معركة الاستقلال لم تضع أوزارها بعد
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

معركة الاستقلال لم تضع أوزارها بعد

معركة الاستقلال لم تضع أوزارها بعد

 العرب اليوم -

معركة الاستقلال لم تضع أوزارها بعد

عريب الرنتاوي
عريب الرنتاوي

على عتبة المئوية الثانية للدولة، ومع مرور ثلاثة أرباع القرن على الاستقلال، يبدو أن معركة الأردن لانتزاع استقلاله والحفاظ عليه ما زالت مستمرة، وأن على الأردنيين وهم يرفعون راياتهم الوطنية على شرفات منازلهم ومنشآتهم اليوم إحياءً للمناسبة المجيدة، أن يستعدوا لخوض غمار واحدة من "الصدامات الكبرى" التي تنتظرهم ذوداً على حقوقهم ومصالحهم واستقلالهم وسيادة دولتهم وحفظاً لهويتها الوطنية.
 
كنّا نظن أن قيام الإمارة في العام 1921 قد تمّم مسيرة استثناء الأردن من "وعد بلفور" وإخراجه من "ولايته وخرائطه"، إلى أن جاء "وعد ترامب" ليعيد طرح المسألة من جديد، ويضعنا مرة أخرى في غضون قرن واحد، أمام تحدي حفظ الدولة وصون السيادة وتعميق الاستقلال.
 
كنّا نظن، أو بعضنا على الأقل، أن معاهدة السلام الأردنية – الإسرائيلية (1994)، قد استكملت ترسيم حدودنا الغربية، ليبقى شريط من مئة كيلومتر تقريباً مقابل للضفة الغربية، سيجري ترسيمه مع الدولة الفلسطينية حين تنتزع حريتها وسيادتها واستقلالها... إلى أن جاءت "وثيقة التناوب" لحكومة الثنائي نتنياهو – غانتس، لتفتح الباب على مصراعيه من جديد، لخوض معركة الاستقلال الفلسطيني والدفاع عن هوية الأردن ومصالحه العليا وأمنه واستقراره.
 
الاستقلال 2020، يأتي محمّلاً بالتحديات والتهديدات ... جائحة كورونا التي تلقي بظلالها الكئيبة والكثيفة على معاش الناس وحيواتهم وعلى اقتصادات البلاد المنهكة قبلاً ... أزمة أسعار النفط، تهدد فرص الأردن بالحصول على الاستثمارات والمساعدات التي طالما "بلسمت" قليلاً من جراحه النازفة، دع عنك تهديدها الأبعد مدى لتحويلات الأردنيين العالمين في الخارج، والمهددين بدورهم بتراجع مداخيلهم وفقدان وظائفهم ... والجائحة ذات الطابع الكوني، ستسرع في تفاقم أسوأ انكماش وركود اقتصاديين عرفها الاقتصاد العالمي منذ تسعين سنة، الأمر الذي سيمس اقتصادنا وينعكس سلباً على فرص استنهاضه.
 
والاستقلال 2020، يأتي فيما إسرائيل تزداد جنوحاً نحو التطرف الديني والقومي، حيث تتبدل أولوياتها وتفضيلاتها، فيصبح الاستيطان والتوسع الكولونيالي في صدارة جدول أعمالها، حتى وإن أدى ذلك، إلى المساس بأمن الأردن واستقراره وهويته ومصالحه، مدعوة بالكامل من قبل إدارة يمينية – إنجيلية، أدخلت البعد الإيديولوجية (التوراتي/ الخرافي) في حسابات رسم خرائط الكيان الصهيوني وترسيم حدوده على جانب الأبعاد الأخرى من أمنية ومائية وغيرها.
 
والاستقلال 2020 يحل علينا، فيما الحالة العربية تزداد تفسخاً وتهتكاً، وحروب العرب البينية تكاد تأتي على الأخضر واليابس، وتداعيات كورونا تنذر بموجات جديدة من عدم الاستقرار في المنطقة، أما الجوار الإقليمي للأمة فتهددها في وجودها وفي صميم مصالحها: أثيوبيا وتهديدها للأمن المائي لمصر والسوداني، وتركيا وإيران وتهديداتهما التي لم تعد خافية على أحد لوحدة العراق وسوريا وسلامة أراضيهما، ونسيجهما الاجتماعي.
 
استقلالٌ يذكرنا بما خاضه الآباء والأجداد من معارك وحروب ذوداً عن كينونتنا الوطنية، ويستحثنا على رص الصفوف وحشد الطاقات والجهود استعداداً لما ينتظرنا في قادمات الأيام ... وقد لا نبالغ في شيء إذا ما قلنا إن المعارك الأكبر لاستنقاذ استقلالها وهويتنا والذود عن أعمق مصالحنا الوطنية، لم نخضها بعد، فما زالت بانتظارنا ... ولا يساورني الشك، بأننا قادرون على كسب الجولات القادمة، والانتصار على الأعداء والطامعين، إن نحن نجحنا في توظيف طاقاتنا وتعظميها، واستخدام ما بحوزتنا من أوراق القوة ومن خيارات وبدائل، لسنا مجردين منها.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معركة الاستقلال لم تضع أوزارها بعد معركة الاستقلال لم تضع أوزارها بعد



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 14:34 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

تتحرر وتتخلص من الأعباء الكثيرة والضغوط

GMT 09:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 13:42 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 08:03 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

لن يصلك شيء على طبق من فضة هذا الشهر

GMT 09:13 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

توقيع رواية أول أكسيد الحب بمديرية الثقافة بحلب

GMT 17:20 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل عرض مسرحية علاء الدين ضمن فعاليات موسم الرياض

GMT 14:43 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

الطريقة المثالية لتطبيق كريمات الترطيب على بشرتك

GMT 08:13 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

تطبيق جديد يمسح الأصدقاء "ثقيلي الظل" من الصور

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24