مغيرون في التاريخ 3 انحناءات
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

مغيرون في التاريخ: 3 انحناءات

مغيرون في التاريخ: 3 انحناءات

 العرب اليوم -

مغيرون في التاريخ 3 انحناءات

سمير عطا الله
سمير عطا الله

يقول إدوارد غيبون، مؤلف «نشوء وسقوط الإمبراطورية الرومانية» إن «أهل الحبشة ناموا ألف عام نسوا خلالها العالم ونسيهم».

ويروي كاتب فرنسي أنه حين وصل إلى أديس أبابا في عام 1954، وكان في الطريق من المطار، ظهرت فجأة سيارة رولز رويس خضراء اللون، فتراكضت قطعان الماعز وقفز الرجال عن ظهور الحمير وراح الجميع ينحنون، لا مجرد انحناءة إلى الأمام بل انحناءة جعلتهم يلامسون الأرض بصدورهم.

طبعاً، كانت من الله، أسد قبيلة يهوذا المنتصر، ملك صهيون، نجاشي النجاشيين (أي ملك الملوك) وإمبراطور إثيوبيا. وكان على المرء إذا ما مُنح شرف مقابلة النجاشي في الديوان الإمبراطوري، أن ينحني ثلاث مرات: الأولى عند عتبة الردهة، والثانية في منتصف الطريق، والثالثة لدى وقوفه أمام الإمبراطور الجالس على كنبة يداعب كلبين صغيرين. وقد ولد النجاشي في إقليم هرار في عام 1892، وأصبح الرجل الأقوى في البلاد منذ عام 1917 حتى الإطاحة به في عام 1974.

ولد الإمبراطور تحت اسم الأمير تافاري ماكونن، وكان والده كبير المستشارين لدى الإمبراطور منليك الثاني. وحين أصبحت ابنته زوتيدو إمبراطورة في عام 1917، أصبح تافاري ماكونن وصياً وولياً للعهد. ولدى وفاة زوديتو توج إمبراطوراً تحت اسم هيلا سيلاسي. وفي عام 1935 فرَّ من حملة موسوليني الوحشية إلى لندن، ثم عاد إلى عرشه في عام 1941 فبنى حكماً أوتوقراطياً عجيباً، لكنه أيضاً جعل لإثيوبيا مكانة بارزة في أفريقيا. وكان يحكم إثيوبيا كما يدير قصره، يدقق بنفسه في كل شيء، حتى في العقود مع الطباخين، أو في التقارير الواردة من سفرائه في الحقيبة الدبلوماسية. وكان يقوم بزيارات مفاجئة إلى المدارس، ويستجوب الطلاب حول ما درسوه في اليوم السابق.
كان حكم هيلا سيلاسي مختلفاً إلى درجة مثيرة أحياناً، لكنه أيضاً الرجل الذي نقل إثيوبيا إلى عصر الحداثة النسبية، وهو الذي حرص على أن يكون دائماً وزير التربية في البلاد. وقد أطاح به في عام 1974 انقلاب يساري بقيادة الكولونيل منغستو هيلا مريام، وكانت نتيجة «التقدمية» التي جاء بها هيلا مريام حرباً أهلية سقط فيها أكثر من مليون قتيل، ومجاعات أودت بمليون آخر، وحروب وحشية مع الدول المجاورة، وخصوصاً السودان. كذلك كانت النتيجة الأكثر عمقاً وأثراً استقلال إريتريا بعد حرب طويلة مع النظام. وقد انتهى منغستو لاجئاً سياسياً في زيمبابوي، وبعد فراره تبيَّن أنه كان قد قتل هيلا سيلاسي في قصره، ودفن جثمانه تحت بلاط ردحة الاستقبال، لكي يتأكد، كما قالت الدعابة المحزنة، أنه هذه المرة لن يعود إلى السلطة من جديد.
إلى اللقاء...

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغيرون في التاريخ 3 انحناءات مغيرون في التاريخ 3 انحناءات



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 13:42 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 10:11 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 10:58 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تجد نفسك أمام مشكلات مهنية مستجدة

GMT 15:56 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:44 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 14:56 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أحوالك المالية تتحسن كما تتمنى

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 11:12 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 09:35 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن النقاش والجدال لتخطي الأمور
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24