حبر وورق قبل وبعد
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

حبر وورق... قبل وبعد

حبر وورق... قبل وبعد

 العرب اليوم -

حبر وورق قبل وبعد

سمير عطا الله
سمير عطا الله

أيام الشباب كنت صاحب أرقام قياسية في مخالفات سرعة السير، وكانت السرعة في لبنان علامة من علامات الوجاهة والتباهي والحوادث القريبة مما بعد اللحظة الأخيرة. واتخذت مسألة التعقل وقتاً والانتقال إلى بلاد القانون، حيث لا تستطيع أن تقول للشرطي الذي يوقفك ويطلب أوراقك: «أنا فلان من جريدة (النهار)». وقد استوقفني مرة شرطي بلدي في وسط المدينة وطلب أوراقي، فتمنعت وقلت بكل عزة نفس: «أنا فلان من (النهار)». وضحك حتى كاد يسقط على قفاه، وقال: «تشرفنا. كله حبر على ورق. هات أوراقك لو سمحت».

وكان عليّ أن أتراجع عن مراتب المجد وأعتذر عن الخطأين، المخالفة، والاعتزاز بأمجاد الحبر والورق. وبقيت أعتذر إلى أن عفا عني ونسي مسألة الأوراق.

والسبب أنه لم يكن لديّ «أوراق». وكنت أقود السيارة في ربوع لبنان، ساحلاً وجبلاً وودياناً، من دون رخصة قيادة. وكنت مصراً دائماً على مسابقة الآخرين، بصرف النظر عن طاقة سيارتي ونوعية السيارات التي أقحمها في السباق.

ظلت قيادة السيارات إحدى متعي ولكن ضمن آداب السير. وقد فقدت هذه المتعة منذ 3 سنوات عندما قررت «أم نصري» أن بيروت مليئة بالسائقين وسيارات التاكسي. وبعد توسل أقنعتها بضرورة تجديد رخصة القيادة للحالات الطارئة والمشاوير التي لا تبعد عن البيت أكثر من مسافة معينة.
حدثت الحالات الطارئة مرات قليلة، آخرها كان بعد نزول «الكورونا» بقليل. فقد اضطررت للذهاب إلى مقابلة صديق، ولم أنتبه إلى حدود ساعة التجوّل. وفي أي حال كنت مطمئناً إلى أنني في منطقة لا تصلها دوريات السير.

لكنها، على حظي، وصلت. وفيما أنا في منتصف طريق العودة إلى البيت والطريق خال، ظهرت أمامي فجأة دورية من العماليق: إلى أين؟ إلى البيت. أين كنت؟ في زيارة. ألا تعرف بقانون التجول؟ آسف. أوراقك لو سمحت!

وبدأت أبحث أمامي عن الأوراق عندما خرج ضابط الحاجز من الخلف قائلاً للجندي العملاق: «خلّي الأستاذ يتسهل. هيدا فلان من (النهار)». شكرت ومضيت. وسألتني زوجتي عن سبب التأخير، فرويت لها حكاية الشاعر الفرنسي مالارميه، الذي كتب يصف حديقته، قائلاً إنها مليئة بالقطط الغريبة. وفجأة وصل هره الرمادي الضخم، فسأله هر آخر: «ماذا تفعل هنا؟» فقال: «إنني أتظاهر بأنني هر مالارميه».

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حبر وورق قبل وبعد حبر وورق قبل وبعد



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 13:42 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 10:11 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 10:58 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تجد نفسك أمام مشكلات مهنية مستجدة

GMT 15:56 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:44 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 14:56 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أحوالك المالية تتحسن كما تتمنى

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 11:12 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 09:35 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن النقاش والجدال لتخطي الأمور
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24