ملياران كبداية
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

ملياران كبداية

ملياران كبداية

 العرب اليوم -

ملياران كبداية

سمير عطا الله
سمير عطا الله

خرجت من سجن «كورونا» بدعوة من صديق عزيز إلى أحد مطاعم بيروت المعتادة. وكان الصديق قد سألني إن كنت أمانع في انضمام ثلاثة رفاق آخرين، وضيف لا معرفة سابقة به. طبعاً رحّبت. وعلى جاري عادات ما بعد «كورونا»، جلسنا على الشرفة، فتضاعفت المتعة. وإلى جانب الماء والخضراء، حضر أيضاً الشكل الحسن على طاولات مجاورة. وهذه من ميزات المطعم إضافة إلى سائر أنواع السباغيتي.

كل شيء يشرح الصدر، خصوصاً بعد حصار ثلاثة أشهر. لكن الضيف المستجد (مثل كوفيد - 19) اختار أن يحدثنا في أمر عاجل. قال سعادته، بكل جديّة، إن الكوكب الذي نعيش عليه (نحن وسيدات الطاولة المجاورة، والطاولة التي تليها، وطاولة الجهة الأخرى) يضم الآن 8 مليارات إنسان. وبعد 30 عاماً سوف يصبح العدد 30 ملياراً. وبعد 50. حاولت أن أقاطعه.
لكنه تطلع إليّ وسألني بلهجة متوعدة، بصفتي مسؤولاً عن حماية الكرة الأرضية: «وهل تدري كم هو الحد الأقصى الذي يتحمله كوكبنا»؟ فيما أفكر في الرقم، أضاف بلهجة حادة: «ملياران. كل مخلوق إضافي مشكلة».

أخذت علماً بالأمر وطلبت من النادل السباغيتي بالطماطم وشعرت بالسعادة في انتظاره. لكن صاحبنا أكمل: هل تدري كم يجب أن يزول فوراً عن وجه الأرض كمرحلة أولى؟، وخطر لي أن البداية بفرد واحد عمل حسن. لكنه قال: «ملياران. يبقى 6 مليارات. بضع حروب وبضعة أوبئة ومن ثم تتدبر البشرية نفسها على نحو طبيعي في إزالة زوائدها. زلزال من هنا، ملاريا من هناك».

صدف مقعده في مواجهتي. فأدرت وجهي ورحت أحدث المضيف الجالس إلى يساري. وبعد دقائق اعتقدت أن الضيف المستجد قد انتهى من «تظبيط» الكوكب وأصبح في الإمكان تناول الطعام وتأمل النِعم الثلاث: الماء والخضراء وسبحانه في خلقه.

حملت الشوكة كي أهم بطبقي المفضل، فقاطعني كوفيد - 21: أعرف أنكتقول في نفسك إن هذا شيء محزن. فما من أحد فينا يريد أن يفقد عزيزاً. لكن ماذا تفعل بضرورات الحياة. وأنا أعتقد أن البدء بمليارين أفضل من ترك المسائل على ما هي. تخيل كم صيني وهندي قد ولد في الوقت الذي طلبنا فيه طعامنا. أدركت أن كوفيد مُصر على أن يبدأ عملية الإبادة بنا. وضعت الشوكة في الصحن المشتهى أمامي، وقمت متظاهراً بأنني ذاهب إلى الحمام. وكان سعيد فريحة يكتب دوماً عن مهرب سري في الكباريهات تستخدمه الفنانات إذا أردن التخلص من رجل همه «تظبيط» حركة الولادات الكونية. سألت صاحب المطعم عن بابه السري ومضيت، تاركاً مضيفي يدفع ثمن فعلته.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملياران كبداية ملياران كبداية



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 13:42 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 10:11 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 10:58 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تجد نفسك أمام مشكلات مهنية مستجدة

GMT 15:56 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:44 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 14:56 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أحوالك المالية تتحسن كما تتمنى

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 11:12 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 09:35 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن النقاش والجدال لتخطي الأمور
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24