مغيّرون في التاريخ رجل هيروشيما
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

مغيّرون في التاريخ: رجل هيروشيما

مغيّرون في التاريخ: رجل هيروشيما

 العرب اليوم -

مغيّرون في التاريخ رجل هيروشيما

سمير عطا الله
سمير عطا الله

سوف يبدو لك هاري ترومان ما تريد أن ترى فيه: إما الرجل الذي ألقى القنبلة الذرية على هيروشيما وناغازاكي، وإما الرجل الذي بإلقائه القنبلة أرغم اليابان على الاستسلام، ووضع حداً للحرب العالمية الثانية.

وحتى هذه اللحظة، لا يزال هاري ترومان يبدو شيئاً مختلفاً لكل الناس. فبعض الكتّاب الأميركيين يرى فيه واحداً من أهم الرؤساء في التاريخ، بينما يرى غور فيدال، الكاتب الذي كان من رفاق كيندي، أن ترومان كان رجلاً فظاً ومتوحشاً في كل شيء. لكن في السياسة الداخلية الأميركية كان ترومان أحد ألمع أعضاء مجلس الشيوخ، وكان معروفاً بتواضعه في نيابة الرئاسة وفي الرئاسة نفسها، حيث كانت هوايته الوحيدة العزف على البيانو.

ولد ترومان في إحدى مزارع ميسوري في العام 1884 من عائلة فقيرة الحال، وبعد خروجه من المدرسة الثانوية عمل مزارعاً، ثم صبياً في صيدلية، وموظفاً صغيراً في أحد البنوك. وخلال الحرب العالمية الأولى، ذهب مع الجيش الأميركي إلى فرنسا، ولما عاد افتتح مخزناً لبيع الثياب الرجالية، لكنه أخفق وأعلن إفلاسه.

كان ترومان يقول إن الطبيعة البشرية ضعيفة، وإن الإنسان ميال إلى الشر. وعندما سُئل عن قراره رمي القنبلة الذرية، قال إنه كان قراراً رهيباً، لكنه أدّى إلى إنقاذ ربع مليون أميركي.
وبعد الحرب، ذهب ترومان إلى بوتسدام للتفاوض مع قادة الحلفاء وبينهم ستالين. وقال يومها لأحد أصدقائه إنه متأكد من أن الشعب السوفياتي يريد السلام لكن كيف يمكن الوصول إليه من خلف ظهر ستالين؟
تمتع ترومان طوال عمله السياسي بشعبية هائلة. وكان أحد الأوائل الذين وقفوا إلى جانب تيودور روزفلت الذي جعله نائباً له في العام 1944، وحين مات روزفلت بعد عام، أصبح هو رئيساً. وبعد أسابيع ذهب إلى بوتسدام وأعطى القرار برمي القنبلة الذرية. ومعه أيضاً بدأت الحرب الباردة وحرب كوريا. وفي ولايته أنشئت وكالة الاستخبارات المركزية، كما أنشئ مشروع النقطة الرابعة لمساعدة دول العالم الثالث.

كانت الولاية الثانية من عهد ترومان مليئة بالأحداث. فقد انتصر الشيوعيون في الصين، وظهرت الشيوعية في قلب الولايات المتحدة على نطاق واسع مما أدّى إلى بروز وتسلط السيناتور جوزيف مكارثي، الذي تزعم حملات التطهير في الإدارة.

مع حلول العام 1953، كانت شعبية ترومان قد تدهورت كثيراً. فقرر ألا يخوض المعركة الانتخابية التي ربحها آنذاك الجمهوري دوايت آيزنهاور، وخسرها الديمقراطي أدلاي ستيفنسون. وقد توفي ترومان في العزلة السياسية في العام 1972.
إلى اللقاء...

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغيّرون في التاريخ رجل هيروشيما مغيّرون في التاريخ رجل هيروشيما



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 13:42 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 10:11 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 10:58 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تجد نفسك أمام مشكلات مهنية مستجدة

GMT 15:56 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:44 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 14:56 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أحوالك المالية تتحسن كما تتمنى

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 11:12 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 09:35 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن النقاش والجدال لتخطي الأمور
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24