هي كبيرة يا دولة الرئيس
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

هي "كبيرة" يا دولة الرئيس

هي "كبيرة" يا دولة الرئيس

 العرب اليوم -

هي كبيرة يا دولة الرئيس

عريب الرنتاوي
عريب الرنتاوي

استوقفتني عبارة "كبرها بتكبر وصغّرها بتصغر" التي وردت على لسان دولة رئيس الوزراء الأسبق الدكتور فايز الطراونة، في حديثه لقناة "رؤيا" حول التوجه الإسرائيلي الأحادي لضم مناطق واسعة من الضفة الغربية، من بينها منطقة غور الأردن، وأشكر دولته أنه ذكّرنا بأن "الغور" المستهدف بالضم هو "الغور الفلسطيني" وليس الأردني، لكأن أحداً منا كان يظن أن دير علا والشونة والكرامة وغور المزرعة وصولاً إلى غور الصافي، كانت مشمولة بخرائط صفقة القرن؟!
 
هي "كبيرة" يا دولة الرئيس، ولا حاجة لنا لـ"تكبيرها"، فضم الغور الفلسطيني وأجزاء أخرى من الضفة بعد القدس، يعني انهيار "حل الدولتين" ومعه فرص قيام دولة فلسطينية مستقلة، "خط الدفاع الأول" عن الهوية والكيان الأردنيين، وتعني من ضمن ما تعني، ترك الوصاية الهاشمية على المقدسات فريسة لأنياب الاستيطان والتهويد الإسرائيليين، دع عنك ملايين اللاجئين الفلسطينيين الذين يحتضن الأردن غالبيتهم العظمى لأزيد من 70 عاماً.
 
هي "كبيرة" يا دولة الرئيس، ولا حاجة لأحد لتكبيرها أو تصغيرها، فهي طعنة نجلاء لكل "ثوابت" الأردن و"مصالحه" في الحل النهائي، والتي توافقنا على تعريفها، في العهدين الملكيين الحالي والسابق، حيث كنت على الدوام، وفي العهدين، في المواقع الأرفع لصنع القرار، من رئاسة الحكومة إلى رئاسة الديوان الملكي ومجلس الملك...وفي ظني أنك ممن أسهموا في تحديدها ورسم خطوطها الحمراء.
 
هي "كبيرة" يا دولة الرئيس، وإلا لما انخرطت الدولة الأردنية، من رأسها إلى مختلف أذرعتها السياسية والدبلوماسية والأمنية، في التصدي لمؤامرة الضم، ولما تصدّر الأردن الصفوف في مواجهتها، وبصورة أكسبته احترام العدو قبل الصديق، وجعلت منه "رائداً يصدق أهله ولا يخذلهم"، فهل كنا جميعاً "نكبرها"...وما غايتنا من "تكبيرها"، ولماذا لم "نصغرها" فنريح ونستريح؟!
 
هي "كبيرة" يا دولة الرئيس، وليست بحاجة لمن ينفخ فيها، فضم "الغور الفلسطيني" اليوم، بحجج وذرائع معروفة، سيمهد غداً، إن أمكن لهم "الفوز بالأبل"، لضم "الغور الأردني"، والمرتفعات المشرفة عليه، وتحت الحجج والذرائع ذاتها، فالغور الفلسطيني كما تعلم، يصعب الدفاع عنه كذلك، سيما أن تربص به "الخطر" من جبال السلطة وعجلون والكرك "ذات سيناريو".
 
ليتك يا دولة الرئيس، وقد خرجت من زحمة العمل اليومي، أجريت مراجعة لموقع الأردن ومكانته في التفكير الاستراتيجي الصهيوني منذ القرن التاسع عشر، وليس الآن، منذ ثيودور هيرتزل وحتى نتنياهو مروراً بحاييم وايزمن وجابوتنسكي، عطفاً على وعد بلفور وصك الانتداب، وصولاً لنتنياهو و"مكان تحت الشمس"، لكنت رأيت أن الأردن كان ولا يزال في قلب دائرة الأطماع الصهيونية بوصفه جزءاً من "أرض إسرائيل التوراتية"، وأنه لم يكن بعيداً عن موجات الاستيطان المبكرة وما أعقبها حتى العام 1948، وأن "الحجيج" اليهودي الحالي إلى بعض المواقع التاريخية الأردنية، ليس سوى تذكيراً لنا بأننا "ضيوف ثقلاء" على "أرض إسرائيل الكبرى"، وأن بلادنا من منظور "أحسنهم" ليست سوى وعاء لاستيعاب فائض الديموغرافيا الفلسطينية، كان ذلك قبل المعاهدة بعدها، قبل أوسلو وبعده، وبالأخص بعد صفقة القرن وتفرعاتها.
 
هي "كبيرة" يا دولة الرئيس، لكل من "ألقى السمع وهو شهيد"، فمن "يستصغر" التهام "الثور الأسود" اليوم، عليه أن يستذكر أن الدور قادم على "الثور الأبيض" غداً، ونحمد الله أن وعي الأردنيين، كل الأردنيين، الثاقب واليقظ لما ينتظرهم من أخطار وتحديات، لا توازيه وتماثله، سوى إرادتهم على الصمود والتضحية، ليس دفاعاً عن فلسطين ولا من باب نصرة أهلها و"غورها" فحسب، بل ومن باب الدفاع عن الأردن، أمناً واستقراراً وهويةً وكياناً.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هي كبيرة يا دولة الرئيس هي كبيرة يا دولة الرئيس



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 09:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 10:51 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 202

GMT 10:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الميزان 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 22:48 2018 الثلاثاء ,29 أيار / مايو

روسيا والصين ترثان تركة أوروبا في إيران

GMT 06:15 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فيكتوريا بيكهام تفاجئ متابعيها برشاقتها في إطلالة أنيقة

GMT 04:22 2019 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أفضل وأهم مطاعم الدمام

GMT 23:06 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

يوفنتوس يستعد لكسر الشرط الجزائي بعقد مانولاس

GMT 00:27 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

يقدّم لك هذا الشهر العديد من المكافآت
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24