هل هناك أسوأ من الاستعمار
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

هل هناك أسوأ من الاستعمار؟

هل هناك أسوأ من الاستعمار؟

 العرب اليوم -

هل هناك أسوأ من الاستعمار

بقلم -سمير عطا الله

أثار الرئيس إيمانويل ماكرون الجدل في فرنسا مرة أخرى عندما ألقى خطاباً في ساحل العاج، قال فيه إن الاستعمار كان خطأً كبيراً. يرفض اليمينيون اعتذاره منذ أن قال في الجزائر قبل عامين إن بلاده تعتذر عمّا حدث من مجازر خلال المرحلة الاستعمارية. أليس هذا تاريخاً ومضى؟ لا. إنه تاريخ معيب وعلى الأقل يجب الاعتذار عنه مع أنه لا يعوّض شيئاً بالنسبة إلى حجم الجريمة.
لم تكن فرنسا وحدها دولة استعمارية. بريطانيا، وإسبانيا، وألمانيا، وهولندا، والبرتغال وبلجيكا أيضاً استعمرت الشعوب حول القارّات. وكلّها تنافست في مدى التوحّش لا في مدى التمدين. ومع الاستعمار، سجّلت في تاريخ البشرية الظاهرة الأكثر بشاعة، وهي الاستعباد وتجارة العبيد. وكان جورج واشنطن، أول رئيس أميركي، من دعاتها، كما كان ونستون تشرشل من دعاة استخدام السلاح الكيماوي ضدّ الأفارقة.
تلك كانت مرحلة كان فيها الإنسان البعيد متخلّفاً أو بدائياً، وكان الأوروبي (أو الياباني) أقلّ تمدّناً. هل يمكن التصوّر أن تقتل بلجيكا اليوم عشرة ملايين كونغولي، أو إسبانيا خمسة ملايين مكسيكي؟ لقد كان عالماً قائماً على فكرة أو نظام الاستعمار منذ أيام روما. «الإنسان وحش للإنسان». سواء كان متحضّراً مثل اليوناني أو فظّا مثل هولاكو. وفيما دعا تشرشل إلى رمي الأفارقة بالكيماوي لم يمانع الأميركي في استخدام النووي كما استخدم الألماني أفران الغاز. يقف ضدّ الإبادات رجال النخبة وذوو النوايا الحسنة. ويخشى دائماً أن تقع يد مجنون أو قاتل على زرّ نووي في مكان من العالم. لذلك يطوّر الإنسان الأسلحة التقليدية إلى ما شاء دون سؤال ويخاف الجميع السلاح النووي. وبين الذين يعرفون ما يعني ذلك، إيران التي تبتزّ الغرب والعرب بالتهديد الأخير. ويعرف معنى ذلك أيضاً، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يلتقي مع إيران في سياسات وحروب كثيرة، لكنه يعارض علناً، وفي شدّة، سياستها النووية التي شغلت بها العالم منذ عقدين، كمن خطف طفلاً يهدّد به. تلك مدرسة كوريا الشمالية: الاستثمار الصغير في الابتزاز الكبير. لكن عقلاء الكون لا ينظرون إلى المسألة على أنها لعبة صواريخ مسلّية، بل على أن كوكبنا كله مهدد بالدمار إذا ما ضغط الزعيم البشوش على الزرّ الخطأ أثناء التقاط الصوَر التذكارية.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل هناك أسوأ من الاستعمار هل هناك أسوأ من الاستعمار



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 16:12 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 09:13 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 10:45 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أنت مدعو إلى الهدوء لأن الحظ يعطيك فرصة جديدة

GMT 14:05 2020 السبت ,02 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 15:15 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

2- اجواء متقلبة في الجزء الأول من الشهر

GMT 16:00 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وزراء المال الأوروبيون يناقشون موازنة إيطاليا

GMT 06:47 2019 الأربعاء ,17 تموز / يوليو

شعبة شركات الأمن والحراسة تشكيل لجان نوعية

GMT 09:10 2019 السبت ,09 آذار/ مارس

9 مارس 1919

GMT 09:57 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

التحالف الدولي يكشف عن عدد عناصر تنظيم "داعش" في هجين السورية

GMT 09:02 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

خُبراء يكشفون عن أفضل عُمر لتعلُّم وإتقان اللغات الأجنبية

GMT 06:24 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

راغب علامة يصور كليبًا جديدًا في مدينة كييف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24