اشتراكية ضد النخبوية
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

اشتراكية ضد النخبوية

اشتراكية ضد النخبوية

 العرب اليوم -

اشتراكية ضد النخبوية

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

لم يكن محررو مجلة «الإيكونومست» أول من استخدم تعبير اشتراكية جيل الألفية. ولكن اختيارهم هذا التعبير عنواناً رئيسياً لغلاف عدد المجلة الصادر فى 16 فبراير الماضى أدى إلى ازدياد الاهتمام بظاهرة الاشتراكية الجديدة الآخذة فى الانتشار فى أوساط الشباب فى أوروبا وأمريكا، وخصوصاً من تقل أعمارهم عن 30 عاماً.

  ويبدو أن صعود الاشتراكية مجدداً يُدهش من تصوروا أنها انتهت إلى الأبد. وهذا ما فهمتُه من رسالة تلقيتها من المهندس أسامة عز العرب تعليقاً على ما ورد فى الاجتهاد المنشور فى 25 فبراير الماضى حول هذه الاشتراكية. ويمكن تلخيص هذا التعليق فى أن الحديث عن اشتراكية جديدة ليس إلا محاولة لإعادة الاعتبار إلى ما ثبت فشله فى تحقيق العدالة الاجتماعية. غير أن حصر الاشتراكية فى فكرة العدالة الاجتماعية يختزلها فى بُعد واحد من أبعادها. ربما كان هذا البُعد هو الأكثر أهمية فى الاتجاهات الاشتراكية التقليدية. لكن البُعد الرئيسى فى الاشتراكية الجديدة يتعلق بدور أفراد المجتمع فى المجال العام بمختلف جوانبه.

المسألة الأساسية فى الاشتراكية الجديدة ليست الموقف تجاه الرأسمالية، بل إزاء النخبوية السياسية والاجتماعية. والجديد فيها أنها ضد هيمنة نخب محدودة على المجال العام، حتى إذا كانت منتخبة فى أكثر نظم الحكم ديمقراطية. ورغم عدم وجود مرجعية فكرية محددة للاشتراكية الجديدة، فالقاسم المشترك بين الحركات والاتجاهات التى تتبناها هو العمل من أجل تحرير مساحات متزايدة فى المجال العام من احتكار النخب السياسية القديمة بما فيها الاحزاب الاشتراكية، ووضع حد لسطوة الثروة.

وكلمة «أوليجاركية»، أى حكم القلة أو النخبة، شائعة فى خطاب الاشتراكية الجديدة. فكل مجتمعات العالم لا تزال، وفق هذا الخطاب، «أوليجاركية» من الناحية الفعلية. والديمقراطية، لدى الاشتراكيين الجدد، ليست مجرد نظام حكم، بل نمط حياة.

والمعيار الأساسى لما يصح اعتباره ديمقراطية، فى هذا السياق، هو مدى تطور المجتمع باتجاه مواطنة حقيقية، لا شكلية. فليست ديمقراطية تلك التى تُتيح للنخب أن تعيد إنتاج نفسها بدعم من الطبقات الأكثر ثراء، فى ظل ما يسميه بعض الاشتراكيين الجدد تحالفاً بين حكم النُخب وسلطة السلع.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اشتراكية ضد النخبوية اشتراكية ضد النخبوية



GMT 15:47 2020 السبت ,11 تموز / يوليو

اسرائيل تعاني ونتانياهو يعتمد على اليمين

GMT 17:16 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

الكونغرس لا يريد بيع السلاح الى العرب

GMT 16:25 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

أخبار من السعودية والولايات المتحدة وأوروبا

GMT 13:15 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

معارضة عزم اسرائيل ضم الضفة الغربية

GMT 15:24 2020 السبت ,20 حزيران / يونيو

كتاب ومقال أعرضهما على القراء

GMT 10:11 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 12:48 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ضبط مواد غذائية منتهية الصلاحية في حي باب السباع في حمص

GMT 06:08 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

انطلاقة قوية لسيارة بيجو 208 الجديدة خلال 2019
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24