انتبهوا عُطارد زاحل نحو زُحل
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

انتبهوا: عُطارد زاحل نحو زُحل

انتبهوا: عُطارد زاحل نحو زُحل

 العرب اليوم -

انتبهوا عُطارد زاحل نحو زُحل

بقلم -سمير عطا الله

مع حلول السنة الميلادية الجديدة، تكثر في الغرب، وفي لبنان بصورة خاصّة، قراءة الأبراج ومتابعة حركتها في الفلك. ويبدو بالنسبة إلي أن انحراف عُطارد نحو المشتري خلال الشهر المقبل، سوف يؤثّر على حركة الزهرة، ولذا فإن الحظّ سوف يحالفني، أنا وكل الرفاق الذين وُلدوا تحت هذا البرج، في القارّات الخمس.
في كتابه الجديد «الشرق الأوسط: من الغيب إلى الغيبوبة» (دار صادر)، يعالج الدكتور مناف منصور هذه الظاهرة عند العرب منذ التاريخ، برغم أن الدين قد نهى عنها نهياً صريحاً، كما في الآية الكريمة: «قُل لَا يَعْلَمُ مَن فِي السَمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَا اللَه». أي أن الغيب شأن عائد إليه تعالى من دون خلقه جميعاً «وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو»، و«مفاتيح الغيب خمس»: «إن اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَة وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَي أَرْضٍ تَمُوتُ». الإسلام حرّم التنجيم (ادّعاء معرفة المصائر بحسب مواقع النجوم) والتبريج (بحسب الأبراج والكواكب) وعلى الإنسان أن يتّكل على الله: «وَلِلَهِ غَيْبُ السَمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَلْ عَلَيْهِ».
عمل الدكتور مناف منصور مستشاراً في القصر الجمهوري لسنوات عدّة. وكانت مهمّته الأولى، وضع الخطب الرئاسية وشرح سياسات ومواقف الدولة. أي أنه مارس العمل السياسي من الداخل. إلا أنه يتّهم الشرقيين وحدهم بالافتتان بالكشف عن الخفي قبل حصوله، واستنباء الآتي ومعرفة ما هو غير منظور.
«وبهذا خالفوا تعاليم القرآن وتعلّقوا بالتنجيم والتبصير»: يكفي الرجوع إلى العصور العبّاسية التي تمثّل ازدهار الإبداعات العربية الإسلامية، حيث شاع علم التنجيم وعمل به أبو جعفر المنصور الذي ما أصدر أمراً إلا باستشارة منجّميه حتى عندما وضع أساس مدينة بغداد، فقد اختار الوقت الذي حدّده له المنجّمان. كذلك المأمون، رائد حركة العلوم الطبيعية والفلسفية والدينية والفلكية. إلا أن الكلّ يعرف قصّة المعتصم الذي نصحه المنجّمون بتأخير غزو عمورية وأنذروه بالهزيمة وبالمرض، وطلبوا إليه الانتظار إلى ما بعد ذهاب مذنّب هالي، وإلى ما بعد حلول موسم التين والعنب، ولكن المعتصم خالفهم وانتصر وعاد سالماً. وهذا ما دعا أبا تمّام إلى القول:

السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ/ في حدهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ
أَيْنَ الروايَة بَلْ أَيْنَ النُّجُومُ وَمَا/ صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومنْ كَذِبِ

وقد قوّض العلم السّحر والتنجيم والتبريج والتبصير، لكنه لم ينجح أيضاً في اقتلاعها من الإنسان. غير أن الظاهرة ليست شرقية فقط كما يشدّد المؤلّف. ففي الغرب الأبراج صناعة قائمة بذاتها. والرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران كان يدعو إلى الإليزيه كل أسبوع، أشهر عرّافات فرنسا لكي يعرف منها ماذا سيحدث له إذا اقترب عُطارد من زُحل وأغضب ذلك المشتري.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتبهوا عُطارد زاحل نحو زُحل انتبهوا عُطارد زاحل نحو زُحل



GMT 15:47 2020 السبت ,11 تموز / يوليو

اسرائيل تعاني ونتانياهو يعتمد على اليمين

GMT 17:16 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

الكونغرس لا يريد بيع السلاح الى العرب

GMT 16:25 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

أخبار من السعودية والولايات المتحدة وأوروبا

GMT 13:15 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

معارضة عزم اسرائيل ضم الضفة الغربية

GMT 15:24 2020 السبت ,20 حزيران / يونيو

كتاب ومقال أعرضهما على القراء

GMT 16:46 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 14:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تطرق أبواب الحكومات أو المؤسسات الكبيرة وتحصل على موافقة ما

GMT 09:27 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 15:08 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ابرز الاحداث اليومية عن شهر كانون الثاني 2020

GMT 10:00 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 12:34 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 18:27 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع عدد قتلى حرائق ولاية كاليفورنيا الأميركية إلى 23 شخصًا

GMT 13:49 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ليستر سيتي يرتدي قمصانا خاصة حزنًا على رحيل مالك النادي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24