«القاعدة» وإيران ومقترفو الشر
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

«القاعدة» وإيران ومقترفو الشر

«القاعدة» وإيران ومقترفو الشر

 العرب اليوم -

«القاعدة» وإيران ومقترفو الشر

جبريل العبيدي
بقلم - جبريل العبيدي

كشف المستور والمسكوت عنه في علاقة مقترفي الشر في إيران مع تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، بعد مقتل القيادي في التنظيم أبو محمد المصري، ثاني أعلى مسؤول في «القاعدة»، على الأراضي الإيرانية على يد عملاء إسرائيليين، وفق صحيفة «نيويورك تايمز».
فالكشف عن علاقة نفعية انتهازية تربط التنظيمين بفاعلي الشر في إيران قد يجيب عن الأسئلة المتكررة عن غياب عمليات لـ«داعش» و«القاعدة» في داخل إيران، بل وحتى مناطق النفوذ الإيراني ووجود حرسها الثوري، رغم ما يظهره التنظيمان الإرهابيان من عداء لدرجة التكفير لمقترفي الشر في نظام ولاية الفقيه في إيران.
توظيف إيران لتنظيم «القاعدة» هو مبرر العلاقة الميكافيلية، التي بدأت تتبلور بدور إيران في إيواء قادة وعناصر «القاعدة» ومساعدتهم، بعد فرارهم من أفغانستان، واللجوء إلي إيران التي تعاملت معهم بمكافيلية عدو عدوي صديقي، مما يؤكد أن إيران تستخدم هذه التنظيمات في إحداث الفوضى وضرب مصالح معارضي سياستها، حتى ولو كانت في التحالف مع تنظيم يناصبها العداء والتكفير في أدبياته وفتاوي منظريه وعرابيه، كيف وأن النظام الإيراني والمرشد هو من قام بترجمة كتب سيد قطب ومنهجه التكفيري من العربية إلى الفارسية، وقام بتدريسه في مدارس الحرس الثوري.
إيران لم تكن مجرد محطة عبور لعديد القادمين من دول عربية «للجهاد» في أفغانستان أثناء حقبة الغزو السوفياتي عام 1979، وإن كان الدور الأبرز جاء بعد فرار المئات من عناصر «القاعدة» من الضربات الأميركية بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، بعد إطاحة الولايات المتحدة بحكم حركة «طالبان»، خصوصاً أنه كان بين الفارين قيادات كبيرة، منهم حمزة بن لادن، الذين فرضت عليهم إيران الإقامة الجبرية في إطار «الاستضافة»، لكنهم وعائلاتهم كانوا أشبه برهائن لتأمين النظام الإيراني من أي هجمات في الداخل الإيراني، وهو الأمر الذي تحقق لها بالفعل، ولاستخدامهم أيضاً بالضغط عليهم لتحريك أنصارهم خارج إيران في عمليات لصالح النظام الإيراني في المنطقة.
حقيقة علاقة النظام الإيراني مع «القاعدة» أكدها مدير مكتب مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأميركية، ناثان سيلز، الذي قال إن إيران تسمح لـ«القاعدة» بالتحرك ونقل المقاتلين والأموال إلى دول الجوار بحرية تامة.
ولعل أبو مصعب الزرقاوي من بين أهم قيادات «القاعدة» الذين استضافتهم إيران ومولتهم، بل ودربهم الحرس الثوري، قبل أن يتحول إلى «داعش»، ويفر من قبضة الحرس الثوري، ويتمرد على النظام الإيراني، وينقلب على العلاقة.
علاقة إيران بـ«القاعدة» كانت من بين محتويات جهاز حاسوب بن لادن الممتلئ بالأفلام المكشوفة، وأظهر وثائق مهمة ترسم العلاقة بين تنظيم «القاعدة» والنظام الإيراني، منها وثائق أبوت آباد التي نشرتها الولايات المتحدة عقب مقتل أسامة بن لادن.
الوثائق الـ133 التي نشرتها وكالة المخابرات الأميركية ليست المفسر الأوحد للعلاقة بين إيران و«القاعدة»، بل هي فسرت بعض الغموض في العلاقة وحجم التعاون المشترك.
وعن زواج السفاح بين إيران و«القاعدة»، فقد شهد شاهد من أهلها هو الجنرال المتقاعد في الحرس الثوري، سعد قاسمي، الذي أكد في مقابلة مع موقع «أبارات» أن الحرس الثوري درّب عناصر من تنظيم «القاعدة» بل قال: «قاتلنا إلى جانب (القاعدة)».
وفي ظل تأكيد الإدارة الأميركية أن هناك علاقات مقلقة بين إيران وتنظيم «القاعدة»، والحديث في كواليس البيت الأبيض عن التفكير في استخدام تفويض عام 2001، الذي يسمح للولايات المتحدة بشن حرب على «القاعدة» وحلفائها أو فروعها من دون الرجوع للكونغرس، سيكون ملف العبث الإيراني دائم الحضور على طاولة الرئيس والبنتاغون ووكالة الاستخبارات، رغم محاولات إيران التقرب من جو بايدن.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«القاعدة» وإيران ومقترفو الشر «القاعدة» وإيران ومقترفو الشر



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 17:07 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 10:26 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

أخطاؤك واضحة جدّا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 07:57 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

أمير رمسيس يؤكد أن "حظر تجول" مباراة تمثيلية

GMT 11:51 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

5 قتلى في هجوم لتنظيم على صلة بـ"داعش" في نيجيريا

GMT 11:19 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

الأونصة السورية تسجل رقماً قياسياً جديداً

GMT 07:23 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء محجبات باللون الأسود على طريقة مرمر محمد

GMT 03:09 2019 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فجر السعيد تُعلّق على الشامتين في أزمتها الصحية

GMT 14:18 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

حلمي الفقي يؤكّد أن العلاقات بين مصر والصين ستشهد طفرة كبيرة

GMT 17:40 2018 الإثنين ,19 آذار/ مارس

مواطنة مغربية تجمع بين زوجين أحدهما سعودي

GMT 13:10 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

"إنسان بعد التحديث" الأكثر مبيعًا في "المصرية اللبنانية"

GMT 23:11 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

مواعيد مباريات الأهلي في دوري أبطال أفريقيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24