أمير من الشرق
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

أمير من الشرق

أمير من الشرق

 العرب اليوم -

أمير من الشرق

سمير عطا الله

كان جبران خليل جبران يقول للأميركيين، إنه أمير من الشرق، يملك أهله الأطيان والقصور. يروي ذلك وهو يعيش في حي فقير من أحياء بوسطن، مع أمه كاملة وأخوته. واعتبر صديقه ورفيقه ميخائيل نعيمة تلك التخيلات عيباً آخر من عيوب أشهر الأدباء اللبنانيين المهاجرين، آنذاك والآن.

أندريه مالرو، أحد أشهر أدباء فرنسا، لم تكفه شهرته كمغامر ومراسل حربي وضابط ورحالة، فراح يضيف إلى سيرته أشياء لم تكن فيها: مدرسة شهيرة لا سجل له في صفوفها، نجمة سينمائية لم تعرفه أو يعرفها، أصدقاء كبار لم يقابلهم.

لماذا يتخيل الكبار؟ يفهم أحدنا أن يحتاج رجل بلا سيرة أو شهرة أو قادم من أصول متواضعة، شيئاً مفرحاً يتحدث به. هكذا كان وضع جبران القادم من أصقاع الفقر، الذي جعلته موهبة الرسم والكتابة أعلى بكثير من وضعه العائلي شديد البؤس. عقدة نقص تغطى، كالعادة، بشيء من الادعاء، وضعف يغطى بإنكار لا يؤذي أحداً.
ولكن ماذا عن النموذج الآخر، أديب مثل أندريه مالرو، وفي شهرته؟ هل كان يريد أن يملأ الثغرة بينه وبين منافسيه، جان بول سارتر وألبير كامو وأسماء تلك المرحلة المرصعة؟ لم يخف سارتر ازدراءه لاختيار مالرو وزيراً للثقافة في عهد شارل ديغول. وبالتالي أهم وزير ثقافة في تاريخ فرنسا، بينما بقي هو أستاذ الفلسفة مبعداً عن المناصب الرسمية الكبرى. ولكي يؤكد أنه أعلى من المنصب، رفض لاحقاً تسلم جائزة «نوبل الآداب» على أساس أنه لا يقبل التكريم المؤسساتي.

لم يضع جبران خليل جبران سيرة ذاتية لكي نبحث فيها عن سر التخيّل والمبالغة. أما مالرو فقد ملأ الدنيا مذكرات شخصية تحولت إلى تحف أدبية. بي عادة تخريبية لم أستطع الإقلاع عنها. كلما أعجبني شيء في كتاب أسطر تحته لكي أعود إليه. وتعاتبني زوجتي دون جدوى، طالبة أن أترك المكتبة لابني دون تشويه.
أكثر الكتب تسطيراً، بين كل هذه الكتب، مذكرات أندريه مالرو. ما من سطر ليس تحته خط. بدأت يوم كانت يدي جامدة تسطر بخط مستقيم، والآن أصبح خليطاً من الخطوط المتعرجة والمستقيمة. وعندما أقرأ مالرو اليوم، أقرأ في كلماته وفي خطوطي مراحل العمر.

ميخائيل نعيمة كتب سيرته في ثلاثة أجزاء تحت عنوان «سبعون». بسيطة وصادقة ومتواضعة. ومثل معظم مؤلفاته، جافة. وخالية تماماً من العقد النفسية، إلا عقدة واحدة، اسمها خليل جبران.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمير من الشرق أمير من الشرق



GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 17:56 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

لو فعلها بايدن!

GMT 17:53 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ماذا وراء إعادة صياغة اتهامات ترمب؟

GMT 16:12 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 09:13 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 10:45 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أنت مدعو إلى الهدوء لأن الحظ يعطيك فرصة جديدة

GMT 14:05 2020 السبت ,02 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 15:15 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

2- اجواء متقلبة في الجزء الأول من الشهر

GMT 16:00 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وزراء المال الأوروبيون يناقشون موازنة إيطاليا

GMT 06:47 2019 الأربعاء ,17 تموز / يوليو

شعبة شركات الأمن والحراسة تشكيل لجان نوعية

GMT 09:10 2019 السبت ,09 آذار/ مارس

9 مارس 1919

GMT 09:57 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

التحالف الدولي يكشف عن عدد عناصر تنظيم "داعش" في هجين السورية

GMT 09:02 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

خُبراء يكشفون عن أفضل عُمر لتعلُّم وإتقان اللغات الأجنبية

GMT 06:24 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

راغب علامة يصور كليبًا جديدًا في مدينة كييف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24