفوتته؟

ما الذي فات "قمة العشرين" وفوتته؟

 العرب اليوم -

ما الذي فات قمة العشرين وفوتته

عريب الرنتاوي
عريب الرنتاوي

في زمن الجائحة والتهديد الأكبر للبشرية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، يجد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، متسعاً من الوقت والجهد، لتخطيط وتنفيذ هجوم إرهابي ضد معبد للسيخ في كابول، لا مطرح عند هؤلاء للتهدئة، و"الهدنة" ليست مفردة في قاموسهم، حتى عندما يكون الخطر الماحق، داهماً على الأبواب.... الشيء ذاته، ينطبق على "شقائق" داعش في إدلب، لا الهزائم الميدانية ولا التفشي الوبائي، يمنع "النصرة" و"حراس الدين" و"أنصار التوحيد"، من المضي في ترجمة خططهم، وتقاسم الأدوار فيما بينهم، للإطاحة بمنطقة "خفض التصعيد" بحدودها الجديدة.
 
في زمن تفشي كورونا، وبالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة كبؤرة جديدة لوباء كورونا، واجتياز أعداد المصابين الأمريكيين، للرقم القياسي الصيني ... تجد إدارة ترامب متسعاً من الوقت، للتفكير والتخطيط ورصد الأموال لـ"شراء رأس" نيكولاس مادورو، في سابقة تنطوي على كثيرٍ من الاستفزاز والغطرسة، وبما يشبه "الدعوة الرسمية" لقتل الرجل وإشعال حريق احتراب أهلي في فنزويلا، هذا البلد المنكوب بالفقر والبطالة وتدني مستويات معيشة أبنائه وبناته.
 
برغم الأرقام المتسارعة لأعداد الوفيات والمصابين بالوباء، لا تتوقف أنقرة عن إرسال التعزيزات العسكرية إلى إدلب، وتعمل على نشر نقاط مراقبة إضافية ... لا شح المواد الزراعية ولا تفاقم عبء اللاجئين، يردع "السلطان" عن المضي في ترجمة أحلامه التوسعية ... لم يمنعه خذلان "الناتو" له عسكرياً زمن المواجهة مع الجيش السوري المحمي روسياً، من التقدم لـ"الناتو" من جديد، طلباً للعون الطبي في مواجهة الوباء هذه المرة، فيما الحلف، ومن خلفه الدول الأعضاء، تغلق الأبواب والجدران على نفسها، ويديرها أحدها ظهره للآخر، ودائماً وفقاً لقاعدة "كل أمة تقلّع شوكها بأيديها".
 
الحال في اليمن وليبيا، وبدرجة أقل في العراق وسوريا على وجه العموم، لا يختلف كثيراً ... جائحة كورونا، تخفق في إقناع الأطراف على تغليب "الإنساني" على "الأناني"، وتقديم مصلحة الشعوب وصحتها، على حساباتها السياسية ... العالم لم يتعلم دروس الجائحة، حتى وهو يودع يومياً ألوف الوفيات لنقص في الغذاء والدواء.
كان حرياً بقمة العشرين، ألا تكتفي بتقديم الوعود برصد خمسة ترليونات من الدولارات لمواجهة الكارثة (لا ندري من سيرصدها) ... كان الأولى بها، أن توصي بوقف شامل للأعمال القتالية والحربية على مختلف جبهاتها، وعلى امتداد قارات العالم ... كان حرياً بها، أن تقرر، وبالإجماع، رفعاً للعقوبات عن الدول والشعوب المبتلاة بها، أقله جزئياً ومؤقتاً، لتتمكن من تنفيذ خطط استجابة شاملة لتحدي كورونا ... لكننا رأينا بدلاً من ذلك، مزيداً من المواجهات، وتصعيداً في حدة المواقف وتشديداً لأنظمة الحصار والعقوبات.
 
وحري اليوم، بمجلس الأمن الدولي، أن يتداعى للانعقاد الطارئ، لاتخاذ القرارات الملزمة بهذا الشأن، وأن يضع نصب عينيه، الحاجة لتزويد الدول الضعيفة، بما تحتاجه من مقدرات وموارد، للتصدي للآفة الكونية، قبل أن تتفشى أكثر، وتفلت من كل سيطرة، وتصبح "كارثة العصر" سواء لجهة أعداد الضحايا من البشر الأبرياء والضعفاء، أو لجهة حجم الخسائر في اقتصاد الناس وأعمالهم ومعاشهم ... الانسان بحاجة لإعادة الاعتبار لـ"انسانيته".

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما الذي فات قمة العشرين وفوتته ما الذي فات قمة العشرين وفوتته



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 13:09 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 13:35 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

لا رغبة لك في مضايقة الآخرين

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 17:24 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

إنتاج وتطوير قطع ومكونات السيارات الكهربائية

GMT 14:53 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على أجمل المنتجعات السياحية في ولاية فلوريدا

GMT 14:56 2018 الثلاثاء ,15 أيار / مايو

رولز رويس تطرح أولى سياراتها للطرق الوعرة

GMT 19:52 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

روسيا تختبر طائرة الحلم الجديدة وتنفذ أول تجربة تحليق لها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24