هل هي نهاية «الجماعات» في الحكم
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

هل هي نهاية «الجماعات» في الحكم؟

هل هي نهاية «الجماعات» في الحكم؟

 العرب اليوم -

هل هي نهاية «الجماعات» في الحكم

بقلم : عبد الرحمن الراشد

مجرد تخيل وجود أو استمرار حزب «الإخوان» في سدة الحكم، في دولة إقليمية كبرى مثل مصر، يكفي أن يبعث أسوأ الخيالات المتشائمة. الواقع اليوم يبين كيف أن التراجع يعم أرجاء المنطقة، أحدثها في ليبيا والسودان.
ولا نستطيع أن نقول بعد إنها «نهاية التاريخ» للحركات الإسلامية الطامحة للحكم، وذلك بوجود النظام الإيراني الداعم الرئيسي لها، وبوجود جيوب متطرفة تتحكم في مناطقها، مثل «حماس» في قطاع غزة الفلسطيني المحتل، و«حزب الله» في لبنان. إلا أن التيار، فكراً ومؤسساتٍ، يعاني من الحصار المتزايد عليه. فالجمعيات التي كانت تمول الفكر والعسكر الأصولي انكمشت، وكان الخليج مركزاً مهماً لها. «أوراق قطر» كتاب استقصائي للصحافيين الفرنسيين كريستيان تشينو وجورج مالبرونو لاقى اهتماماً كبيراً في فرنسا، ويبدو أن له تبعات كثيرة على تمويل المدارس والجمعيات في القارة الأوروبية التي تعيش حالة تفتيش ومطاردة للفكر الإسلامي المتشدد بعد أن تبين أنها ملجأ مريح للجماعات المتطرفة.
وانحسر حتى الفكر التقليدي المتشدد غير السياسي، الذي يعيش تراجعاً ملحوظاً في السعودية نتيجة الإصلاحات التشريعية والمشروع التحديثي الذي تقوده الدولة نفسها.
ولا يستهان بأهمية تأثيرات خطة إدارة الرئيس دونالد ترمب بتجفيف الموارد المالية للنظام الإيراني الذي يمول بشكل مباشر عشرات الجماعات والمراكز في العراق، ولبنان، وأفريقيا، وفي جنوب شرقي آسيا، ووسط آسيا. هجمات متزامنة قد تدق المسمار الأخير في نعش الحركة الإسلاموية الحالمة بالحكم.
القضاء على هذه الأنظمة يمكن أن يقضي لاحقاً على ظاهرة التطرف الديني السياسي والاجتماعي التي انتشرت منذ الثمانينات. ما يحدث في السودان، وكذلك ليبيا، هو جزء من الحراك المعاكس ضد التقدم الخطير الذي حققته حركة التطرف، وكادت تمسك بالحكم في مصر والعراق وليبيا لكنها فشلت. خروج «الجماعة» من الحكم في السودان تطور مهم في صراع المنطقة ضد التنظيمات المؤدلجة. هذه الحركات، وإن كانت تبدو بينها اختلافات كبيرة، مثل «الإخوان المسلمين» من جهة وتنظيمي «داعش» و«القاعدة» من جهة أخرى، إلا أنها تحمل أفكاراً وأحلاماً متشابهة. والذين يرون في إسقاط الأنظمة أو التنظيمات الإسلاموية تطوراً سيئاً، لأنهم يرون أنه يتحول للحكومات العسكرية أو واجهات مدنية لها، ربما محقون ومع هذا عليهم ألا يتباكوا على إسقاط ممالك «الإخوان»، وآخرها نظام البشير، لأنهم يفترضون أن المنطقة كانت متجهة نحو التطور المؤسسي المجتمعي المدني وهذا ليس صحيحاً. الافتراض أن يتطور الفكر الديني الحركي لكن كل الشواهد تبين خلاف ذلك. في العراق سعى الأميركيون إلى بناء مجتمع مدني متطور على غيره في المنطقة بإقامة مؤسسات ديمقراطية شكلاً، من دستور وبرلمان منتخب وإعلام حر، إلا أن الأميركيين أنفسهم تراجعوا سريعاً عندما سمحوا للتنظيمات الدينية بالمشاركة والعمل والحكم، النتيجة أن العراق اليوم ليس العراق المدني المأمول. ربما لم تكن البدائل الأخرى مؤهلة للحكم إلا أن إدخال الأميركيين الأحزاب الدينية أفشل مشروع الجمهورية المدنية التي تستوعب رجال الدين والأفكار الدينية دون الحاجة إلى تكوين قوى سياسية دينية. ونستطيع أن نمضي الوقت في جدل بيزنطي إن كان الأميركيون هم من جاءوا بالتنظيمات الدينية أم أنهم اعترفوا بحقيقة نفوذها وسعوا لإشراكها في العملية السياسية في العراق حتى لا يفسدوها، اعترافاً بوجودهم وقوتهم. وفي العراق نرى انحسار نفوذ الأحزاب والشخصيات السياسية الدينية. الساحة العربية لا تزال تحاول التخلص من فترة ما بعد ثورة 1979 في إيران وما نراه من انهيارات هي إنجازات للمقاومة والانتفاضة المضادة وليست البدائل بالضرورة مشاريع سياسية جيدة مثالية.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل هي نهاية «الجماعات» في الحكم هل هي نهاية «الجماعات» في الحكم



GMT 10:30 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

بايدن أقدر على حل المشكلة الإيرانية

GMT 10:28 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

لقائله

GMT 10:23 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

امرأة ترانزيت

GMT 10:19 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

أزمة لبنان أمام خطر إعادة تأهيل محور دمشق ـ طهران

GMT 10:17 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

لماذا تونس... رغم كلّ شيء؟

GMT 14:34 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

تتحرر وتتخلص من الأعباء الكثيرة والضغوط

GMT 09:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 13:42 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 08:03 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

لن يصلك شيء على طبق من فضة هذا الشهر

GMT 09:13 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

توقيع رواية أول أكسيد الحب بمديرية الثقافة بحلب

GMT 17:20 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل عرض مسرحية علاء الدين ضمن فعاليات موسم الرياض

GMT 14:43 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

الطريقة المثالية لتطبيق كريمات الترطيب على بشرتك

GMT 08:13 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

تطبيق جديد يمسح الأصدقاء "ثقيلي الظل" من الصور
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24