من العراق إلى لبنان وسوريا التهديد واحد ومشترك
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

من العراق إلى لبنان وسوريا... التهديد واحد ومشترك

من العراق إلى لبنان وسوريا... التهديد واحد ومشترك

 العرب اليوم -

من العراق إلى لبنان وسوريا التهديد واحد ومشترك

بقلم - إياد أبو شقرا

بينما يهنئ الرئيس الأميركي دونالد ترمب نفسه وشعبه بـ«إنجاز» الانسحاب من سوريا، باستثناء المناطق النفطية، تتسابق العواصم الغربية عموماً على التهدئة والتسكين في العراق ولبنان واليمن.
الكل يريد تسريع تشكيل حكومات واحتواء التوتر. وبالتالي، الكل لا يرى مشكلة غير تعويض حكومة بأخرى... ولا أحد يريد الإقرار بما تعيشه المنطقة. إلا أنه منذ اندلعت الانتفاضة اللبنانية الأخيرة ضد الطبقة السياسية والفساد، قبل أقل من ثلاثة أسابيع وأدّت إلى استقالة حكومة سعد الحريري، أطلّ الأمين العام لـ«حزب الله» على اللبنانيين «ناصحاً» وموجّهاً ومتهماً ومهدّداً.
أيضاً، العراق يعيش انتفاضة شعبية مماثلة تطالب باستقالة الحكومة والبرلمان أجّجت المناطق الشيعية في جنوب البلاد ووسطها، سقط فيها قتلى وجرحى، ومزّق خلالها المنتفضون صور علي خامنئي وقاسم سليماني. وللعلم، تشير التقارير إلى أن سليماني انتقل من لبنان إلى العراق قبل أيام ليساهم في احتواء الانتفاضتين وضربهما.
في الحالتين، أصابع الاتهام موجّهة إلى جهة واحدة هي القيادة الإيرانية، وهذه مسألة بديهية. إذ إنه من الغباء الفصل بين تدهور الأوضاع المعيشية في بلدين كالعراق ولبنان، عندما يرزحان تحت احتلال ميليشياوي فعلي يحكم باسم طهران. ولئن كان احتلال «حزب الله» السبب المباشر في إفراغ لبنان من الكفاءات، والحرمان من الاستثمارات والموارد، وتغطية الفساد، وتدمير قطاعات الخدمات فيه، فإن احتلال «الحشد الشعبي» وطيف مكوّناته كان ولا يزال وراء امتصاص خيرات العراق وقدراته الاقتصادية الهائلة... بما فيها تسببه في إغلاق 52 ألف مصنع في ظل هيمنة إيران على الاقتصاد العراقي.
دراستان قيّمتان نشرتا في الولايات المتحدة، أخيراً، غطّتا جوانب مما يحصل في العراق ولبنان وسوريا. الأولى للوزير والسفير العراقي سمير الصميدعي نشرها «الأتلانتيك كاونسل» (المجلس الأطلسي)، والثانية عن تزايد تهديد «حزب الله» للدروز في لبنان وسوريا وصدرت عن «الميدل إيست إينستيتيوت» (معهد الشرق الأوسط) بالتعاون مع مؤسسة «إيتانا - سوريا» البحثية.
مما كتبه الصميدعي ما يلي: «يؤمن البعض في واشنطن، رغم الاحتجاجات المستمرة في العراق منذ أكتوبر (تشرين الأول)، بوجوب دعم الحكومة العراقية الحالية ومساعدتها لدى تعاطيها مع مطالب المحتجين المحقّة. وتتراوح المسوّغات لهؤلاء بين «ما هو البديل؟» و«الشيطان الذي تعرفه أفضل من الشيطان المجهول»... إلى «أنها حكومة دستورية منتخبة، وتحدّيها سيعني الفوضى».
ويتابع أن هذا التحليل قد يكون مناسباً، لكنه باطل، كونه يتجاهل مسببات تفجّر الغضب الشعبي. إذ إن انتخابات مايو (أيار) 2018 تعرّضت لمقاطعة واسعة، ومع أنه زعم أن نسبة المقترعين بلغت 44 في المائة، يعتقد كثيرون أن النسبة كانت أدنى بكثير. ثم في الشهر التالي، أتلف حريق مشتبه به نصف عدد صناديق الاقتراع، و«صحّحت» النتائج مفوضية انتخابية كان يفترض بها أن تكون مستقلة، لكنها لم تكن.
ويضيف الوزير والسفير السابق قائلاً إن «دستورية» النظام السياسي مطعون فيها في مجالات منها: أن الدستور يمنع التمييز على أسس العِرق والدين والمذهب (بخلاف ما هو معمول به من محاصصة فئوية بالنسبة لرئاسات الجمهورية والحكومة والبرلمان). وأن الدستور يمنع الميليشيا، لكن توجد في العراق ميليشيات عالية ولاؤها معلن لإيران. وأن، النخبة الحاكمة، وهنا العنصر الأهم، حوّلت موارد النفط - التي هي مورد البلاد الرئيس - إلى جيوب النخبة عبر منظومة محسوبية وزبائنية مفصّلة ومتطورة. وبالتالي، لولا اليأس لما خرج الشباب المحتجون ليواجهوا الرصاص الحي.
ويخلص الصميدعي إلى القول إن «الحكومة العراقية، بشكلها الحالي، ورغم كل وعودها وادعاءاتها، لا تملك الإرادة السياسية أو القدرة على توفير الحكم الرشيد».
أما عن دراسة «الميدل إيست إينستيتيوت» فاختير لها عنوان «فرّق تسُدْ: تهديد (حزب الله) المتنامي للدروز». وفيها يقول المعدّون إن أواصر سياسية وعائلية ومذهبية عميقة أتاحت للدروز على امتداد الشرق الأوسط البقاء موحّدي الصفوف تجاه التهديدات الخارجية. إلا أن 8 سنوات من العنف في سوريا وحملة منسّقة من نظام دمشق وحلفائه تهدد راهناً بهزّ واقع الدروز السياسي إقليمياً وتفتيت القوة العسكرية والسياسية لهذه الطائفة. ولقد عملت حملة يشنها «حزب الله» بدعم إيراني على تدمير وحدة الدروز وتأجيج الفتنة والتحريض على العنف في داخلهم، ما مهّد الطريق للميليشيا المدعومة من إيران إلى التمدد داخل محافظة السويداء السورية ذات الغالبية الدرزية بلا معوّقات.
ويشرح التقرير أن «حزب الله» يحرّض على الانقسام داخل الدروز من بيروت إلى السويداء عبر مرتفعات جبل الشيخ. ويقول:
- إن نحو 60 في المائة من الميليشيات العاملة في محافظة السويداء حالياً مرتبطة بـ«حزب الله»، والحزب ماضٍ قدماً في التجنيد والتوسّع.
- إن «حزب الله»، ضمن الاستراتيجية الإيرانية، يشنّ حالياً هجومه على الدروز في لبنان وسوريا باتجاهين: في لبنان، العمل على شقّ الدروز وضرب كتلتهم الأكبر (بقيادة وليد جنبلاط) وتشجيع ورعاية منافسين له داخل الطائفة، بل والتحريض على العنف والصدامات في معقل الدروز بالجبل (كما حصل في بلدتي الشويفات وقبرشمون أخيراً).
- في سوريا، يعمل الحزب والإيرانيون على تجنيد ميليشيات من البدو على تخوم السويداء وابتزاز الدروز بها وتشجيع الجريمة المنظمة (الخطف والتهريب والاغتيالات) داخل المحافظة. وفي هضبة الجولان (جبل الشيخ) يعمل على زرع إسفين بين جنبلاط ودروز الجولان.
- في إسرائيل، يسعى «حزب الله» لاستغلال توتر العلاقة بين الدروز من فلسطينيي 1948 والحكومة الإسرائيلية اليمينية (ولا سيما بعد الضجة حول يهودية الدولة الإسرائيلية) من أجل تحييد أبناء الطائفة هناك، ومن ثم مد نفوذه في القرى الدرزية على منحدرات جبل الشيخ المتاخمة للجولان المحتل.
الدراستان، في اعتقادي، على جانب من الأهمية أمام خلفية أحداث العراق ولبنان، وكذلك لدى تذكّر «الممر» البرّي الاستراتيجي الذي تعكف القيادة الإيرانية - وحرسها الثوري - على إنجازه بين طهران وبيروت عبر العراق وسوريا ولبنان.
الجنرال سليماني، الحاكم العسكري الفعلي للدول الثلاث، ماضٍ قدماً في المخطّط يفيده الصمت - أم لعله التواطؤ - الدولي!!
الأمل كبير في أن تدحر معاناة العراقيين واللبنانيين، وإرادتهم، هذا الصمت... المتواطئ!

