تَلطف
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

تَلطف

تَلطف

 العرب اليوم -

تَلطف

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

كان ونستون تشرشل يتقاضى 500 جنيه إسترليني للمقال الذي يكتبه. أي نحو 10 آلاف جنيه بمعدلات اليوم. وكان ذلك قبل أن يضيف لقب رئيس الوزراء ومنقذ بريطانيا إلى مجموعة من المراتب التي لم يبلغها سواه في الحياة المدنية، أو العسكرية، أو الأدبية. بدأ مراسلاً حربياً وعاش في الحروب وانتهى بطلاً من أبطال الحرب العالمية الثانية. ومن أهم ما كتب من تلك المقالات التي تقاضى عنها 500 جنيه أن الحياة في الحرب تتضاعف وتتكثف في حد ذاتها: احتمال الإصابة وفرص النجاة ونسبة الأخطار والحظ والنجاة، وكل ما يقع تحت عنوان القدر.
غاب تشرشل من دون أن يتمكن من أن يُسبق اسمه بدال نقطة (د.) التي ملأت صحافة العرب. ويمكن القول إن بعض الصحافيين نشر ما مجموعه - على سبيل المثال – 50 كتاباً، 99.999 في المائة منها عن نفسه. والباقي عن حاله. وقد وضع أحدهم مذكرات تقع في 700 صفحة كان يمكن اختصارها إلى 17 أو سبعة. وهو رقم الحظ، في أي حال.
ولست أقارن أحداً بتشرشل طبعاً. ولا الصحافة العربية بالصحافة البريطانية، والحمد لله. ولا في إمكاني أن أنفخ لبنان حتى يصبح الإمبراطورية. أيضاً – أو دائماً – الحمد لله. لكن هذا لا يعني أنه ليس هناك من يحاول.
أما لماذا تخطر لي كل هذه الخواطر الآن، وما هي مناسبتها، وماذا يجمع الصحافي ونستون تشرشل بالصحافي الذي ليس ونستون ولا تشرشل، فهو هذه الفاحشة الكاسرة الشهيرة بـ«كورونا». وبما أننا في حالة شبه حرب ومنع سفر ومنع تجول ومنع تنفس، فإن القراءة خلالها – مثل الحياة – تتضاعف وتتكثف. ومعها الأقدار. فعندما تشعر بالوهن الجميل ولذة التعب من قراءة تشرشل، تحاول التخفيف عن النفس بقراءة اللاشيء. أو ما يسمى «غَزل البنات»، وهي الحلوى التي تتحول فيها حبة من السكر، بوضعها على النار، إلى صينية من الشَعر الملون مثل شعر باريس هيلتون. أو شيء من هذا القبيل.
عفواً. اللاشيء لا يُقرأ. لكن يصار إلى تصفحه خصوصاً في أيام منع التجول. صفحة خلف صفحة. 500 صفحة أو 600. ولا شيء. «الكورونا» تملأ الزمان والمكان. وتفرض على البشر خوفاً ورعباً ويأساً، ونشرة الأخبار. أسوأ أخبار الأرض تقرأها حسناواتها. كأن تقول لا رد للقضاء وإنما تلطف به. والحمد له تعالى على أخبار هذه الدنيا، وهو الذي لا يُحمد على مكروه سواه. ويقول المؤمنون إن الله لا يبلي حتى يعين. وما يعوض عن بشاعة الخبر في بلاد العرب (وليس بالضرورة الخبر العربي) قارئة النشرة. مع الاعتذار من قارئة الفنجان.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تَلطف تَلطف



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 16:12 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 09:13 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 10:45 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أنت مدعو إلى الهدوء لأن الحظ يعطيك فرصة جديدة

GMT 14:05 2020 السبت ,02 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 15:15 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

2- اجواء متقلبة في الجزء الأول من الشهر

GMT 16:00 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وزراء المال الأوروبيون يناقشون موازنة إيطاليا

GMT 06:47 2019 الأربعاء ,17 تموز / يوليو

شعبة شركات الأمن والحراسة تشكيل لجان نوعية

GMT 09:10 2019 السبت ,09 آذار/ مارس

9 مارس 1919

GMT 09:57 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

التحالف الدولي يكشف عن عدد عناصر تنظيم "داعش" في هجين السورية

GMT 09:02 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

خُبراء يكشفون عن أفضل عُمر لتعلُّم وإتقان اللغات الأجنبية

GMT 06:24 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

راغب علامة يصور كليبًا جديدًا في مدينة كييف

GMT 20:30 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

"سوق السفر العالمي" ينطلق افتراضيًا في تشرين الثاني 2020

GMT 13:35 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 03:36 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

"البنتاغون" يؤكد أن جثة أبوبكر البغدادي ألقيت في البحر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24