أين تتموضع المعارضة السورية في «أم المعارك» في إدلب
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

أين تتموضع المعارضة السورية في «أم المعارك» في إدلب؟

أين تتموضع المعارضة السورية في «أم المعارك» في إدلب؟

 العرب اليوم -

أين تتموضع المعارضة السورية في «أم المعارك» في إدلب

بقلم : عريب الرنتاوي

أن تنبري تركيا لحشد الدعم والاسناد للفصائل المسلحة في إدلب لمواجهة تقدم الجيش السوري، فهذا أمر مفهوم وغير مفاجئ، وهذا ما فعلته تركيا على أية حال، طوال سنيّ الازمة السورية الثماني ... إدلب إلى جانب عفرين وجرابلس وجوارهما، هي ما تبقى لأنقرة من أوراق الضغط والقوة لتعزيز مكانتها كلاعب إقليمي، يحتجز لنفسه مقعداً على مائدة الحل النهائي للأزمة السورية، هذا إن أسقطنا كل ما قيل ويمكن أن يقال عن أطماع وأحلام تركية في الشمال السوري.
وأن تتصدر جبهة النصرة جبهات القتال والمعارك في إدلب وريفي حماة وحلب، وأن تفعّل ماكينتها الدعائية للعمل بأقصى طاقاتها، فهذا أيضاً أمر مفهوم وطبيعي، طالما أن المنظمة المصنفة إرهابية، تدافع عن «إمارتها»، بل وعن آخر معاقلها في سوريا ... إدلب بالنسبة للنصرة، هي معركة وجود، حياة أو موت، وستستثمر فيها حتى آخر طلقة وآخر مقاتل.
لكن من غير المفهوم ولا المنطقي، أن تتولى معارضات سورية، بعضها علماني ومدني، وجميعها في الخارج، إعادة انتاج خطابي أنقرة والنصرة، وبالمفردات ذاتها تقريباً ... إذ يطلع عليك من يقول: أن الانتصار في إدلب شرط حاسم لتعزيز مواقع المعارضة في المفاوضات النهائية، وتحسين شروط الحل النهائي، وضمان قطع الطريق على النظام وحلفائه.
سنجاري أصحاب هذا الرأي، وبعضهم أصدقاء، ولا نشك أو نشكك في وطنيتهم واستقلاليتهم، ونقول: بفرض نجاح تركيا والنصرة وحلفائها في إحباط تقدم الجيش السوري، وقطع الطريق على مرامي دمشق – طهران – موسكو، كيف يمكن ضمان تجيير هذا «النصر»، لصالح هذا النمط من المعارضة السورية؟ ... كيف يمكن تصور أن يخدم «نصرٌ» كهذا، أهداف المعارضة العلمانية والمدنية ومراميها؟ ... من سيجيّر نصر إدلب، إن أمكن تحقيق نصرٍ كهذا، هو تركيا والنصرة ومن دار في فلكيهما ... لا أحد من خارج هذا «الصندوق» سيكون بمقدوره حصد ثمار «نصرٍ» لم يسهم في تحقيقه، ولا ناقة له فيه ولا جمل.
بعيداً عن التضليل والتطبيل الإعلامي، فإن القوة الضاربة في إدلب والأرياف الشمالية الغربية، هي النصرة، والنصرة وحدها ... ومن غير الخافي على أحد، أنها وهي المنظمة المدرجة على القوائم التركية السوداء للمنظمات الإرهابية، تتلقى السلاح النوعي الحديث من تركيا، كما تشير لذلك تقارير ميدانية، وأن قنواتها مفتوحة مع المخابرات التركية، وأنها ورقة الرهان الأهم لتركيا، هذا ما تكشفت عن وقائع المعارك الأخيرة، في آخر معاقل النصرة والمعارضات المسلحة.


لا ينفع أن تواصل بقايا المعارضات الوطنية والعلمانية، الغرق في «حالة الانكار» ... لقد دفعت أثماناً باهظة لغيبوبتها وتجاهلها المقصود وغير المقصود، لتنامي أدوار القوى السلفية – الجهادية، منذ بدايات الحرب في سوريا وعليها ... لا يجوز بعد كل هذه التطورات المروّعة والمكلفة أن تستمر حالة الانكار ... معركة إدلب ليست فيصلاً بين «مدنية» الدولة السورية و»عسكرتها» ... ليست مفترقاً بين سوريا المدنية – الديمقراطية، وسوريا الفساد والاستبداد ... معركة إدلب هي معركة على النصرة في آخر معاقلها، معركة طرد الإرهاب الإسلاموي من آخر معاقله ... وهي معركة تقترب من لحظة الحسم، وكلما فعلت ذلك، كلما تحقق الفرز وتكشفت النوايا، نوايا الأطراف المحلية ونوايا الإقليمية والدولية ... ولا يمكن لبقايا المعارضات التي ما زالت تحلم بمستقبل آخر لسوريا، أن تضع نفسها في خندق تركيا وأحلامها الإمبراطورية في سوريا، أو في خندق النصرة، ومشروع «الإمارة الإسلامية»، على الطراز القاعدي – الطالباني ... لا يمكن لهذه المعارضات أن تعيد الخطأ ذاته مرات ومرات، وإلا استحقت الاتهام بالتواطؤ مع أعداء سوريا من توسعيين وظلاميين.
معارك الحسم في إدلب تقترب، والعملية لن تحقق أهدافها دفعة واحدة ... وإذا كنّا نفهم ألا تقف المعارضة بجانب الخيار العسكري للنظام وحلفائه، فإننا لا نفهم، ولن نفهم أبداً، وقوفها خلف الخيارات التركية، أو اصطفافها إلى جانب النصرة، ودائماً تحت شعارات مضللة، تصور المعركة في إدلب كما لو كانت حرباً بين النظام والمعارضة، أو بين السلطة والشعب.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أين تتموضع المعارضة السورية في «أم المعارك» في إدلب أين تتموضع المعارضة السورية في «أم المعارك» في إدلب



GMT 15:47 2020 السبت ,11 تموز / يوليو

اسرائيل تعاني ونتانياهو يعتمد على اليمين

GMT 17:16 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

الكونغرس لا يريد بيع السلاح الى العرب

GMT 16:25 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

أخبار من السعودية والولايات المتحدة وأوروبا

GMT 13:15 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

معارضة عزم اسرائيل ضم الضفة الغربية

GMT 15:24 2020 السبت ,20 حزيران / يونيو

كتاب ومقال أعرضهما على القراء

GMT 11:10 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 08:15 2018 الإثنين ,21 أيار / مايو

سفير السويد يوضح أن الإصلاحات المصرية مكلفة

GMT 06:23 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

صراع بين كبار أندية إنجلترا وإيطاليا للتعاقد مع هداف نابولي

GMT 09:43 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:13 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الحوثيين لم توافق على تسليم "ميناء الحديدة" للأمم المتحدة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24