الألتراس
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

الألتراس

الألتراس

 العرب اليوم -

الألتراس

سمير عطا الله
سمير عطا الله

لكل ظاهرة جمالية في الحياة، فرع للبشاعة. للجمال ألف تفسير، البشاعة لا تفسير لها، وإلا لما سميت كذلك. كرة القدم هي اللعبة الرياضية الأكثر شعبية في العالم. مباراة في القدرة والطاقة والذكاء تمنح أبطالها ولاعبيها ومدرسيها من المال والشهرة ما لا تعطيه أي لعبة أخرى. أحياناً يتحول لاعب مثل البرازيلي بيليه إلى رمز وطني، لأنه صورة التسامح واللاعنف والقبول بالأصول والقواعد. في مباريات الكرة إثارة وفرح، فيما في المصارعة دببة تتقاتل على حلبة ولها جمهور يهتف: اقتله. حطمه. ارمه لنا كي نمزقه عنك.

لا أؤيد في الكرة أحداً ولا أعارض أحداً. مرة كل أربع سنوات أنضم إلى مئات الملايين من البشر في متابعة كأس العالم، وأشكر «الفيفا» على المتعة والسلوى وإلى اللقاء إن شاء الله. لكن طوال السنوات الأربع لا تنقطع أخبار القباحة الوحيدة في هذه اللعبة الرضية. ليست في اللعب ولا في اللاعبين ولا في الملعب، بل في نوع من المؤيدين يسمى «الألتراس»، أي حرفياً، المتطرفين، أو الغلاة، أو الزعران. وهؤلاء إذا فرحوا لفوز أو غضبوا لهزيمة، هاجوا وكسروا وحطموا ونكّدوا فرح الآخرين. في بريطانيا يسمونهم «الهوليغانز»، وهؤلاء تمنع الدول الأخرى دخولهم. وفي مصر أغلقت الملاعب بسببهم، وحرمت الجماهير الطبيعية من متعة الحضور، تماماً كما حدث فيما بعد بسبب «كورونا».

هذه فئة من البشر تجدها في كل مكان. في المدرسة. في المعمل. في المستشفى. في الجريدة. في كل مؤسسة. هناك دائماً مجموعة، أو فرد، لا يعرف أن يفرح أو أن يحزن إلا «ضد» الآخرين. إنه إما شامت أو غاضب ومحروم من نعمة الفرح ومتعة الفوز.

مع ظهور «مواقع التواصل» ظهرت فوراً فئات طاغية من «الهوليغانز». إلى جانب الفرص التي أتاحتها هذه المنابر لأعداد هائلة من الناس، ظهرت فرق البذاءة والعنف اللفظي والحقد والتحريض والهبوط الأخلاقي المفزع.

وعلى هامش حرية التعبير، ظهرت حرية التحطيم والتكسير والخروج على القانون. إنها فرق النكد التي هي عفوية أحياناً، ومنظمة غالب الأحيان. كثرت أنواع وسبل التواصل على نحو مدهش. فيها كثير من الجماليات وتسهيل وتوسيع دوائر الحوار والتقارب، وفيها كثير من العياذ بالله. وأخطر ما فيها الأكاذيب والافتراءات والشائعات، بل ونشر الأخبار عن وفيات المشاهير.
حرم الهوليغانز والألتراس الأوادم من حضور المباريات توجساً من سلوكهم. ويمتنع عدد كبير من الناس من المشاركة في مواقع التواصل للأسباب نفسها. لكل جمال نقيض من القبح.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الألتراس الألتراس



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 17:34 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 10:51 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 202

GMT 11:49 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من المستحسن أن تحرص على تنفيذ مخطّطاتك

GMT 17:51 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

شرط لويس إنريكي يعقد مفاوضاته مع أرسنال

GMT 05:59 2018 الخميس ,01 آذار/ مارس

أجمل 5 عطور يمكنك استخدامها في كل الأوقات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24