غياب صاحب المنزل
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

غياب صاحب المنزل

غياب صاحب المنزل

 العرب اليوم -

غياب صاحب المنزل

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

كان باسل عقل مجموعة من الكفاءات أهمها قدرته على إدارتها كمثل قائد فرقة ماسية. ومن خلال هذه الكفاءات تحول إلى واحد من أبرز الدبلوماسيين الفلسطينيين سواء كانت مهمته في الشرق أو في الغرب. وفي وقت ظن فيه الكثيرون من «الأبوات» أن الاكفهرار والعبوس شرط من شروط النضال. كان «أبو الأمين» يوزع في محاضره الابتسامة والفتنة الضاحكة وينهي كل مكالمة، أو جلسة، بآخر نكتة يودعها الأصدقاء.
الذي لم يعرفه كثيرون عن باسل عقل، المحامي الناجح والمفكر والمثقف، أنه كان يكلف نفسه الطيبة، كل ما في وسعها، كلما أقدم أحد الزعماء على إثارة مشكلة لا ضرورة لها مع بلد عربي، أو حتى أجنبي. فكان أبو الأمين يسافر ليشرح ويفسر، غالباً ما لا تفسير له أو شرح، وينهي الأزمة بأقل ضرر ممكن على القضية وأهلها.
تمتع باسل عقل باحترام وتقدير الكثيرين من الزعماء العرب، في طليعتهم الملك سلمان بن عبد العزيز. وكان يتابع أخبارهم كل يوم وكأنه خبر في القضية الفلسطينية. كما كان يعتمد على الملك سلمان، بصورة خاصة، في ترسيخ الحقوق الفلسطينية لدى العالم. وآخر ما فعله في هذا الصدد قبل عامين عندما دعا إلى مؤتمر موسع في جامعة بيروت الأميركية، وجه خلاله مجموعة من المناشدات إلى خادم الحرمين الشريفين، تتعلق بالأوضاع المصيرية التي وصلت إليها المسألة.
لعب باسل عقل أدواراً أساسية جداً في سياسات وانفتاحات ياسر عرفات، وخصوصاً في اختراقه للحاجز الأوروبي بين منظمة التحرير وعواصم القارة. وكنت تراه بعيداً في الزاوية بينما يستقبل أبو عمار الضيوف في أول لقاء من نوعه ما بين بريطانيا والمنظمة. لكن الحقيقة أن مهارة أبو الأمين هي التي أعدت كل شيء، ودائماً بالطريقة نفسها، أي بالانزواء والتواضع. ويخيل إلي أنه استمر في لعب هذا الدور الرئيسي إلى جانب الرئيس محمود عباس. فلم يحدث أن كنت مرة في زيارة أبو الأمين إلا وجاءه الاتصال من رام الله. أو من أي مكان يصدف أن يكون أبو مازن في زيارته. وقد عودنا أبو مازن على زيارة لبنان مثل طيف من أطياف البلد، في حين جاءنا إسماعيل هنية محمولاً على الأكتاف واعداً حامليه، مرة أخرى، بأنه سوف يحرر فلسطين من صيدا أو صور أو الناقورة.
كانت أهمية باسل عقل في قدرته على احتواء الحساسيات العربية وعلى تفهم الحساسيات الغربية ومخاوفها. واعتبر أن مسؤوليته الأولى هي حمل الطمأنينة إلى محاوريه من دون أن يتنازل لحظة واحدة عن كرامة قضيته ووعده لشعبه. سمعت وقرأت روايات كثيرة عما حدث لأهل فلسطين. ذات يوم عاد باسل عقل من القدس ليروي لنا أنه ذهب لتفقد منزل أهله في المدينة. وصل إلى المبنى فرأى لافتة تعلن أن المنزل للبيع. قرع الجرس ففتحت له المرأة التي تحتل المنزل منذ 1948. قال لها هل تدركين أنك تعرضين للبيع منزل أمي وأبي؟ فأجابت: طبعاً أنا مدركة، هل يهمك أن تدفع الثمن المناسب؟

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غياب صاحب المنزل غياب صاحب المنزل



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 12:34 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 17:30 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

عرض الموسم الثالث من "مسرح مصر" على "MBC مصر"

GMT 16:25 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

أخبار من السعودية والولايات المتحدة وأوروبا

GMT 19:12 2019 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

كريمة الديب تشارك في "ديارنا" للحرف اليدوية

GMT 10:26 2019 الجمعة ,12 تموز / يوليو

تعيش أجواء جيدة خلال هذا الأسبوع

GMT 00:11 2019 السبت ,27 إبريل / نيسان

لاعبو بولتون يضربون عن المباريات

GMT 16:27 2019 الجمعة ,01 آذار/ مارس

تشعر أنّك مضطر للعمل لانجاز كل المطلوب منك
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24