من «ربيع لبنان» هبّت رائحة انتصار
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

من «ربيع لبنان» هبّت رائحة انتصار!

من «ربيع لبنان» هبّت رائحة انتصار!

 العرب اليوم -

من «ربيع لبنان» هبّت رائحة انتصار

حسن البطل
بقلم -حسن البطل

عشية الحرب الأهلية طوي في لبنان طربوشان: الأول لرئيس الحكومة الأسبق السنّي حسين العويني، والثاني لوزير الدفاع المزمن الدرزي: المير مجيد أرسلان. مع ثورة 17 تشرين، ذات الشعار البسيط والجذري. «كلّن يعني كلّن»، بدأ خلع طربوش اسمه «الصيغة اللبنانية»، أي صيغة 6×6 مكرر، التي تفرّعت إلى 16 أو 18 طائفة.
هذا اليوم، يمرّ قرن على ولادة لبنان الكبير، على يد الجنرال الفرنسي غورو. لبنان الصغير هو «الجبل الماروني» والكبير هو لبنان الصغير زائد الأقضية السورية الأربعة. لبنان اسم الدولة، عريق في التاريخ القديم المدوّن، فهو من «اللبن» الأبيض، كناية عن جبل لبنان، الذي تكلّله الثلوج البيضاء.
طربوش «الصيغة» أو «الفورمولا» صار كأنه الحذاء الحديدي الصيني، فقد كان الصينيون، أو قومية «الهان»، التي تشكل الآن نصف عديد المليار وربع المليار، يحبّون أقدام النساء الصغيرة.
مع لبنان الكبير تم خلع حذاء المارونية اللبنانية الحديدي، التي كانت تشكل غالبية سكان لبنان، ومع انفجار حرب السنوات الـ 15 الأهلية، صار المسلمون سنّة وشيعة، هم الغالبية العددية، علماً أن صيغة لبنان الطوائفي كانت، أساساً، بين زعامات الموارنة والسنّة.
تم تنقيح «الصيغة» عام 1989 باتفاقية «الطائف» السعودية، ومعها بدأ صعود الشيعة مع حركة «أمل» أولاً، ثم مع «حزب الله».. ثم مع الثنائي الشيعي هذا وجزء من المارونية السياسية، جناح الرئيس الحالي ميشال عون، الملقّب من أنصاره بـ «بَيْ لبنان» تحبُّباً.
وهو جنرال آخر يصير رئيساً، في سلسلة بدأت بالجنرال فؤاد شهاب، الذي أنهى حرباً أهلية صغيرة في العام 1958، وحاول تطهير الحياة السياسية من الفساد، أو من «أَكَلَة الجبنة» (الفروماجيست) بالفرنسية، مسايرة للجنرال شارل ديغول، الذي كان لا يقدم في مآدبه الجبنة، لاختلاف الفرنسيين على تذوُّق أنواعها الكثيرة.
كان لبنان يُدعى «سويسرا الشرق»، ولم يعد كذلك، لأن «الفروماجيست» قادوا لبنان إلى حافة «دولة فاشلة» بفسادهم الأسطوري، ورفعت انتفاضة تشرين شعار «كلّن يعني كلّن» بمشاركة شباب الطوائف كلّها، ودون وقوع قتلى تقريباً في هذا «الربيع اللبناني» خلاف دول أخرى، كما هو الحال في «ربيع الجزائر» و»ربيع تونس».
بعد انفجار الميناء، بسبب الفساد الإداري المريع والمزمن، استعار الرئيس الفرنسي ماكرون عبارة الجنرال ديغول: «ذاهب إلى الشرق المعقّد بأفكار بسيطة» بفكرة غير بسيطة، وهي نسف الصيغة الطوائفية اللبنانية. تجوّل أولاً بين الناس، ثم شرب القهوة مع فيروز، أيقونة طوائف لبنان طراً.
شعب لبنان قوي، فقد هزم كل الاحتلالات، لأن لديه ثقافة حياة مشتركة، تحت طربوش الطوائف والحذاء الحديدي الصيني.
زمان، كانت المارونية السياسية ترى في فرنسا «الأم الرؤوم» وصار ماكرون الأب الرؤوم، ومن ثم أعلن ميشال عون، باعتباره «أبو لبنان» كلّه بداية مخاض لبنان الجديد «المدني»، أي السير على خطى العلمانية الفرنسية، ومن دون «المدنية» و»العلمانية» فإن لبنان مهدد بالزوال كما حذر وزير الخارجية الفرنسي.
