ترامب يعيش أسوَأ أيّامه
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

ترامب يعيش أسوَأ أيّامه

ترامب يعيش أسوَأ أيّامه

 العرب اليوم -

ترامب يعيش أسوَأ أيّامه

عبد الباري عطوان
عبد الباري عطوان

تتحوّل المُؤتمرات الصحافيّة شِبه اليوميّة للرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب إلى “سيركٍ يوميٍّ” للجهل والغُرور والغَطرسة، حيث يتصدّر الرّجل المشهد ويُصدِر الفتاوى في كُل شيء، وتحديد موعد عودة الحياة الاقتصاديّة إلى وضعها الطبيعيّ، وهذا هاجِسُه الأكبر، دون أيّ استِشارة للخُبراء وأهل العِلم والاقتصاد.

السِّحر العُنصريّ الأسود بدأ ينقلب على ترامب، ويجعل منه الضحيّة الأكبر لفيروس كورونا الذي حرص على الاستِخفاف به في بداية الأزمة، فقد بدأت تظهر تقارير “علميّة” داخِل أمريكا تُحمِّله المسؤوليّة الأكبر عن وفاة 22 ألف مُواطن امريكي بسبب جهله وإهماله وبطئه في التحرّك لاحتِواء الأزمة سَريعًا.

الدكتور أنتوني فاوتشي، كبير خُبراء مُكافحة الأمراض المُعدية، ومُستشار ترامب، كان أوّل وأبرز من علّق الجرس، عندما قال في حديث لمحطّة “سي إن إن” أمس “لو كنّا سارعنا في إغلاق المُنشآت العامّة لأنقذنا الكثير من الأرواح، في إشارةٍ واضحةٍ إلى رفض ترامب توصياته المُبكرة في هذا المِضمار.
 

***
 

ترامب كتاجر لا يفهم بشَيء اسمه النّوازع الإنسانيّة، وإنّما أرقام البُورصة والسّندات ومعدّلات البِطالة، ولهذا فضحته هذه الأزمة، مِثلما فضحت عِصابة مصّاصي الدّماء المُحيطة به، فها هي الأيّام تُثبِت أنّ النّظام الطبّي الأمريكيّ، مُجرَّد أُكذوبة، فلا احتِياطات طبيّة كافية، ولا دراسات علميّة كفُؤة تَستقرِئ المُستقبل وتطوّراته وكوارثه بشَكلٍ وثيق.
في الماضي كان العالم، وبعض الزّعماء الأثرياء، يَشُدّون الرِّحال إلى المُستشفيات الأمريكيّة مِثل مايو كلينيك وغيرها باعتِبارها الأكثر كفاءةً وتَقدُّمًا، وتَضُم أفضل الأطبّاء والباحثين في العالم، ليَسقُط مُعظمها بشكلٍ كبيرٍ في أوّل اختِبار للكورونا، فلا عِلاجات سريعة، ولا أمصال، ولا حتّى أجهزة تنفّس صِناعي كافية، وهذا هو الحدّ الأدنى.
العِلاج الأكثر فاعليّةً الذي ثَبُتَ فاعليّته في مُواجهة هذه الأزمة، هو “العزل الشخصيّ”، والبقاء خلف جُدران المنزل، وهذا لا يحتاج إلى خُبراء الغرب أو الشرق المُتبحِّرين في مجال الأمراض المُعدية، وهُنا يَكمُن الانقِلاب الحقيقيّ الذي سيُغيِّر الكثير من المُسلّمات الطبيّة في المُستقبل.
ترامب سقط شَخصيًّا، وإنسانيًّا، وسِياسيًّا، وأسقط معه أقرب حُلفائه بوريس جونسون، ورئيس وزراء بريطانيا، وكان الفائِز الأكبر نساءً في حجم آنجيلا ميركل، مُستشارة ألمانيا، ونظيرتها رئيسَة وزراء نيوزيلاندا جاسيندا أردرن.
نصيحة للأثرياء العرب وقادتهم الذين ما زالوا أسرى الدعاية الغربيّة الطبيّة غير الدّقيقة، وهي اذهبوا إلى الشّرق، إلى بكّين وشنغهاي وطوكيو والهند، وابحَثوا عن عناوين المُستشفيات والأطبّاء فيها، فهُناك المُستقبل الحقيقيّ للعالم وقيادته.
***
ترامب صاحِب حُقوق نشر كلمة “الأخبار الزّائفة” وربّما هذا هو مجال الإبداع الوحيد له، فلم يَكشِف هذه الثّقافة التي برع فيها إعلام بلاده فقط، وإنّما شَخصيًّا، ولعلَّ مُؤتمراته الصحافيّة اليوميّة، وتغريداته هي النّموذج الأمثَل في هذا الإطار.
نُدرك جيّدًا أنّ مِئات الملايين في العالم يعرفون اسم ترامب، ولكنّ القلّة القليلة التي تَعرِف اسم رئيس الصين شي جين بينغ الذي يعمل بصَمتٍ وفاعليّة، أرجوكم احفظوا هذا الاسم جيّدًا، فهو زعيم العالم المُقبل، وبُدون مُؤتمرات صحافيّة وتغريدات، وزوجة جميلة، وابنته مُتزوّجة من صديق نتنياهو جاريد كوشنر.. والأيّام بيننا.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب يعيش أسوَأ أيّامه ترامب يعيش أسوَأ أيّامه



GMT 17:14 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

مئويتان

GMT 18:18 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الفرزدق وجرير وأبو تمام

GMT 13:36 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

ذهبت ولن تعود

GMT 17:58 2021 الجمعة ,05 شباط / فبراير

ما في أنفسهم

GMT 15:57 2020 الأحد ,02 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 14:56 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أحوالك المالية تتحسن كما تتمنى

GMT 09:55 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج السرطان 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 20:13 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

انا والكورونا و المرأة في يومها العالمي

GMT 19:17 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هتافات مدوية من جماهير الترجى أثتاء استقبال الأهلى في تونس

GMT 02:01 2018 الثلاثاء ,20 آذار/ مارس

بوسي تعتبر "بيت السلايف" رسالة اجتماعية جميلة

GMT 22:19 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

وفاة الأمير متعب آل سعود الأخ غير الشقيق للملك سلمان

GMT 22:03 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

سباح أخر يرفض مصافحة الصيني سون بسبب المنشطات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24