النظام العالمي بعد كورونا في البحث عن شرعية أخلاقية
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

"النظام العالمي" بعد كورونا... في البحث عن "شرعية أخلاقية"

"النظام العالمي" بعد كورونا... في البحث عن "شرعية أخلاقية"

 العرب اليوم -

النظام العالمي بعد كورونا في البحث عن شرعية أخلاقية

عريب الرنتاوي
عريب الرنتاوي

الصراع على شكل وقواعد النظام العالمي الجديد، "عالم ما بعد القطب الواحد"، لم يبدأ بـ"كورونا"، ولن ينتهي بانتهاء هذه "الجائحة" ... قلنا في مرات عديدة سابقة، وفي هذه الزاوية بالذات، أن النظام "القطب الواحد"، القديم، لا يريد أن يرحل، فيما النظام الجديد، نظام "التعددية القطبية" لا يقوى على الهيمنة وامتلاك قواعده الناظمة ... العالم يمر بلحظة انتقال بين نظامين، تكتسب ملامح جديدة منذ أربعة أشهر، إثر اندلاع "تسونامي كورونا".
 
الغرب، وبالذات الولايات المتحدة الأمريكية، القطب الأحادي، تجاهد للحفاظ على مكانتها القيادية المتفردة، ودائماً في مواجهة الصين اقتصادياً، وروسياً عسكرياً، فيما الاتحاد الأوروبي لم يكن بعيداً عن دائرة الاستهداف، خصوصاً في زمن إدارة ترامب ... ركيزة أساسية في الحملة الغربية - الأمريكية على روسيا والصين، تنهض على "التفوق القيمي والأخلاقي" للغرب، و"قيمه الإنسانية المشتركة"، القائمة على مبادئ الديمقراطية وقواعد حقوق الإنسان الحاكمة.
 
في المقابل، تركز موسكو، وبالأخص بكين، على مفهوم "المستقبل المشترك" للبشرية جمعاء، فلكل مجتمع قيمه، بعضها مشترك وبعضها خاص به، ولكل مجتمع الحق في اختيار نظامه السياسي، والعيش بالطريقة التي يحلو له أن يعيش تحت ظلالها.
 
الغرب، يُبرز الطابع الشمولي، الدكتاتوري، لنظامي الحكم في البلدين، وبالضد من إرادة شعبيهما كما يَفترض ... والشرق، يُبرز الطابع الجشع، الكولونيالي لرأسمالية متوحشة، لا يهمها سوى تعظيم الأرباح، ولا يكف عن إبراز مثالب الديمقراطية وعيوبها، فهي عنده، "ديمقراطية الأثرياء فقط"، وهي عنده، تتستر بحقوق الانسان للتغطية على أجنداتها التوسعية والعدوانية.
 
اليوم، تنتقل المباراة بين الشرق والغرب، وبرغم تآكل "مضامينها الإيديولوجية"، بخلاف ما كان عليه الحال زمن الحرب الباردة، إلى "ميدان كورونا" ... الصين، وبدرجة أقل، روسيا، تسعيان لانتزاع سبق الريادة في المضمار "الإنساني" و"الأخلاقي"، عبر ضخ المساعدات بغزارة لكل الدول المنكوبة بجائحة كورونا، مستفيدتين من ارتباك الغرب وتفشي انكفائيته وعزلته وتفاقم نزعاته الأنانية إلى الحد الذي سمح فيه التشيك لأنفسهم بمصادرة معونات إنسانية صينية موجهة لإيطاليا، وإصرار بروكسيل على صم أذانها لنداءات الاستغاثة الإيطالية والإسبانية على حد سواء..."كل أمة تقلع شوكها بيديها".
 
روسيا والصين، تدرآن الاتهامات الملصقة بهما منذ الحرب الباردة وبالأخص في الصراع المحتدم بعدها، على الأسواق والموارد والأدوار ومناطق النفوذ والمجالات الحيوية ... بل وتسعيان في اصباغ طابع أخلاقي وقيمي، متفوقاً على الغرب ... الغرب يفشل في إدارة هذه الأزمة، ويعجز عن قيادة العالم لمواجهة هذه الجائحة، والسبب في ذلك، "فراغ" الدور القيادي للولايات المتحدة، الذي لن تقوى دولة غربية واحدة على ملئه، فيما يقف الاتحاد الأوروبي بعد بريكسيت وقبله، عاجزاً عن التحرك ككتلة واحدة.
 
الولايات المتحدة بقيادة ترامب، توفر فرصاً نادرة للصين وبدرجة أقل، لروسيا، لتغيير صورتيهما النمطيتين، واقتراح نفسيهما لقيادة العالم في زمن الكوارث ... مشاهد تقبيل العلم الصيني في صربيا ونشر الأعلام الصينية في إيطاليا، محمّلة بالدلالات، وفي ظني أنها تستحق كل ما بذلته الصين واستثمرت به، لتوجيه قوافل المساعدات وتنظيم جسورها الجوية.
 
وإلى جانب جميع "السرديات" حول "القرن الآسيوي" أو "الأوراسي" في وصف القرن الحادي والعشرين، فإن جائحة كورونا، قد تكون "الضارة التي ربما تصبح نافعة" للصين على وجه الخصوص، فإلى جانب اقتصادها العملاق، النامي بمعدلات خرافية، وإلى جانب مبادرة "الطريق والحزام" العابرة للقارات، ها هي تخترق الخطوط الأمامية لدفاعات الغرب من خلال "دفرسوار" أخلاقي وقيمي وإنساني.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النظام العالمي بعد كورونا في البحث عن شرعية أخلاقية النظام العالمي بعد كورونا في البحث عن شرعية أخلاقية



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 16:30 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مجالات جديدة وأرباح مادية تنتظرك

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:08 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

بيان عملي لمديرية الدفاع المدني في طرطوس

GMT 18:55 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

طالبة مصرية يطرق مشروع تخرجها أبواب العالمية

GMT 14:17 2019 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

أحدث موديلات خواتم الذهب خريف 2019

GMT 10:27 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيت بيوت

GMT 16:42 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

17 حيلة لجعل عطرك يدوم لفترة أطول وقت الخروج

GMT 03:56 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

استمتع بالطبيعة والمعالم التاريخية في سلطنة عمان خلال الشتاء

GMT 02:51 2019 الإثنين ,22 تموز / يوليو

العثور على سلحفاة نادرة برأسين في جزيرة مابول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24