عن القرار الأمريكي المفاجئ والباعث على الحيرة
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

عن القرار الأمريكي "المفاجئ" والباعث على الحيرة

عن القرار الأمريكي "المفاجئ" والباعث على الحيرة

 العرب اليوم -

عن القرار الأمريكي المفاجئ والباعث على الحيرة

عريب الرنتاوي
عريب الرنتاوي

تبعث التقارير المتعلقة بسحب واشنطن لوحدات من قواتها المرابطة على أرض الخليج وفي مياهه، فضلاً عن تفكيرها بإنهاء مشاركتها في قوات حفظ السلام المرابطة في سيناء، نقول تبعث هذه التقارير على الحيرة...ذلك أن معظم التحليلات الأمريكية التي تناولت القرار، عزته لمتاعب في "جاهزية" الجيش الأمريكي، وقيود مالية تتعلق بخفض الانفاق على انتشاره العسكري المكلف، مع الإشارة دوماً، إلى "الإطار الاستراتيجي" للقرار المتصل برغبة واشنطن تقليص حضورها في إقليم أخذ يفقد تدريجياً "قيمته الاستراتيجية" من منظورها.
 
بعض التحليلات ذهب للافتراض بأن إيران، لم تعد ذلك "التهديد الاستراتيجي" لا للولايات المتحدة، ولا لحلفائها في المنطقة، ونضيف إلى ذلك أن إسرائيل، لم تعد منذ كامب ديفيد مروراً بسقوط بغداد وانتهاء بالأزمة السورية، عرضة لأي "تهديد استراتيجي" من جوارها العربي...أما "النفط" الذي شكّل مع "إسرائيل"، خلال العقود السبعة الفائتة، أهم هدفين للاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط، فإن قيمته الاستراتيجية لواشنطن، آخذة في التآكل كذلك.
 
كثرة من التحليلات ربطت القرار الأمريكي المفاجئ، برغبة الإدارة الأمريكية بـ"معاقبة" السعودية، جراء "حرب أسعار النفط" التي اندلعت بينها وبين روسيا، والتي أخرجت الولايات المتحدة من مسرحها بوصفها "الخاسر الأكبر"، حيث تضررت صناعة النفط الصخري بصورة مؤلمة، خلفت مليارات الدولارات من الديون على الشركات، وعشرات ألوف العاطلين الجدد عن العمل...لكن على "وجاهة" هذه الفرضية المستوحاة من تغريدات ترامب وتصريحاته المهددة والمتوعدة، إلا إنها لا تكفي لتفسير القرار، فما علاقة "معاقبة السعودية" بسحب القوات الأمريكية من سيناء على سبيل المثال؟
 
وحدها القراءات الإسرائيلية جاءت مغايرة للوجهة العامة للتحليلات التي تناولت القرار الأمريكي...إسرائيل تتحدث عن "هاجس" القمر الصناعي العسكري الإيراني...إسرائيل تقول أن سحب هذه القوات، يهدف إلى حمايتها إذا ما اندلعت مواجهة عسكرية أمريكية – إيرانية...وحكومتها تعقد اجتماعاً محاطاً بالسرية والكتمان، للبحث في سيناريو توجيه ضربة عسكرية أمريكية (والأغلب إسرائيلية كذلك)، لكل من إيران وسوريا وحزب الله...مثل هذا الاحتمال، من المنظور الإسرائيلي، يستدعي "إعادة انتشار" هذه القوات المبعثرة، ووضعها في سياق "قتالي" مناسب.
 
إسرائيل منذ عدة أعوام تخوض "حرب ظلال" ضد إيران في سوريا والعراق، ولقد تكثفت عملياتها الصاروخية والجوية ضد أهداف للحرس الثوري والمليشيات المقربة منه منذ أن تولى نفتالي بينيت حقيبة الدفاع، وهو أبلغ – وفقاً للمصادر الإسرائيلية ذاتها – بأنه يتعين على الجيش الإسرائيلي استعادة زمام المبادرة والمبادءة، وعدم الاكتفاء بالرد على "الاستفزازات" الإيرانية في سوريا ومنها...إسرائيل قلقة من تطور البرنامج الصاروخي الإيراني، ومن الانتشار العسكري للحرس الثوري و"القوات الرديفة" على امتداد دول "الهلال الإيراني"...إسرائيل تستعجل توجيه ضربة عسكرية أمريكية لإيران وحلفائها وتحرض عليها، طالما أن الأخيرة تعيش في أطواق "الخانقة الاقتصادية" وفي ظلال "جائحة كورونا"...والأهم من كل هذا وذاك، أن إسرائيل تريد أن تجعل من قراءتها للمشهد الاستراتيجي في المنطقة، قراءة أمريكية كذلك، تماماً مثلما نجحت في دفع البيت الأبيض لتبني رؤيتها وروايتها للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي ومعايير الحل النهائية للقضية الفلسطينية، في إطار ما يسمى بـ"صفقة القرن".
 
ترامب في مزاج انتخابي على مبعدة أشهر قلائل من الاستحقاق الرئاسي، و"كورونا "ضربت الاقتصاد الأمريكي ضربة قاسية، ولديه من المتاعب داخلياً وخارجياً، ما يجعله – في ظني – غير راغب، وغير قادر (إن رغب) على الدخول في مقامرة جديدة في الشرق الأوسط، وهو صاحب المواقف الانتقادية لحروب واشنطن العبثية في الإقليم، و"التريليونات الثمانية" التي بددتها إدارتا بوش الابن وأوباما على هذه الحروب.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن القرار الأمريكي المفاجئ والباعث على الحيرة عن القرار الأمريكي المفاجئ والباعث على الحيرة



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 16:30 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مجالات جديدة وأرباح مادية تنتظرك

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:08 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

بيان عملي لمديرية الدفاع المدني في طرطوس

GMT 18:55 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

طالبة مصرية يطرق مشروع تخرجها أبواب العالمية

GMT 14:17 2019 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

أحدث موديلات خواتم الذهب خريف 2019

GMT 10:27 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيت بيوت

GMT 16:42 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

17 حيلة لجعل عطرك يدوم لفترة أطول وقت الخروج

GMT 03:56 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

استمتع بالطبيعة والمعالم التاريخية في سلطنة عمان خلال الشتاء

GMT 02:51 2019 الإثنين ,22 تموز / يوليو

العثور على سلحفاة نادرة برأسين في جزيرة مابول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24