«كورونا» امتحان عالمي وشخصي
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

«كورونا» امتحان عالمي وشخصي

«كورونا» امتحان عالمي وشخصي

 العرب اليوم -

«كورونا» امتحان عالمي وشخصي

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد

عادة، المصائب قضية الآخرين، مع شيء من التعاطف، أو اللامبالاة. كورونا COVID - 19 وباء مختلف، مع أنه ليس أخطر الأوبئة ولا أبشعها. مخيف بسبب غموضه، وسرعة انتشاره وانتشار أخباره المفزعة، ولأنه يساوي في تهديده بين القارات، والطبقات الاجتماعية، والمدن والأرياف، والأغنياء والفقراء.

لا بد أن ينتهي وتنجلي الغمة عن العالم في يوم ما، متى؟ لا ندري، ربما قبل الصيف أو حتى شتاء العام المقبل، أو يدوم.

في لحظة الحقيقة اكتشف العالم كم هو في حاجة لبعضه، رغم خلاف الصينيين والأميركيين وتبادل اللوم بينهم، ورغم العداء مع نظام إيران وأتباعه، ورغم كثرة الثارات في هذا الكوكب، أصبح الوباء العدو الجامع الذي وحد العالم، ولو مؤقتاً. العدو الجديد انتقل من ووهان إلى كل مكان. وربما بدأ في بلد قبل الصين، لكن لا يهم أصله بقدر ما يهم العالم التغلب عليه، والعودة إلى الحياة «الطبيعية»، أو ما كنا نعتبرها طبيعية، قبل مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي.
وككل الحروب، لـ«كورونا» ضحايا وقرابين، وعسى أن يتعلم العالم درساً مختلفاً هذه المرة، ليست الدروس المتوقعة بإنهاء الخلافات والنزاعات المسلحة البشرية، بل التعاون في سبيل سلامة الأرض والبشرية، همومنا المشتركة.
لنتذكر أن هناك أمراضا لا أحد يهتم بعلاجها، فالملاريا ملازمة للمجتمعات الفقيرة في العالم، ولم يكن لها علاج لأنها لا تعني شيئا لشركات التأمين الطبية، ولا يطير البعوض الناقل لها لما وراء البحار البعيدة.
الحقيقة أكبر من ذلك، «هناك عشرة آلاف مرض، ولدينا خمسمائة دواء فقط»، هذا ما قاله عضو الكونغرس الأميركي، كيفن مكارثي قبل نحو ست سنوات، حتى إن أحدهم استكثر الرقم وظنه مبالغة، ليجد بعد البحث أن الرقم الدقيق هو 9235 مرضاً بلا علاج بعد، كل واحد منها قد يصيب ستة أشخاص بين كل عشرة آلاف.
علاجياً، تبدو الأمور بطيئة لكن الإنجازات البشرية هائلة قياساً على ما كانت عليه في كل تاريخ الإنسان. الجينوم البشري، الخريطة الجينية، أو «كتالوج» الإنسان وكتاب حياته، بدأ العمل فيه منذ عام 1990 وتم توثيقه بعد عقد، في مطلع الألفية، مع هذا لا تزال مساعي استنتاج الأمراض وعلاجاتها في بداياتها.
البارحة وصلتني نتائج فحص «كورونا»، أخذته طوعاً بعد رحلة طويلة تشعرك بالشك. بعد يومين من أطول أيام السنة، جاءت النتيجة... سلبية. نتيجة الفحص هذه مجرد حالة رضا نفسية، لأنه لا يوجد علاج، ولا تقي من الإصابة بعد براءة النتيجة، ولا تعفي من مسؤولية الاعتزال. الفحص وقاية للمجتمع من الفرد. ولو كان الفحص متاحاً للجميع لأمكن اكتشاف كل المصابين وعزلهم، بدلاً من حجر خمسة مليارات إنسان خلال الأشهر المقبلة، والقضاء عليه. نتمنى السلامة للجميع وللمرضى بالشفاء، وللغمة أن تزول.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كورونا» امتحان عالمي وشخصي «كورونا» امتحان عالمي وشخصي



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 13:42 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 10:11 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 10:58 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تجد نفسك أمام مشكلات مهنية مستجدة

GMT 15:56 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:44 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 14:56 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أحوالك المالية تتحسن كما تتمنى

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 11:12 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 09:35 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن النقاش والجدال لتخطي الأمور
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24