هذا يعني أن «الزواج المدني» بين الطوائف سيجري في لبنان لا قبرص ولا فرنسا.
ليس لأن فرنسا كانت «الأم الرؤوم»، ولا لأن ماكرون صار «الأب الرؤوم».. لكن لأن لبنان هو هامش عربي - أوروبي، في زمن خراب عربي.
لسورية ما يشغلها في محنتها، مع أن بداية انتفاضتها كانت علمانية في شعاراتها: «إسلام ومسيحية، سنّية وعلوية»، ولمصر ما يشغلها، ولدول الخليج ما يشغلها.
المهم في شعار «كلّن يعني كلّن» أنها كانت انتفاضة سلمية فوق طائفية، كما كان التغيير في ربيع الجزائر سلمياً، وأيضاً في تونس، وفي العراق بدايات انتفاضة شعبية ضد الفساد والطائفية، أيضاً.
سارع زعيم «حزب الله» إلى إيماءة قبول عقد جديد مع الإشارة إلى مغادرته «زمن الاشتباك» مع إسرائيل، وكذلك إيماءة قبول من «تيار المستقبل» الإسلامي السنّي، علماً أن المارونية السياسية لا تمانع في لبنان المدني، لكن بشرط العلمانية الكاملة، أي تشريع وقوننة الزواج الشرعي المختلط بدلاً من واقع الزواج المدني.
أفكار ماكرون وصداها بأفكار ميشال عون تعني محاولة أخيرة لتعويم لبنان من الغرق، وإغراق الصيغة اللبنانية معاً.
كان لبنان الدولة من أوائل الدول العربية في الاستقلال، ولكن دون حرب مع الانتداب الفرنسي، بل بالتوافق السلمي معه.. لكن هذه الصيغة اللبنانية كانت سبباً في احتراب أهلي طوائفي مرير.
«الربيع العربي» كان في الأصل والبدايات ضد الاستبدادية والفساد معاً، وفي لبنان ضد الطوائفية والفساد معاً.
حسن البطل

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من «ربيع لبنان» هبّت رائحة انتصار من «ربيع لبنان» هبّت رائحة انتصار



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 09:55 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج السرطان 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 11:27 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 16:55 2020 الأحد ,01 آذار/ مارس

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 13:43 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

إبقَ حذراً وانتبه فقد ترهق أعصابك أو تعيش بلبلة

GMT 10:25 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

يراودك ميل للاستسلام للأوضاع الصعبة

GMT 17:23 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

اختفاء جزيرة يابانية قرب الحدود الروسية

GMT 14:24 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بوكو حرام تقتل 15 إثر هجوم على قرويين في نيجيريا

GMT 11:11 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

لاغارد تعلن إجراءات مشددة للتصدي إلى الفساد

GMT 10:00 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 09:22 2020 الثلاثاء ,24 آذار/ مارس

أبرز ديكورات غرف المعيشة لموسم صيف 2020

GMT 14:59 2020 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

أكسسوارات لإعطاء المنزل طابع يشبهك

GMT 12:01 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء غير حماسية خلال هذا الشهر

GMT 16:38 2019 الأحد ,06 كانون الثاني / يناير

السيدات يسيطرن على الاستخبارات المركزية الأميركية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24