صيف بلا صيف
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

صيف بلا صيف

صيف بلا صيف

 العرب اليوم -

صيف بلا صيف

سمير عطا الله
سمير عطا الله

قبل فترة بلغت الحرارة في بصرة العراق 52 درجة، الأعلى في العالم. لكن فصل الصيف لم يأتِ بعد. إنه مطوَّق بالسلاسل وممنوع من الدخول. لا إجازات هذا الصيف، بل حجْر طويل. لا مطارات، بل خوف ولقاحات ورحلات ملغاة ومطاعم مغلقة وشواطئ محظورة وحجوزات معلَّقة وكآبات معمَّقة بسبب الخوف على الوظائف والأعمال والأرزاق، أو بسبب الحزن على ما ضاع منها وما سوف يضيع. وفي هذا الجو القَلِق، من يفكر في حلاوات الصيف وقمره وسائر الأقمار التي تظهر في شهوره وتغير منظر السواحل وتفوّح عطر الجبال.

كان القرويون يتلهفون إلى وصول الصيف في فرح وخوف. يتوقون إلى بهجته ويأسفون لسرعته في المضي. وعندما يهم في الأفول، يقولون في أسى، لو أن للصيف أماً لبكت عليه. وقد ودّعته فيروز بمنديل مطرّز وهي تغني إحدى مزاهر جوزيف حرب «ورقو الأصفر شهر أيلول تحت الشبابيك».

وتحت الشبابيك كان العاشقون يتركون الرسائل لبعضهم بعضاً. ومنها كانوا يلوحون في خفر، خوف افتضاح عمق الحب في العيون. وفي الصيف كان يعود الغيّاب ويتصادف المشتاقون وبهم لوعة وتزول الفرقة بين الجميع. فصل للالتقاءات يعدها أمير الفصول مشرقاً على الناس قمره، مخففاً عنهم ثقل الشتاء وثيابه ومفاجآت الأمطار العاتية.

لا صيف هذا الصيف رغم حريق البصرة. 52 درجة من درجات يوليو (تموز) فماذا ينفع النخيل والأرض حريق، وليلى مريضة بالعراق؟، في أي حال ولا حضرتك طبيب، والأدوية مقطوعة من الصيدليات، والفرمشيات، والأجزخانات. واجمع من التاءات الطويلة ما شئت فالنتيجة سيان: واحد متأفف يمنن ليلى بتحمل السفر إلى العراق، وهو غير قادر على شراء بغلة، وواحد صعلوك يصارحها بواقع الحال على الطريقة اللبنانية: «الحالة تعبانة يا ليلى خطبة مافيش - أنتِ غنيّة يا ليلى ونحنا الدراويش».

وهو أيضاً فصل الغناء، كما تلاحظ سيادتك، أغنيات مسرحيات دبكات أوبريتات مواويل. وكله مغلق هذا الصيف، أو LOCK IN بلغة «كورونا» وفيروسها ومكايدتها وتدخلها السافر في الانتخابات الأميركية. لا صيف هذا الصيف. إلا، اللهم، إذا كنت تعتبر 52 درجة من علامات الصيف، وليست من علامات الساعة. وأقترح أن يُكتب على مطارات العالم: مغلق للضرورة. عودوا في الصيف المقبل. ونختم بقول فيلمون وهبي الشهير: «وين كنت يا جيز الحصايد (صرار الصيف)؟ كنت عم غني قصايد». وحده الصرار لم يمتنع عن الغناء في هذا الحجْر الطويل. ومضت الحكومة اللبنانية تغرد عن إنجازاتها.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صيف بلا صيف صيف بلا صيف



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 09:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 10:51 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 202

GMT 10:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الميزان 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 22:48 2018 الثلاثاء ,29 أيار / مايو

روسيا والصين ترثان تركة أوروبا في إيران

GMT 06:15 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فيكتوريا بيكهام تفاجئ متابعيها برشاقتها في إطلالة أنيقة

GMT 04:22 2019 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أفضل وأهم مطاعم الدمام

GMT 23:06 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

يوفنتوس يستعد لكسر الشرط الجزائي بعقد مانولاس

GMT 00:27 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

يقدّم لك هذا الشهر العديد من المكافآت
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24