هل تُركت الجهاد وحيدة
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

هل تُركت "الجهاد" وحيدة؟

هل تُركت "الجهاد" وحيدة؟

 العرب اليوم -

هل تُركت الجهاد وحيدة

عريب الرنتاوي

لم يأت رد الجهاد الإسلامي على العدوان المزدوج الذي استهدفها، "مزلزلاً" كما وعدت وتوعدت ... سبب ذلك، أن حماس لم تنخرط أبداً في المعارك، أو لم تنخرط بها على نحو كامل ... من دون حماس، تبقى العمليات العسكرية المنطلقة من القطاع، محدودة حتى وإن جرى تضخيمها والمبالغة فيها ... وضع كهذا، يذكرنا بما كان عليه حال المقاومة الفلسطينية من قبل، أي معركة لا تدخلها فتح وتنخرط بها، تظل محدودة مهما كبرت.
 
وضع كهذا، دفع بأصدقاء المقاومة، إلى توجيه النصح للناطقين باسمها، بتوخي "التواضع" في تهديدهم وعدم الإسراف في وعدهم ووعيدهم، أقله من باب الحفاظ على "الصدقية" ... عمليات اليومين الماضيين، أقله حتى لحظة كتابة هذه السطور (بعد عصر الأمس)، لم تترك أثاراً جديةً في إسرائيل، لا من حيث الضحايا في الأرواح ولا من حيث الأضرار المادية ... ربما تكون الخسارة الأكبر، قد انحصرت في كلفة صواريخ القبة الحديدية التي أطلقت لاعتراف صواريخ المقاومة ومقذوفاتها.
 
إسرائيل حرصت عبر أكثر من وسيلة، إعلامية ودبلوماسية، على نقل رسالة لقادة حماس، بأنها تستهدف الجهاد حصراً، آملة أن تنجح في تحييد الحركة الأكبر، ومراهنةً على حرص حماس على إدامة التهدئة الهشة في القطاع ... ضربت في البدء أهدافاً للجهاد، وتدرجت في استهداف القطاع بدءاً من المناطق الزراعية الخالية، متحاشية ضرب أهداف حساسة لحماس ...يبدو أن التكتيك الإسرائيلي قد نجح، فحماس لم تدخل المعركة بالمرة، أو دخلت على نحو رمزي خجول لا أكثر.
 
حماس تريد التهدئة، ولديها ما يكفيها من متاعب لإدامة حكمها للقطاع وأهليه ... وإسرائيل تريد التهدئة، ولكنها تهدئة لا تحول بينها وبين تنفيذ عمليات "نوعية" من الطراز الاستعراضي، الذي يساعد نتنياهو على تحقيق أجندة "النجاة الشخصية والسياسية" ويروي ظمأ وزير دفاعه ورئيس أركان جيشه الجديدين لدماء الفلسطينيين ... سلوك إسرائيل الميداني ورسائلها عبر القناة الأمنية المصرية، وسلوك حماس الميداني ورسائلها عبر القناة ذاته، تعكس رغبة مشتركة في استعادة التهدئة بأسرع وقت ممكن، وتفادي الانزلاق إلى مواجهة شاملة ودامية.
 
قد تنتهي المواجهة الحالية عند هذا المستوى من ردود الأفعال الفلسطينية، وقد تستمر الجهاد وبعض الفصائل، في إطلاق الصواريخ لعدة أيام أخرى، قبل أن تُستعاد التهدئة وتصمت المدافع ... لكن الأمر ليس مضموناً تماماً، إذ يكفي خطأ واحد من النوع "القاتل"، حتى ينزلق الجميع إلى المواجهة الشاملة التي يسعون في تفاديها ... إن سقوط صاروخ واحد، فوق رؤوس عائلة إسرائيلية واحدة، وقتل عدد من أفرادها، كفيل بدفع الطرفين للانزلاق من حافة الهاوية إلى قعرها ... كما أن وصول صاروخ إسرائيل "طائش" أو "ذكي"، لهدف فلسطيني من النوع الثقيل، مدني أو عسكري، كفيل بأن يفضي إلى احتمال مماثل.
 
حتى الآن، لا يبدو منسوب الخسائر متناسباً بين الجانبين ... نستذكر معادلة "الردع المتبادل" التي أطلقها خالد مشعل ذات يوم، حين قال أن الخسائر تعادل (2:1) وأنها قد تصل إلى (1:1)، لا شيء من هذا القبيل يحدث اليوم، عداد الموت يحصد العشرات من الفلسطينيين، أما في الجانب الإسرائيلي فالإصابات غالباً من النوع الطفيف، ما اضطر بعضنا للعودة إلى "المعزوفة القديمة": إسرائيل تتكتم على خسائرها وتخفي أسماء وأعداد قتلاها وجرحاها ... لكأن الحكم والنظام السياسيين فيها، من طراز نظام عمر البشير، الذي حارب ثلاث سنوات في اليمن، ولم يعرف أحدٌ كم جندياً أرسل وكم جندياً منهم قُتل أو جُرح.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تُركت الجهاد وحيدة هل تُركت الجهاد وحيدة



GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 17:56 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

لو فعلها بايدن!

GMT 17:53 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ماذا وراء إعادة صياغة اتهامات ترمب؟

GMT 16:12 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 09:13 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 10:45 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أنت مدعو إلى الهدوء لأن الحظ يعطيك فرصة جديدة

GMT 14:05 2020 السبت ,02 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 15:15 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

2- اجواء متقلبة في الجزء الأول من الشهر

GMT 16:00 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وزراء المال الأوروبيون يناقشون موازنة إيطاليا

GMT 06:47 2019 الأربعاء ,17 تموز / يوليو

شعبة شركات الأمن والحراسة تشكيل لجان نوعية

GMT 09:10 2019 السبت ,09 آذار/ مارس

9 مارس 1919

GMT 09:57 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

التحالف الدولي يكشف عن عدد عناصر تنظيم "داعش" في هجين السورية

GMT 09:02 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

خُبراء يكشفون عن أفضل عُمر لتعلُّم وإتقان اللغات الأجنبية

GMT 06:24 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

راغب علامة يصور كليبًا جديدًا في مدينة كييف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24