لا تراهنوا على الوعي راهنوا على القانون
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

لا تراهنوا على الوعي.. راهنوا على القانون

لا تراهنوا على الوعي.. راهنوا على القانون

 العرب اليوم -

لا تراهنوا على الوعي راهنوا على القانون

أسامة الرنتيسي
أسامة الرنتيسي

مَن يتوقع أن نتحول بين عشية وضحاها إلى مجتمع مثالي، نغسل أيدينا بالماء والصابون ونعقمها جيدا، هذا لن يحدث أبدا أبدا.

ومَن يُصِر على أن نبقى نجلد أنفسنا كلما وقعت مشكلة جديدة تعيدنا للمربع الأول في أزمة الكورونا، فسوف يجلد كثيرا، لأن الوعي الجمعي مهما اشتغلنا عليه، فإنه يبقى ناقصا، إذا لم يُرافق ذلك قوانين صارمة، يعرف الناس عواقبها جيدا، ويقتنعون أن العقوبة لن ترفع عنهم مهما كان الخطأ الذي يرتكبونه صغيرا أم كبيرا، ولا توجد وسائل حماية ووساطات تعفي المخطئ وتطبطب عليه، وتضيع الحقوق مقابل فنجان قهوة ووجه الجاهة الكريمة.

لم نتخرج بعد من “كي جي ون” في روضة الحياة الجديدة في زمن الكورونا، لذا تُباغتنا كل يوم حادثة جديدة يفقد شخص ما حياته فيها نتيجة رصاصة خرجت خطأ من مسدس قريب له يحتفل بخروج الضحية من السجن.

مطلق الرصاصة للأسف الشديد رجل أمن، وهو يعرف جيدا التهديدات الرسمية حول منع إطلاق العيارات النارية في المناسبات، التي كان أقواها من رأس الدولة عندما قال: إذا ابني فعل ذلك حاسبوه..

وحتى تكتمل حلقات الإحباط العام، بعد أن تقدمت في مدينة الرمثا العزيزة جاهة لأخذ عطوة عشائرية في الحادث، ضمت عددا محدودا من الأشخاص حسب الرواية الأمنية،  قبل موعد حظر التجول.

 قام  نائب متحمس يمثل اللواء بعد ساعات الحظر بجمع عدد كبير من المواطنين لشرح تفاصيل ما تم الاتفاق عليه بالعطوة السابقة، وهو لم يخالف فقط أمر حظر التجول، بل قام بمخالفة جمع عدد من المواطنين في مكان واحد ومن دون إحتياطات التباعد والوقاية.

أمس؛ كدت أتشاجر مع شخص كان يسير بسيارته أمامي، إذ بعد أن أفرغ باكيت سجائره قام بإلقائه إلى الشارع، لحقته عند الإشارة، وبغضب قلت له متى سنتعلم النظافة التي هي أساس العلاج من الوباء الذي نحن نعاني منه، طبعا لم تعجبه ملحوظتي فكتم غيظه، ولو واصلت ملحوظاتي الغاضبة لكان في الأمر سلوك آخر.

مثل هذا السلوك، قبل زمن الكورونا وبعده، لن ينتهي من شوارعنا إلا بالقانون الحاسم القاسي، معظمنا نشاهد سواقين كثيرين يلقون كل ما في أيديهم من سجائر ومحارم فاين وعلب بيبسي وعصير في الشوارع العامة، من دون أي حس بالمواطنة وأن هذه الشوارع جزءا من بيوتنا، إن كنا نظيفين في بيوتنا فلن نفعل ذلك في الشوارع، ولن يتعدل هذا السلوك الخطأ من دون قانون حازم.

ستقع أخطاء كثيرة في الأيام المقبلة، من صبحي وعلاء ومحمود وغيرهم، وسوف نتفاجأ ونضرب أخماسا بأسداس، ونقول في دواخلنا متى نتعلم، وسوف ننتقد الموظف الذي سمح لسائق التريلا بالدخول من دون حجْر، ونغضب من تغاضي وزارة الصحة وتراخيها في بعض الإجراءات.

حتى نصل إلى مرحلة الحياة الجديدة في زمن الكورونا، سوف نخطئ كثيرا، ونتعلم أكثر، لكننا للمرة المليون نقولها: لن نتعلم إلا بالقانون المطبق على الجميع.

الدايم الله….

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تراهنوا على الوعي راهنوا على القانون لا تراهنوا على الوعي راهنوا على القانون



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 13:42 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 10:11 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 10:58 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تجد نفسك أمام مشكلات مهنية مستجدة

GMT 15:56 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:44 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 14:50 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

حافظ على رباطة جأشك حتى لو تعرضت للاستفزاز

GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 14:56 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أحوالك المالية تتحسن كما تتمنى

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 11:12 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 09:35 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتعد عن النقاش والجدال لتخطي الأمور
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24