هل نحن أمام حرب مع إيران
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

هل نحن أمام حرب مع إيران؟

هل نحن أمام حرب مع إيران؟

 العرب اليوم -

هل نحن أمام حرب مع إيران

بقلم - عبد الرحمن الراشد

في أربعين سنة مرت كثير من الظروف التي كانت فيها احتمالات الحرب واردة مع النظام الإيراني، لكنها لم تقع، فهل التهديدات حقيقية أم فارغة هذه المرة؟
قبل أن نقرأ الوضع الحالي نحتاج إلى أن نقرأ سلوك طهران الماضي، ولماذا لم تدخل إيران حرباً واحدة قط على الرغم من تبنيها للمواجهات؟

لأربعين عاماً، رأينا في طهران عقلانية شريرة، تدفع الأمور إلى حافة الهاوية لكنها لا تقفز منها. اليوم الوضع مختلف كثيراً. الإدارة الأميركية هي التي تدفع بإيران إلى حافة الهاوية، ووصل الوضع إلى مرحلة خطيرة لم يبلغ مثلها النظام الديني الثوري من قبل منذ وصوله إلى الحكم في السبعينات. في داخل إيران المظاهرات مستمرة، وإن كانت تتخذ من الاحتجاجات والإضرابات المعيشية ذريعة، إلا أنها موقف سياسي شعبي يتزايد، ومع منع النفط ومنع الصادرات المختلفة يبدو أن خيارات إيران صعبة، وهي التي تقف مجبرة هذه المرة على حافة الهاوية.
إما أن تعاند وتستمر في الرفض، على أمل أن تغير واشنطن موقفها أو تتغير إدارة ترمب. لكن هذا يتطلب منها الانتظار عاماً ونصف العام، وبسببه ستواجه خطر انهيار نظامها من الداخل، أو أن تفاوض وتتنازل وهو ما تعلن أنه ضد مبادئها وكبريائها، وضد مشروعها النووي العسكري التوسعي، أو أن تفتعل معركة عسكرية تعتقد أنها ستكسب فيها وتجبر المعسكر الأميركي على التنازل لها.

إيران احترفت مهنة المخاطرة ولم تجرب أبدا العواقب. والمرات التي خاطرت فيها إيران باشتعال الحروب معها كثيرة. أبرزها وأشهرها وأولها الهجوم الذي نفذه أتباعها على مقر المارينز الأميركيين في بيروت 1983، وعمليات الخطف والقتل لعدد من الشخصيات الغربية والعربية في بيروت من قبل وكيلها المولود حديثاً؛ «حزب الله» في الثمانينات. وكانت هناك مضاعفات لحرب العراق - إيران من عام 81 التي دامت ثماني سنوات، مثل هجومها على ناقلات النفط الكويتية. ومحاولة إيران الهجوم على السعودية بأربع مقاتلات فانتوم وأسقط سلاح الجو السعودي طائرتين عام 84، وكذلك عندما أسقطت الدفاعات الأميركية طائرة مدنية فوق مياه الخليج عام 88 وقيل إنها عن خطأ، في ظروف متوترة. ثم تفجير مقر المارينز في مدينة الخبر السعودية عام 96، وثبت قطعاً أن إيران وراءه واعتقل معظم الفاعلين تباعاً. وعندما تجرأت إيران على استضافة قيادات من «القاعدة» على أراضيها بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001، ثم تورطها الغامض في عمليات الهجوم على أميركيين في العراق، ودعمها لما سمي حينها المقاومة العراقية، وكذلك تحديها للتهديدات الأميركية المتكررة بقصفها ضد المفاعلات النووية وتخصيبها اليورانيوم لأغراض عسكرية، ثم عندما ثبتت علاقتها بالإرهاب العالمي وليس الإقليمي فقط، بكونها وراء تفجيرات في أفريقيا وأميركا اللاتينية، ومنها تفجير معبد يهودي في بوينس آيرس، الأرجنتين، عام 94، وكذلك عندما زاد تحديها وتجرأت على التخطيط لعمليات عنف داخل الولايات المتحدة ضد معارضيها، ومؤامرة اغتيال ضد السفير السعودي، حينها، في واشنطن، عادل الجبير. هذا فضلا عن الحروب التي شنتها، أو كانت وراءها، في سوريا ولبنان والخليج واليمن.
كلها ظروف خطيرة وضعت إيران من خلالها العالم على حافة المواجهات، وكادت تتسبب في مواجهات عسكرية، لكن طهران لم تقدم قط على أي مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، والعكس صحيح أيضا، تحاشى الأميركيون الحرب. اكتفت طهران باستخدام وكلائها للقيام بالمهام القتالية مثل «حزب الله» وميليشيات كثيرة أسستها في العراق، و«الحوثي» في اليمن، مما كان يوحي أن سياسة إيران واضحة جداً بتحاشي الصدام العسكري مع القوة الأميركية الموجودة في المنطقة في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وتعتبر أن لها مصالح حيوية قد تدخل بسببها الحرب دفاعاً عنها، كما فعلت في 1991 لإخراج صدام حسين من الكويت و2003 عندما غزت العراق.
هذه المرة الحرب أكثر احتمالاً، وللحديث بقية...

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل نحن أمام حرب مع إيران هل نحن أمام حرب مع إيران



GMT 15:47 2020 السبت ,11 تموز / يوليو

اسرائيل تعاني ونتانياهو يعتمد على اليمين

GMT 17:16 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

الكونغرس لا يريد بيع السلاح الى العرب

GMT 16:25 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

أخبار من السعودية والولايات المتحدة وأوروبا

GMT 13:15 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

معارضة عزم اسرائيل ضم الضفة الغربية

GMT 15:24 2020 السبت ,20 حزيران / يونيو

كتاب ومقال أعرضهما على القراء

GMT 14:34 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

تتحرر وتتخلص من الأعباء الكثيرة والضغوط

GMT 09:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 13:42 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 08:03 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

لن يصلك شيء على طبق من فضة هذا الشهر

GMT 09:13 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

توقيع رواية أول أكسيد الحب بمديرية الثقافة بحلب

GMT 17:20 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل عرض مسرحية علاء الدين ضمن فعاليات موسم الرياض

GMT 14:43 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

الطريقة المثالية لتطبيق كريمات الترطيب على بشرتك

GMT 08:13 2019 السبت ,29 حزيران / يونيو

تطبيق جديد يمسح الأصدقاء "ثقيلي الظل" من الصور
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24