لماذا الحرب النفطيّة بين السعوديّة وروسيا أكثر خُطورةً من حرب كورونا
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

لماذا الحرب النفطيّة بين السعوديّة وروسيا أكثر خُطورةً من حرب كورونا

لماذا الحرب النفطيّة بين السعوديّة وروسيا أكثر خُطورةً من حرب كورونا

 العرب اليوم -

لماذا الحرب النفطيّة بين السعوديّة وروسيا أكثر خُطورةً من حرب كورونا

عبد الباري عطوان
عبد الباري عطوان

تَجِد القيادة السعوديّة نفسها هذه الأيّام تخوض عدّة حُروب في وقتٍ واحدٍ، أبرزها حرب “الكورونا” التي جاءت وبالًا لانعِكاساتها السلبيّة على تراجع الإنتاج النّفطي وأسعاره، وانتِشار حالة من الفوضى في الأسواق العالميّة.
هُناك مثَل إنجليزي يقول، عِندما تقع في حُفرةٍ فإنّ أوّل شيء تفعله هو التوقّف عن الحفر، ولكن يبدو أنّ هذه القِيادة لم تسمع بهذا المثل، وإن سمعت به، فإنّها تفعل عكسه تمامًا في حالةٍ من العِناد، ليست غريبةً عليها.
القِيادة السعوديّة تقع حاليًّا في أكثر من حُفرةٍ، ابتداءً من حرب اليمن، ومُرورًا بالحرب النفطيّة التي أشعلت فتيلها ضِد روسيا وأمريكا معًا، الأُولى، بإغراق الأسواق بملايين البراميل، وبأسعار متدنّية انتِقامًا من موسكو التي رفضت تمديد اتّفاق “أوبك بلس” والثّانية، باستِخدام الكميّات الإضافيّة من أجل إفلاس شركات النفط الصّخري الأمريكيّة، لأنّ ارتِفاع الأسعار يعني استِمرارها في الإنتاج وتحقيق الأرباح.
***
لا نعرف ما هي الحكمة في خوض حربين في الوقت نفسه مع أكبر قوّتين عُظميين، وفي مِثل هذا التّوقيت الذي يقف فيه العالم على حافّة المجهول اقتصاديًّا وسياسيًّا، فانخِفاض الأسعار إلى ما دون 20 دولارًا للبَرميل يعني انخفاض الدّخل السعودي، وتَضاعُف حجم العجز في الميزانيّة (حواليّ 50 مِليار حاليًّا) بمِقدار الضّعفين، أيّ فوق 120 مِليارًا، على أساس أنّ ميزانيّة العام الحالي (2020) وُضِعَت على أساس 55 دولارًا للبرميل، والمُصيبة أنّ الدّخل سيتراجع، والعجز سيرتفع، والإنتاج سيَزداد.
المُشكلة أنّ هذه السّياسات النفطيّة “النّزقة” لن تُلحِق الضّرر بالمملكة فقط وإنّما بجميع الدول المُنتِجَة للنّفط داخل منظّمة “أوبك” أو خارجها، ومُعظمها باستثناء روسيا، من دول العالم الثّالث التي تُقيم على النفط وعوائده لتسديد التِزاماتها، مِثل الجزائر وليبيا ونيجيريا وسلطنة عُمان والبحرين وقطر والكويت والإمارات.
الصّناديق السياديّة العربيّة التي أسّستها دول عربيّة نفطيّة، وكانت “مَفخرةً” استثماريّةً، هي المُتضرر الأكبر، لأنّ أرصدة هذه الصّناديق تتآكل بسرعة، سواءً بسبب السّحب منها لسد العُجوزات، أو لانخِفاض قيمتها عالميًّا بفِعل انهِيار البورصات العالميّة مُنذ مطلع العام الحالي، وبِما هو أكثر من النّصف تقريبًا.
القيادة السعوديّة أقدمت على “مُقامرةٍ” مُماثلةٍ عام 2014، عندما أغرقت الأسواق بالنّفط لإلحاق الضّرر بالاقتصاديين الروسي والإيراني بالقدر المأمول، والآن تكرّر الخطأ نفسه وتُقدِم على نفس المُقامرة، وهُناك من يتوقّع أن تنخفض الأسعار إلى 10 دولارات، تمامًا مِثلَما كان عليه الحال عام 1990 الأمر الذي دفع الرئيس صدام حسين إلى غزو الكويت.
***
ما غاب عن ذِهن صانع القرار السعوديّ أنّ الدّخل النفطيّ يُشَكِّل 16 بالمِئة من مجموع الدّخل القوميّ الروسيّ، على عكس السعوديّة التي يُشَكِّل هذا الدّخل 90 بالمِئة من عوائد ميزانيّتها.
هذه الحرب النفطيّة التي أشعلت فتيلها القِيادة السعوديّة وفي التّوقيت الخطأ، ستُؤدِّي إلى تدمير “أوبك” وإزالتها من الوجود كمُنظّمة عالميّة حافظت على أسعار شِبه عادلة لأسعار النّفط، وستكون المملكة هي المُتضرِّر الأكبر، لأنّها ستفقد دورها القِيادي أوّلًا، والكثير من العوائد النفطيّة ثانيًا.
لا نَستبعِد أن يتوصّل الروس والأمريكان إلى اتّفاق بتأسيس تحالفٍ نفطيٍّ قد لا يكون هُناك مكان للسعوديّة وبعض الدول العربيّة الخليجيّة الأُخرى فيه.. واللُه أعلم.
 

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا الحرب النفطيّة بين السعوديّة وروسيا أكثر خُطورةً من حرب كورونا لماذا الحرب النفطيّة بين السعوديّة وروسيا أكثر خُطورةً من حرب كورونا



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 10:07 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:28 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 06:31 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

تنعم بأجواء ايجابية خلال الشهر

GMT 15:56 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 16:42 2020 الأحد ,01 آذار/ مارس

التصرف بطريقة عشوائية لن يكون سهلاً

GMT 08:56 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية

GMT 19:09 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

تويوتا سوبرا تحصل على رزمة تعديل خارجية من Prior

GMT 11:23 2020 الإثنين ,11 أيار / مايو

فرنسا سجلت أكثر من 176 ألف إصابة بكورونا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24