امرأة ترانزيت
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

امرأة ترانزيت

امرأة ترانزيت

 العرب اليوم -

امرأة ترانزيت

سحر الجعارة
بقلم - سحر الجعارة

- «برج الوحدة»: أحببت فيه الكبرياء، ورجولة تعبّر عن نفسها بحياء.. وصمت الغارق فى بحار الفكر وكلمات طفل يحبو فى دنيا الغرام.. براءته تهزم كل المجربين.

كان يحدثنى عن «شبقية الذكاء» وأنا هائمة فى ذكاء عينيه.. لم يدرك صغيرى أن حماسه مثير، وأنه حين يغضب تضطرب أنوثتى، أحاول تهدئتها بأن أكون طرفاً فى معاركه أو سلاحاً فى قبضته.. وفى الحقيقة كنت أقبل قدميه أرجوه أن يهدأ ليخفف توترى!

كان يحب أن أرسمه بحروفى، الآن يهرب من أسر كلماتى.. يبدو أن حماسى أيضاً مثير.. أزعم أنه ضاجع عقلى آلاف المرات، فحيثما ألتفت أصافح بنات أفكارنا.. وأزعم أنه مارس الحب معى حتى صار ملتصقاً بلحمى.. هكذا منحنى الخيال قبلته.. هكذا احتضنت حيرته.

كان كلما ابتعد، أتوقع أن يعود بكلمة: أحبك.. أن يعترف: ابتعدت لأختبر مشاعرى.. كم أفتقدك!.. لكن نوبات الفراق والعودة لم تهدنى إلا علامة استفهام؟

رجلى الساكن فى «برج الوحدة» لا يزال ملهمى، ما زلت أقف على عتبته أنتظر أن يأذن لى بدخول عالمه.. أنا حالة «انتظار مزمن»، وهو فى حالة رحيل دائماً!

2 - «امرأة ترانزيت»: قطعت المسافة إليه فى شهقة خاطفة، تدفعها رغبة مجنونة فى الاكتشاف: هل هو رجلها؟ فى تلك اللحظة البعيدة كانت أنفاسه تحاصر رائحة اللهفة حتى لا تكتمل لحظة الاشتعال.. بعثرت أنوثتى على زنديه، وأخذت أفتش عن حزنه الدفين بين مسام صدره.. أحسب أن بصماتى لا تزال منقوشة بكفيه، كان يضمنى بقوة من يجاهد فكرة الهرب: هو رب هذا المكان، رب هذا الجسد.. يُشعل ثورته، أو يخمد شهوته! فلم يسمح للضوء الخافت بأن يكشف لون حريرها، اختبأ خلف غيمة صمت تعفيه من التورط فى العشق، ثم انتفض كطفل يفر فزعاً من قدره.

تركته مثل عاشق صوفى، يتمزق بين رهبة الجسد ومرارة التجربة.. الآن يرى الملائكة تعانق الشياطين حول خصرها.. يرى لعنته محفورة كوشم على صدرها.

لم تكن هى «المرأة - الوطن».. كانت «امرأة - ترانزيت»!!

3 - «لنكن أصدقاء»: اغتال الصمت اللغة، فافترقا دون عتاب، لم يتبقَّ من قاموس العشق إلا «جرح».. ما أشبه اللغة بكفه الباردة المحايدة العاجزة عن الاشتباك.. إنها حبال وصل وهمية تجرها إلى ألغاز تزيد حيرتها.

كانت لديها رغبة مجنونة فى «البوح».. فى الصراخ: كيف نبنى صداقة على أنقاض ثقة وأمان زائف ويقين مزعوم؟! رد لى ضحكاتنا البريئة وأفكارنا الجريئة.. رد لى البريق، السحر والتوهج حين نتناقش أو نتعاتب.. قل بنفس النبرة الدافئة: وحشتينى.. عد إلى نوبات العشق الكامن بين ضلوعك.. وتلك الرغبة المستعرة التى تقتلعك من جذورك.. والفراشات التى كانت «تحلق معنا».. وتتراقص حولنا.

دعنى أخلع حزنى دون خجل، وأنثر نجومى فى دروبك، وأستعيد الحق فى الحلم فى الجنون.. أرى ملامحك التى عشقتها.. وصورتى واضحة فى عينيك.

فقط لأوقن أنك لم تكسرنى عامداً، لأعلن «العصيان العاطفى».. لأتألم فى صمت خشية أن أجرحك بسؤال.

يا صديقى.. أنا منفية من عالمك، أفتش عن ذاتى الضائعة، عن لحظات مسروقة من الزمن كنت فيها رجلى وسترى وسندى.. أفتش عن كلمات رثاء لصفحة مزقتها من ذاكرتى فأجدنى «عارية» حتى من أبجدية العشق التى ضمتنا!. الصداقة مثل «صلاة الغائب» لن ترد لنا ما فقدناه.. مجرد وهم يعيدنى لأقبّل عتبات الصد.. دعنى ألملم أشلائى.. أحصى خسائرى.. أصالح نفسى.. أندم.. أنزف حتى تفارق الذكريات عقلى.. أنا أحتاج وقتاً لأبكى، لأحزن.

إنه الوقت الذى اعتدت أن تقتل به الحماس.. وتخنق اللهفة.. وتعاقبنى به على نزواتك الطفولية!

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

امرأة ترانزيت امرأة ترانزيت



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 15:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 10:40 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

" الرجاء وجمعية الحليب استحواذ وليس اندماج "

GMT 13:02 2019 الخميس ,21 آذار/ مارس

مقتل 10 بانفجار مصنع في العين السخنة

GMT 22:13 2019 الأربعاء ,10 إبريل / نيسان

الشباب يختتم تحضيراته لمواجهة الباطن في الدوري

GMT 15:12 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

بيع 23 ألف تذكرة عبر منصة "مكاني" لديربي جدة

GMT 18:12 2021 الأربعاء ,17 شباط / فبراير

مشكلة ارتفاع درجة حرارة محرك السيارة

GMT 13:14 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

كورونا يحرم بايدن من الموكب الرئاسي المهيب في يوم التنصيب

GMT 10:46 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

حسين الجسمي يُعلِّق على نجاح "بالبنط العريض"

GMT 13:52 2020 الإثنين ,13 إبريل / نيسان

بعض الشعر الجميل

GMT 16:31 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

دانييلي دي روسي يعلن اعتزاله كرة القدم

GMT 12:54 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

وصفة طاجن "البامية" على الطريقة التركي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24