حين يتطاول الصغار على أشجع شعب وأنبل قضية
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

حين يتطاول الصغار على أشجع شعب وأنبل قضية!

حين يتطاول الصغار على أشجع شعب وأنبل قضية!

 العرب اليوم -

حين يتطاول الصغار على أشجع شعب وأنبل قضية

عريب الرنتاوي
عريب الرنتاوي

لا تستوقفنا البذاءات التي تميز حملة البعض من أبناء جلدتنا ضد الشعب الفلسطيني، ولا محاولاتهم الخسيسة لتشويه التاريخ الكفاحي المجيد للشعب الفلسطيني ... فلا هذه الحملات ولا أصحابها، يستحقون الاهتمام أو يستوجبون الرد والتوضيح.
 
ما يهمنا بهذا الصدد أمران اثنان: الأول؛ أن البيئة السياسية التي يصدر عنها هذا النفر القليل من "الردّاحين"، تجعلهم يعتقدون أنهم بشتهم للشعب الفلسطيني وافتئاتهم عليه، إنما يتقربون من أصحاب السلطة والقرار، وأنه كلما أوغلوا في أفعالهم الشائنة تلك، كلما ازدادت حظوتهم عند أولياء أمورهم.
 
والثاني: أنهم بذهابهم إلى أبعد نقطة، في تبرئة إسرائيل والصهيونية من جرائمهما ضد الفلسطينيين والعرب على حد سواء، بل ودعوتهم لقادة إسرائيل لمقارفة "هولوكوست" جديد ولكن ضد الشعب الفلسطيني هذه المرة، إنما "يتطهرون" من "عروبتهم" و"إسلامهم" ويتقربون زلفى لحاخامات إسرائيل، أبناء عمومتهم، ويعيدون كتابة التاريخ، من موقع الانتصار لليهود منذ الرسالة المحمدية وحتى يومنا هذا.
 
حملات الردح الشائنة لا تضير الفلسطينيين في شيء، فالشعب الذي عرف طريقه منذ مئة عام أو يزيد، يبدو مصمماً اليوم، أكثر من أي وقت مضى، وبرغم رداءة ظروفه وبؤس أحوال أشقائه، على مواصلة صراع المئة عام الثانية، من أجل استرداد حقوقه وعودته إلى وطنه وانتزاع سيادته واستقلاله ... لن يضير القافلة المعمّدة بدماء مئات ألوف الشهداء، وعذابات مليون أسير منذ 1967 فقط، وآلام ستة ملايين لاجئ ونازح، لن يضيرها نباح البعض على السوشيال ميديا، ولا في الدراما الرمضانية الساقطة.
 
فالفلسطينيون اعتادوا مقارعة الكبار، دولاً وزعامات، وهم اليوم على خط المواجهة الأول مع "اليمينيْن"، الإسرائيلي والأمريكي على حد سواء ... وليس لديهم متسع من الوقت لمقارعة الصغار والمشبوهين، من أصحاب المصالح التافهة والأجندات المشبوهة، ولا الباحثين عن "شهرة" رخيصة هنا، أو عبارات الثناء من الناطق باسم جيش العدو الإسرائيلي ... يكفي الفلسطينيين أن لديهم معين لا ينضب من الدعم والمؤازرة، من كافة الرجال والنساء، الأحراء والحرائر في هذه الأمة، الذين توارثوا الالتزام بقضايا الأمة وفي القلب منها: فلسطين، جيلاً بعد جيل، وكابراً عن كابر.
 
أما حكاية أن القوم سئموا من الفلسطينيين وقضيتهم الوطنية وصراعهم المشرف ضد أعدائهم، فأقل ما يقال فيها أنها "سمجة" مثل القائلين بها، سيما حين يكون هؤلاء ممن لم يكرم الله وجوهم بقتال أعداء الأمة، ولم يتشرفوا بخوض معاركها، بل ولم ينفقوا قرشاً لدعم صمود أهلها وثباتهم ... ولم يصرفوا أوقاتهم الثمينة في تتبع مجرياتها، هم الذين ألهتهم غرائزهم البدائية عن فعل أي مكرمة، لا لفلسطين ولا لغيرها.
 
وأحسب أنها شهادة إدانة بحق أصحابها، حين يقال إن قضية الفلسطينيين استنفذت أموال الأمة وخزائنها، وعطلت مشاريع نمائها وتنميتها، إذ بات لزاماً علينا أن نذكّر هؤلاء بأن كل ما أنفق على فلسطين وطوال سني صراعها في سبيل الحرية والاستقلال، لا يعادل تكاليف "سفرة باذخة" واحدة، ولا ثمن قصر هنا أو يخت هناك ... وأن ما أنفق في دعم جماعات أصولية وإرهابية متشددة في سوريا وحدها، يفوق بأضعاف مضاعفة إجمالي ما قُدّم لفلسطين طوال أزيد من سبعين عاماً من الحروب والانتفاضات والصراعات.
 
وأخيراً، لا يجيد أداء دور البطولة إلا من تعلم جيداً معنى أن يكون الإنسان بطلاً ... ولا يجيد إداء أدوار الخسة والنذالة، إلا من تربى عليهما، فكانتا من طبعه، وتجريان في عروقه.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حين يتطاول الصغار على أشجع شعب وأنبل قضية حين يتطاول الصغار على أشجع شعب وأنبل قضية



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 16:30 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مجالات جديدة وأرباح مادية تنتظرك

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:08 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

بيان عملي لمديرية الدفاع المدني في طرطوس

GMT 18:55 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

طالبة مصرية يطرق مشروع تخرجها أبواب العالمية

GMT 14:17 2019 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

أحدث موديلات خواتم الذهب خريف 2019

GMT 10:27 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيت بيوت

GMT 16:42 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

17 حيلة لجعل عطرك يدوم لفترة أطول وقت الخروج

GMT 03:56 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

استمتع بالطبيعة والمعالم التاريخية في سلطنة عمان خلال الشتاء

GMT 02:51 2019 الإثنين ,22 تموز / يوليو

العثور على سلحفاة نادرة برأسين في جزيرة مابول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24