للاستقلال طعم خاص في الأزمات والتحديات
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

للاستقلال طعم خاص.. في الأزمات والتحديات

للاستقلال طعم خاص.. في الأزمات والتحديات

 العرب اليوم -

للاستقلال طعم خاص في الأزمات والتحديات

أسامة الرنتيسي
أسامة الرنتيسي

الاحتفال بعيد الاستقلال له طعم خاص في الأزمات وما يحيط بنا من تحديات وفوضى ودمار، طعم برائحة الكرامة والإحساس بقيمة الوطن الحُرْ.

الاستقلال، والاحتفال بمرور 74 عاما على إنجازه، نقاط وعلامات تضاء في القلوب بالمحافظة على إنجازات الاستقلال، وتعظيم إيجابياتها، والبناء على النماذج الإيجابية فيها، ومعالجة كل ما علق من سلبيات حولها.

في زمن الكورونا توحد الاستقلال مع عيد الفطر، كما جاء الاستقلال في لحظة تأريخية نواجه فيها جبروتًا صهيونيًا مدعومًا من الإدارة الأميركية يخطط لقضم مزيد من الأراضي المحتلة في غور الأردن الفلسطيني، وتكريس ما سُمّي بصفقة القرن “قطعة قطعة”.

النظر في معاني الاستقلال وقيمته يُعزّز الروح المعنوية التي سوف تواجه المخططات المعادية كلها، وترسم مسارات جديدة لأردن المستقبل.

فكرة بديعة أن يعتلي العلم الأردني بيوتنا وعماراتنا وأسطح منازلنا والسقوف جميعها التي تحمينا، رسالة معنوية أن رموزنا في العلالي لا يقترب منها إلا هالك.

والاستقلال درس في الترشيد تُضاء نسماته في قلوب أبناء الوطن، ولا تضاء بالبذخ غير المحمود في إنارة الشوارع.

أكثر ما يجب أن نتعلمه من الاستقلال وذكراه المجيدة، كيف نحافظ على معاني الاستقلال ونصونها من أية عثرات، والعثرة الأولى التي قد تصيب الاستقلال أن يشعر المواطن بأنه غير مستقل ماليا ومعيشيا، وأن حياته مرهونة لجهات أخرى.

علينا أن نتعلم أن صيانة الاستقلال في الفترات الصعبة أهم بكثير من إدامة مظاهر البذخ التي تعوّد عليها بعض مسؤولينا، ولا يعترفون بأننا نمر بأزمة.

في سنوات العمل في الخليج، سمعتها كثيرا، حول الإنفاق العام في الأردن، “كأننا دولة بترولية”.

هذه الملحوظة كانت ظاهرة للعيان في فترة الرخاء، وللأسف لا تزال ظاهرة في فترة الشدة، بنسب أقل، لكنها تبقى ملحوظة جوهرية، عن الانفاق غير المبرر وغير المنتج.

تعظيم قيم ومعاني الاستقلال مرتبط بحفظ كرامات المواطنين، لهذا فإن الاصلاح الاقتصادي بات متقدما على الاصلاح السياسي هذه الأيام، ويكفي حديثا وعناوين وشعارات للاصلاح الاقتصادي من دون تحقيق إنجازات على الأرض تعود مباشرة بالإيجابية على حياة المواطنين.

هذا لا يعني تغييب مشروع الاصلاح الوطني الديمقراطي الشامل عن أجندة الدولة، بتكريس التعددية السياسية والفكرية والمشاركة الشعبية والعدالة الاجتماعية والمساواة، لأن من خلالهما تدوم معاني الاستقلال، وتحفظ كرامة الأردنيين.

ليس الاستقلال مرتبطا باحتفالات رسمية، في محافظات ومدن المملكة، هذا العام منعنا الكورونا من تحقيقها..

نحتفل بالاستقلال برؤوس مرفوعة وهامات تُطاوُل السماء، وعشق الأوطان منقوش في القلوب، لا في مظاهر مكلفة على خزينة الدولة.

الدايم الله….

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

للاستقلال طعم خاص في الأزمات والتحديات للاستقلال طعم خاص في الأزمات والتحديات



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 15:57 2020 الأحد ,02 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 14:56 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أحوالك المالية تتحسن كما تتمنى

GMT 09:55 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج السرطان 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 20:13 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

انا والكورونا و المرأة في يومها العالمي

GMT 19:17 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هتافات مدوية من جماهير الترجى أثتاء استقبال الأهلى في تونس

GMT 02:01 2018 الثلاثاء ,20 آذار/ مارس

بوسي تعتبر "بيت السلايف" رسالة اجتماعية جميلة

GMT 22:19 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

وفاة الأمير متعب آل سعود الأخ غير الشقيق للملك سلمان

GMT 22:03 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

سباح أخر يرفض مصافحة الصيني سون بسبب المنشطات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24