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من العراق إلى لبنان وسوريا التهديد واحد ومشترك من العراق إلى لبنان وسوريا التهديد واحد ومشترك



GMT 15:47 2020 السبت ,11 تموز / يوليو

اسرائيل تعاني ونتانياهو يعتمد على اليمين

GMT 17:16 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

الكونغرس لا يريد بيع السلاح الى العرب

GMT 16:25 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

أخبار من السعودية والولايات المتحدة وأوروبا

GMT 13:15 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

معارضة عزم اسرائيل ضم الضفة الغربية

GMT 15:24 2020 السبت ,20 حزيران / يونيو

كتاب ومقال أعرضهما على القراء

GMT 16:46 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 15:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 17:12 2020 الأحد ,02 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 09:27 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 15:15 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

2- اجواء متقلبة في الجزء الأول من الشهر

GMT 10:59 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الداودي يُوجه رسالة إلى جمهور "حسنية أغادير"

GMT 16:08 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

رصد 3 حالات كورونا على متن رحلتين إلى أستراليا

GMT 12:35 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

7 مواد يتم تناولها رفقة الشاي وتُزيد من فائدته للجسم

GMT 12:50 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

طريقة سهلة لإعداد فيليه سمك في الفرن

GMT 19:03 2019 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تعلن خفض أسعار البنزين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24