أوّل المعزّين في الأستاذ
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

أوّل المعزّين في الأستاذ

أوّل المعزّين في الأستاذ

 العرب اليوم -

أوّل المعزّين في الأستاذ

بقلم- سمير عطا الله

شهدت العلاقة السعودية المصرية خلال المرحلة الناصرية، توتّراً يقارب العداء. فقد وصلت ثورة 23 يوليو (تموز) رافعة شعار إلغاء الملكية، أسوة بما حدث في القاهرة. بدأت الحملة إعلامية، وتطوّرت إلى تهديد عسكري مباشر في المغرب والأردن واليمن والعراق والسعودية. كان المفكّر والمستشار الأوّل في الحملة الإعلامية، الأستاذ محمد حسنين هيكل. وكان رمزها. وبعد 1967 أحدث عبد الناصر تغييراً جوهرياً في سياسة مصر الخارجية، وعقد المصالحات مع خصومه العرب، وتغيّرت لهجة القاهرة و«صوت العرب» كثيراً حيال دول مثل السعودية والأردن.
عام 1970، غاب عبد الناصر، وأُطفئت أنوار النزاع. وظلّ هيكل وحده في موقع الهجوم، في الداخل والخارج. بل ظلّ يرفع وتيرة اللهجة القاسية دون توقّف. ورأى في إيران الثورة عدوّاً للخليج فذهب إليها. وعارض السادات ومن بعده مبارك، ولم يقرّر الهدوء إلا مع مجيء عبد الفتّاح السيسي، وقد سألته يومها عمّا يقال عن علاقة وثيقة مع الرئيس الجديد، فأجاب على طريقته، مبدياً الفرح بأن السؤال يُطرح عليه، والناس تعرف أن صوته مسموع في القصر الجمهوري. طرحت موضوع السعودية والخليج مع الأستاذ هيكل مرّات كثيرة. ثم توقّفت عن ذلك، إذ خشيت أن يتبادر إليه أنني مكلّف بذلك؛ خصوصاً أن صحافيين آخرين كلّفوا أنفسهم تلك المهمّة في جملة ما يعرضون، وكان أن فضح طفيلياتهم أيضاً على طريقته. لكن لماذا تغيّرت مصر وتغيّر العالم ولم يتغيّر هيكل؟
اعتقادي الذي لم أسمع سنداً له من أحد، أن هيكل يدرك أنه إذا تغيّر عبد الناصر، فسوف يبقى عبد الناصر. أمّا إذا تغيّر هيكل، فسوف يفقد عبد الناصر وهيكل معاً. عبد الناصر كان كل ما يملك، وإذا تراجع هو عن ولائه له، لن يعود الناطق الوحيد باسمه، وصديقه وأمين سرّه. ربطت هيكل صداقات بعرب كثيرين، كان أحدهم الصحافي اللبناني مصطفى ناصر. وقد صدر أخيراً كتاب للزميل طارق فريد زيدان بعنوان «الجورنالجي وكاتم الأسرار: محمد حسنين هيكل ومصطفى ناصر، أسرار وذكريات» (شركة المطبوعات للتوزيع والنشر). تجب الإشارة إلى أن ناصر هو الذي قدّم زيدان إلى هيكل، باعتباره صهره. ولا بدّ أنه كان في نيّة ناصر وصهره، تدوين تلك اللقاءات السياسية بغرض نشرها ذات يوم.
في الكتاب محطّات كثيرة يجدر التوقّف عندها. فـ«الأستاذ» كان غزيراً في الحديث، كما فيما سمّاه «المقال المستطرد». ومصطفى ناصر كان جريئاً وصريحاً في طرح القضايا والمواضيع. غير أنني بالصداقة التي دامت مع الأستاذ نحو 40 عاماً، توقّفت عند أمر مدهش، غير مفاجئ. أوّل المتّصلين بعائلة هيكل لتقديم العزاء، كان الملك سلمان بن عبد العزيز.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوّل المعزّين في الأستاذ أوّل المعزّين في الأستاذ



GMT 15:47 2020 السبت ,11 تموز / يوليو

اسرائيل تعاني ونتانياهو يعتمد على اليمين

GMT 17:16 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

الكونغرس لا يريد بيع السلاح الى العرب

GMT 16:25 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

أخبار من السعودية والولايات المتحدة وأوروبا

GMT 13:15 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

معارضة عزم اسرائيل ضم الضفة الغربية

GMT 15:24 2020 السبت ,20 حزيران / يونيو

كتاب ومقال أعرضهما على القراء

GMT 10:00 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 14:00 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على ما يفضله برج الأسد في ديكور منزله

GMT 11:31 2020 الخميس ,14 أيار / مايو

إبراهيم سعيد في شخصية سي السيد على تيك توك

GMT 09:20 2020 الجمعة ,31 كانون الثاني / يناير

بومبيو ينصح الأميركيين بعدم زيارة الصين

GMT 15:04 2020 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

إصابة أربعين شخصًا جراء اصطدام قطارين في الهند

GMT 16:55 2019 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

8 نصائح لتحويل شرفتكِ إلى حديقة غنّاء

GMT 13:59 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

انفصال أصالة نصري عن زوجها المخرج طارق العريان

GMT 12:37 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يدخل الليلة معسكر مواجهة الشرقية فى الكأس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24