هذا العملاق الأمين
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

هذا العملاق الأمين

هذا العملاق الأمين

 العرب اليوم -

هذا العملاق الأمين

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

عُقدت قمة العشرين في عاصمة عربية للمرة الأولى والعالم خائف وكئيب. وخطر الوباء الذي يضربه لا يفرق بين دولة وأخرى، أو معسكر سياسي وآخر. وفي أي حال ظل منقسماً ما بين مجموعة تضع نفسها في خدمة البشرية جمعاء، وبين قلّة تعيش في - وعلى - خوض الحروب وإشعالها، وتشريد أهلها، وأهل البلدان الأخرى، والاعتداء على سلامة وطمأنينة الآخرين.
العملاق الطيب الذي استضاف القمة، كان في هذا الجانب من زعماء العالم، منذ أن دخل دنيا المسؤولية والعمران وهو في التاسعة عشرة من العمر، نائباً لأمير الرياض، ثم أميراً بعد عام عليها. قدمت الدولة المضيفة لشركائها في القمة النموذج السياسي والاقتصادي والتعاوني الذي لا حل للعالم من دونه. في منطقة تبعثر كياناتها وتشرد شعوبها الحروب، تقوم هي بدور السند القوي في مواجهة جميع أنواع الجوائح، الطبيعي منها والمتفلت بلا حدود.
بدا العالم من الرياض، خصوصاً العالم العربي، قسمين، واحداً يعيش في دولة القانون، وآخر خارجاً عليه، عابثاً بسلامة الجوار، معتدياً على أراضي وشعوب الدول الأخرى، منضوياً في معسكرات تمهر في صنع الصواريخ وفي ترك شعوبها لاقتصادات الفقر والمجاعة.
فيما تستمر خطب الانتصار على الإمبريالية، تمضي شعوب بعض أغنى دول العالم في حياة الفقر. من إيران إلى فنزويلا إلى العراق إلى سوريا إلى ليبيا. تتميز دولة عن أخرى في هذه المجموعة بعدد اللاجئين. وفي المقابل تنصرف دول الواقع والانفتاح والتعاون إلى دفع بلدانها وشعوبها نحو عالم أفضل وأكثر طمأنينة واستقراراً وتقدماً، وأقل عنصرية وغطرسة ومغامرات من نوع العصور الوسطى.
قسمان لا يقبلان الخطأ: واحد يساهم في بناء عالم أفضل، وآخر لا يزال يعيش في زمن الاعتداءات والتآمر، وإحناء ظهور مواطنيه بتبعات الأفكار التي دمرت الأمم عبر التاريخ.
طبعاً ليس حدثاً عابراً أن تنعقد قمة العشرين في الرياض. ولا أن تكون السعودية الدولة العربية الوحيدة في المجموعة. ولا أن تلتقي رموز النجاح الكوني والتعاون العالمي في جوار مكة. لقد استحقت المملكة عضوية الانتساب بموجب أهليتين: الإنجاز الماضي والرؤية المستقبلية. أما النفط وحده فلم يعد مقياساً. إيران تحتل المرتبة الخامسة وفنزويلا المرتبة الحادية عشرة بين 90 دولة منتجة للنفط. والحالة المعيشية في الدولتين لا علاقة لها بالعقوبات التي لم يمض على تطبيقها وقت كثير. إنه تراكم الفشل الرومانسي والنظريات الاقتصادية البالية التي لم يعد لها مكان في هذا العالم.
هذا العالم المبني على شباب وفكر ورؤية المستقبل، هو القادر على النمو والتطور والبقاء. مصابو الجائحة في إيران (وفي غيرها) أرادوا علاجاً، لا تهديداً لباب المندب ومعارضي سوريا في مخيماتهم. ومعارضو سوريا، أرادوا حلاً وليس أن يجندوا في فرق المرتزقة.
لا جديد في الأمر. كل ما فعلته قمة الرياض أنها أكدت للعالم حقائقه وثوابته، يقرأها عليه العملاق المؤتمن على روحية الإسلام وإرث العروبة.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذا العملاق الأمين هذا العملاق الأمين



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 10:51 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 202

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 12:52 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الوضع مناسبٌ تماماً لإثبات حضورك ونفوذك

GMT 10:40 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالانسجام مع نفسك ومع محيطك المهني

GMT 07:28 2019 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

بعد احتجاز دام أسبوعان إيران تفرج عن الصحفية الروسية

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 07:47 2018 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريطانية تكشف أهمّ ملامح رحلتها السياحية إلى مصر

GMT 09:09 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنى أحمد تكشف أهمية "الباكوا" في ضبط طاقة المكان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24