الأذن تعشق دوماً
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

الأذن تعشق دوماً

الأذن تعشق دوماً

 العرب اليوم -

الأذن تعشق دوماً

بقلم -سمير عطا الله

أحببنا أم كلثوم زمن الإذاعة، وأحببنا أغانيها. باستثناء القلة والقادرين ممن كانوا يحضرون حفلتها، في أول خميس، من كل شهر، لم نرها إلا في أفلامها العتيقة، بدائية الإخراج. كان هناك صوتها، وكان هناك غناؤها، وكان ذلك هو الطرب والفرح وفرح الأسى. ولا حاجة إلى صورة. غابت «كوكب الشرق» قبل أن يلغي عصر الصورة، عصر الصوت. والآن عندما نريد سماعها لا بدّ لنا من التلفزيون. وإذ أصغي إلى تلك الظاهرة البشرية أنتبه إلى ظاهرة أخرى فيها: من أجلها نسيت الناس أنها امرأة مسنة تغامر في الغناء للحب كأنها عاشقة في العشرين. والعاشقة لم تكن جميلة أيضاً مثل أسمهان وليلى مراد. أتأملها تغني «انت عمري»، التي هي أغنية العمر عندي، فأرى سيدة مائلة إلى السمنة، أو أكثر قليلاً، امرأة في السادسة والستين من العمر، تضع نظارتين تخفيان أثر الغدة الدرقية على العينين، ومع ذلك يهتف الناس من أعماقهم، وهي تبلغ حبيبها أن القلب «شايلهم عشانك». أي الشوق والمحبة والليالي الحلوة.
هل عاب أحد يوماً على هذه السيدة أنها متصابية، كما عابوا على محمد عبد الوهاب، أو على فريد الأطرش. لم يسمح «الجمهور» لأحد سواها أن يغني «للحب، وسيرة الحب وظلم الحب»، فيما هي تعترف «فات من عمري سنين وسنين، شُفت كثير وقليل عاشقين».
كان المهم أن تغني، أي شيء، فهو سوف يصبح غناءها في أي حال، كما في أغنية ماجدة الرومي (لحن والدها وشعر فؤاد سليمان): غنّ، أحبك أن تغني/ وتحدّث الأطياب عني/ غنِّ فما عرف الهوى/ أحلى على النغمات مني/ أنا في الغناء قصيدة/ حسناء لم أنظم بلحنِ.
ربما نسيت أن فيروز واجهت الموقف نفسه عندما بدأ زياد يلحّن لها، وقد كبر الابن والأم. لكن الناس تغاضت عن الأعمار وغضون الأعمار، وهي تستمع إلى فيروز تغني «اشتقتلك اشتقتلك واشتقتلك»، وهي تهز كتفيها بلا مبالاة، كما كانت تفعل، ومن الصبا والعشق المحرم. هل يغطي جمال الصوت كل شيء، أم هو جمال الروح، أم ذلك الجمال الذي يرافق الأعمار لكي يرد عنها تسلل التغضن؟ وإلا كيف، في عصر «الكليبات» تتفوق يسرا في «3 دقات» بملايين الأصوات على الجميع.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأذن تعشق دوماً الأذن تعشق دوماً



GMT 15:47 2020 السبت ,11 تموز / يوليو

اسرائيل تعاني ونتانياهو يعتمد على اليمين

GMT 17:16 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

الكونغرس لا يريد بيع السلاح الى العرب

GMT 16:25 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

أخبار من السعودية والولايات المتحدة وأوروبا

GMT 13:15 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

معارضة عزم اسرائيل ضم الضفة الغربية

GMT 15:24 2020 السبت ,20 حزيران / يونيو

كتاب ومقال أعرضهما على القراء

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 13:42 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 10:11 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 10:58 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تجد نفسك أمام مشكلات مهنية مستجدة

GMT 15:56 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:44 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24