تجربة في الفشل
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

تجربة في الفشل

تجربة في الفشل

 العرب اليوم -

تجربة في الفشل

عريب الرنتاوي
عريب الرنتاوي

، سلطة وفصائل ورأي عام، يرفضون "صفقة القرن"، ولا يرون فيها مدخلاً لمفاوضات أو أساساً لحل نهائي، وهي من منظورهم، تسقط عن صاحبها أهليته للاستمرار في "وساطته المتفرّدة" بينهم وبين الإسرائيليين...كل هذا صحيح، لكن "الأصح" منه، أنهم أخفقوا في إقناع واشنطن وتل أبيب، بأنهم "نهائيون" في رفضهم، وأن لديهم بدائل يبحثون فيها وعنها، وسيقدمون على اتخاذ ما يلزم من سياسات وخطوات وإجراءات لمواجهة "جائحة العصر"، أو أنهم على أقل تقدير، سيعمدون إلى قلب الطاولة فوق رؤوس الجميع.
 
كل هذا، وأقل منه من بكثير، لم يصل إلى الطرف الآخر بعد، ما وصل واشنطن وتل أبيب، أن الفلسطينيين حانقين، وأنهم بحاجة لوقت إضافي لاستيعاب صدمة "السلام طريق الازدهار"، وأن مرور الزمن، قليل منه وليس كثير، كفيل بتدوير زوايا مواقفهم الحادة، وأن من قبل بـ"حق إسرائيل" ببسط سيادتها على 78 بالمئة من فلسطين التاريخية (أوسلو) لن يضيره أو يتسبب له بارتباك معوي، إقراره في نهاية المطاف، بـ"حقها" في بسط سيادتها على 30 بالمئة من الضفة الغربية.
 
ربما تكون هذه هي القاعدة (الخلفية) التي تنطلق منها إدارة ترامب (بومبيو، الخارجية وفريدمان)، عند إطلاق التصريحات التي تدعو حكومة "التناوب" الإسرائيلية للتريث والتأني في ترجمة قرار ضم غور الأردن وشمالي الميت والمستوطنات... ربما تكون "القناعة" الأمريكية بـ"لا نهائية" الموقف الفلسطيني هي السبب الذي يدفع بومبيو للمجيئ إلى إسرائيل، في مسعى لتجديد التزام واشنطن الاعتراف بخرائط الضم الجديدة، ولكن بعد فسحة من الوقت، يتاح خلالها إجراء مشاورات (مفاوضات) مع الجانب الفلسطيني، إن لم يكن بهدف إقناعه تأييد "الصفقة"، فعلى الأقل، حضّه على التكيف معها، والنظر إليها بـ"عين الرضى".
 
لماذا نقول ذلك؟
ببساطة لأننا لم نر من قبل، وخصوصاً منذ أن اتضحت حقائق ومعطيات الرؤية الأمريكية للحل النهائي للقضية الفلسطينية ما يشير إلى أن القيادة الفلسطينية قد قررت انتهاج طريق مختلف، واعتماد أدوات مغايرة في مواجهة تهديدات الصفقة وتحدياتها...رأيناها "توغل في عمل" المزيد من الشيء ذاته"...لم نر مقاومة شعبية سلمية، ولم نر مصالحة وطنية، ولم نشهد اختلافا يذكر، لا في الأداء السياسي – الاقتصادي – الاجتماعي، ولا في الأداء الميداني المقاوم للاحتلال والاستيطان والعنصرية.
 
بعد "كارثة الصفقة" جاءتنا "جائحة كورونا"، لا شيء سيتغير كذلك، وعلى مختلف الأصعدة، حتى أننا رأينا مواقف وسلوكيات مخجلة من نوع "مراسيم بقوانين" لا وظيفة لها سوى تسمين "علية القوم" وتوسيع امتيازاتهم، في وقت تتفشى فيه الضائقة والجوع والفقر والبطالة، ورأينا مسعى أخرى لـ"مأسسة الرئاسة"، وهو تعبير ملتبس لا يندرج خارج سياق لعبة السلطة وصراع الكراسي والتنافس على "الوراثة" و"الخلافة"...وقرأنا تقارير مفجعة، تنذر بتعميق الانقسام داخل أوساط رام الله وسلطتها وحزبها الحاكم، بدل أن تبشر بقرب إنهاء الانقسام بين فتح وحماس، ودائماً على خلفية من التالي في سلسلة الزعامة والخلافة...لا شيء يتغير أبداً، ولا شيء يشي بأن "القوم" بصدد تدشين مرحلة استراتيجية جديدة في كفاح الشعب الفلسطيني لاسترداد حقوقه، بعد أن أعلنت واشنطن وتل أبيب "نصرهما المظفر" على الفلسطينيين في مختتم المئوية الأولى لهذا الصراع.
 
إن لم تكن لدى السلطة والقيادة الخطة والإرادة لإسقاط "صفقة القرن" وإحباط مراميها، فلماذا كل هذا التمنع عن إجراء اتصالات ومحادثات مباشرة مع إدارة ترامب، ولماذا لا يجري وضع شروط ومطالبات لتحسين شروط ابتلاع الصفقة/اللغم؟...لماذا الإصرار على اختيار الفشل، الفشل في المواجهة والفشل في التكيف؟

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجربة في الفشل تجربة في الفشل



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 12:24 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 14:38 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة المصري يتحدَّث عن آخر تطوّرات صلاح

GMT 16:45 2019 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل فيل وتمساح خلال معركة شرسة بينهما في حديقة أفريقية

GMT 16:03 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستشراق الإعلامي أهو تفوق عرقي أم عقدة تاريخية؟

GMT 08:19 2020 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

بيدرسن يتوقع اجتماع اللجنة الدستورية السورية في فبراير

GMT 18:39 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

الجامعة العربية ترد على حكومة الوفاق: لا تلق باللوم علينا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24