العربية في فيتنام
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

العربية في فيتنام

العربية في فيتنام

 العرب اليوم -

العربية في فيتنام

بقلم: سمير عطا الله

هل تعلّم الفيتناميون اللغة العربية؟ لمَ لا؟ فإن معظم شعوب العالم قد تعلّمت شيئاً منها بطريقة أو بأخرى. ثم إن الفيتناميين خلال حربهم مع الولايات المتحدة وبسبب القضية الفلسطينية والعلاقات مع الدول اليسارية العربية، لا بدّ أن يكونوا قد أرسلوا عدداً من الطلّاب إلى معاهد الاستشراق، خصوصاً في الاتحاد السوفياتي والصين. غير أن غابرييل غارسيا ماركيز الذي أطلعنا في تحقيقاته على مدهشات كثيرة، يروي لنا هذا الحكواتي بلا انقطاع، أن الفيتناميين عثروا على العربية في مكان لا يتوقّعه أحد. وقد كان الشماليون منهم يعيشون في حالة تقشّف مطلق وكانت عاصمتهم هانوي تغرق في الهدوء منذ السادسة مساءً فلا تعود هناك حركة. وفي الثامنة، تخلد الأسَر كلّها إلى النوم وتطفئ التلفزيونات بعد أربع ساعات فقط من البثّ الرسمي الذي يتضمّن أفلاماً تسجيلية وطنية وأفلاماً من البلاد الاشتراكية. كانت معظم هذه الأفلام تأتي من روسيا. وبسبب التوفير، كانت مدبلجة إلى اللغة العربية، أي ناطقة بها، وهكذا تعرّف الفيتناميون إلى العربية عبر أفلام تتحدّث عن النضالات والحروب الماضية ومزارع سيبيريا وخِطب الرفيق لينين.
في القاطع الآخر من البلاد، كانت عاصمة الجنوب، سايغون، تعيش حياة من الفسق والتهريب والمخدرات. لقد ألغت الحرب جميع المقاييس وكانت مرعبة النتائج: 360 ألف مبتور الأطراف ومليون أرملة وسبعمائة ألف بغي وثمانية آلاف متسوّل ومليون مريض بالسلّ. وكان ربع سكّان مدينة هوشي منه يعانون الأمراض التناسلية الخطيرة، ولم يكن غريباً أن تمتلئ الشوارع بعصابات الأطفال المجرمين. تركت الحرب في حقول فيتنام 300 ألف لغم. وتقول الأرقام شبه الرسمية إن الولايات المتحدة قصفت فيتنام بكمّية من المتفجّرات، تفوق آلاف المرّات ما استخدمته في الحرب العالمية الثانية، أي أربعة عشر مليون طنّ. وأدّت إلى واحدة من كبرى الهجرات البحرية في التاريخ؛ إذ ركب عشرات الألوف من اللاجئين أي مركب أو باخرة وصلوا إليها. وموجة النزوح الحالية في المتوسط، لا تُقارن بشيء أمام الهرب الفيتنامي الكبير.
كيف هي الحال في فيتنام اليوم؟ إذا أردت عنواناً شديد الاختصار، فإنها الدولة الآسيوية الثانية في التطوّر بعد سنغافورة. وتحتلّ الرقم 48 في مؤشّر التطوّر العالمي. وتحقّق جامعاتها معدّلات فائقة بعدما كانت في زمن طويل بلاد الأمّيين. ربما يمكن مقارنة ما حصل في فيتنام بعد الحرب إلى حدّ بعيد، مع ما حصل في اليابان وألمانيا الغربية اللتين دمّرتهما الحرب العالمية الثانية تدميراً كلّياً ثم تحوّلتا بعد سنوات قليلة إلى اقتصادين أوّلين في العالم أجمع. هل هذا هو الفرق بين الحرب والسلام؟ إن للحروب نتائج واحدة في كلّ مكان: الفقر والذلّ والمهانة. وأفظع ظواهرها، تجارة البغاء التي تذلّ الآباء والأمّهات والبنات. وتحول الكبرياء العربية دون التحدّث عن هذا الموضوع في البلاد التي مزّقتها الحروب، لكنها أبشع الحقائق الصامتة.

قد يهمــك أيضــا:

روسيا وسوريا... وتجربة الاتحاد السوفياتي

أحمد أبو الغيط يغمز من قناة المطامع التركية ويحذّر من عدم حل القضية الفلسطينية

 

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العربية في فيتنام العربية في فيتنام



GMT 15:47 2020 السبت ,11 تموز / يوليو

اسرائيل تعاني ونتانياهو يعتمد على اليمين

GMT 17:16 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

الكونغرس لا يريد بيع السلاح الى العرب

GMT 16:25 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

أخبار من السعودية والولايات المتحدة وأوروبا

GMT 13:15 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

معارضة عزم اسرائيل ضم الضفة الغربية

GMT 15:24 2020 السبت ,20 حزيران / يونيو

كتاب ومقال أعرضهما على القراء

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 13:42 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 10:11 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 10:58 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تجد نفسك أمام مشكلات مهنية مستجدة

GMT 15:56 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:44 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 14:56 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أحوالك المالية تتحسن كما تتمنى

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 11:12 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 09:35 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن النقاش والجدال لتخطي الأمور

GMT 18:08 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تولوز يُفاجئ برشلونة ويؤكد دراسة تجديد عقد توديبو

GMT 10:24 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24