كورونا لم تقنع الليبيين بـوقف إطلاق النار
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

كورونا" لم تقنع الليبيين بـ"وقف إطلاق النار"

كورونا" لم تقنع الليبيين بـ"وقف إطلاق النار"

 العرب اليوم -

كورونا لم تقنع الليبيين بـوقف إطلاق النار

عريب الرنتاوي
عريب الرنتاوي

مُنيَّ الجنرال الليبي خليفة حفتر، بأول وأكبر "انتكاسة" عسكرية له منذ انطلاق هجومه على العاصمة طرابلس الغرب في نيسان من العام الماضي ... معارك الأيام الأخيرة في الساحل الغربي، كانت بمثابة "نقطة تحوّل في مسارات المعارك، والمؤكد أن قوات حكومة فايز السراج وحلفائها، ستندفع باتجاه تعزيز مكاسبها على الأرض، والمعارك الدائرة الآن بضراوة، تندرج في هذا السياق.
 
هل سيتقبل الجنرال هزيمة مشروع "تحرير" العاصمة وإعادة توحيد البلاد تحت رايته، وهل يتواضع قليلاً وينخرط في مسارات التفاوض من "الصخيرات" مروراً بموسكو وانتهاء ببرلين، عطفاً على عشرات المؤتمرات والمبادرات التي أطلقت في سياقات وقف الحرب في ليبيا وعليها، أم أننا سنشهد على صولات وجولات جديدة، على أمل الوصول إلى "حسم عسكري" لنزاع بدأت البشرية جمعاء تدرك، أن لا حل عسكرياً له، وأن تسويته تكون بالطرق السلمية-التفاوضية، أو لا تكون.
 
لا أحد في ليبيا على ما يبدو، "ألقى السمع" لنداء الأمين العام للأمم المتحدة بـ"وقف عالمي لإطلاق النار"، والتفرغ لحشد كافة الموارد والطاقات لمواجهة جائحة كورونا ... ربما أن قلة عدد الإصابات بالفيروس اللعين (أقل من 50 عند كتابة هذه الأسطر)، شجّع الليبيين على مواصلة يوميات حربهم وحرب الآخرين عليهم، دون اكتراث بالجائحة ولا خشية من تفشيها وتفاقم التداعيات المترتبة عليها.
 
ليس ثمة من تفسير لهذا الاختلال الطارئ في موازين القوى بين الأطراف المتحاربة، والذي كان سبباً في صد هجمات الجنرال ووقف زحوفه صوب العاصمة، سوى بالتدخل العسكري التركي المباشر في الأزمة الليبية ... في ديسمبر الماضي، أجاز البرلمان التركي اتفاقية عسكرية بين تركيا وحكومة السراج (المعترف بها دولياً)، وأجاز معها طلباً للرئيس أردوغان السماح للجيش التركي على تنفيذ "مهمة" في ليبيا ... ومنذ ذلك التاريخ، أرسلت تركيا وحدات من قواتها الخاصة ومدربيها ومستشاريها العسكريين، وأنشأت جسرين (بحري وجوي) لإمداد "الغرب الليبي" بالأسلحة والذخائر والعتاد، بما فيها الطائرات المسيّرة وأنظمة الدفاع الجوي، ... ومنذ ذلك التاريخ، وقبله بقليل، كانت أنقرة ترسل بمئات وألوف المرتزقة السوريين من فلول الجيش الحر وبعض الفصائل المسلحة السلفية والإخوانية للقتال إلى صفوف إخوانهم في "الهوية الإيديولوجية" ضد قوات حفتر وداعميها الإقليميين والدوليين، الذين لم يقصروا بدورهم في إرسال المرتزقة، من عناصر "فاغنر" الروسية إلى ميليشيات "الجنجويد" السودانية.
 
الأزمة الليبية قسمت المنطقة العربية والإقليم برمته، إلى معسكرين يدعم كل واحد منهما فريقاً من أفرقائها، كما أسهمت الأزمة في تصديع الموقف الأوروبي: فرنسا تدعم حفتر وإيطاليا تدعم حكومة السراج، وتقف روسيا خلف الجنرال العجوز، في حين تبدو الإدارة الأمريكية (إدارات)، فريق يميل لحفتر وآخر لا يخفي تعاطفه مع حكومة طرابلس الغرب ... وربما لهذا السبب تبدو الأزمة أكبر هولاً وأكثر تعقيداً، كما يبدو حلها سياسيا، أبعد منالاً.
 
والحقيقة أن المرء لا يمكنه من منظور قومي وإنساني، سوى إبداء أعمق مشاعر التضامن والتعاطف مع الشعب الليبي الشقيق، بيد أنني، أصدقكم القول، لا أحتفظ بأي تعاطف مع أي من فريقي الصراع، فلا أحد يريد "قذافي آخر" يحكم ليبيا من جديد، ولكن بكل غلظة واستعلائية ومن دون "طرائف" العقيد الراحل و"نهفاته"، ولست مأخوذاً بحكومة "معترف بها دولياً، تغطي وراءها جيوشاً من المليشيات "الاسلاموية"، التي تذكرنا بالعشرات من فصائل المعارضة السورية " المدججة بإيديولوجيا الكراهية والإلغاء... لست مأخوذاً بـ"شرعية" تتلطى بها هذه المليشيات، للتغطية على "شريعتها" الخاصة، التي لا تبتعد كثيراً عن "شريعة" النصرة وداعش ومن لفّ لفهما.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كورونا لم تقنع الليبيين بـوقف إطلاق النار كورونا لم تقنع الليبيين بـوقف إطلاق النار



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 16:30 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مجالات جديدة وأرباح مادية تنتظرك

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:08 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

بيان عملي لمديرية الدفاع المدني في طرطوس

GMT 18:55 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

طالبة مصرية يطرق مشروع تخرجها أبواب العالمية

GMT 14:17 2019 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

أحدث موديلات خواتم الذهب خريف 2019

GMT 10:27 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيت بيوت

GMT 16:42 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

17 حيلة لجعل عطرك يدوم لفترة أطول وقت الخروج

GMT 03:56 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

استمتع بالطبيعة والمعالم التاريخية في سلطنة عمان خلال الشتاء

GMT 02:51 2019 الإثنين ,22 تموز / يوليو

العثور على سلحفاة نادرة برأسين في جزيرة مابول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24