تراث أركون المُنير
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

تراث أركون المُنير

تراث أركون المُنير

 العرب اليوم -

تراث أركون المُنير

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

لم أعرف وجود مؤسسة تهدف إلى المحافظة على تراث المفكر المستنير الراحل محمد أركون إلا عندما تحدثت رئيستها ثرية اليعقوبى أركون عنها فى مؤتمر الإسلام فى القرن الحادى والعشرين الذى عُقد فى اليونسكو فى نهاية الشهر الماضى. عمل كبير بدأ عام 2012، بعد نحو عامين على رحيل أركون، لإنشاء مؤسسة محمد أركون للسلم بين الثقافات.

  وهذا اسم على مُسمى حقاً، إذ يُعد التواصل بين الحضارات أحد أهم الأركان التى بنى أركون إسهامه الفكرى عليه، فقد انطلق من أن فهم الحضارات يتطلب التحرر من أسر الجدران التى تُقام بينها، والصور النمطية المتبادلة بين أبنائها، وتبنى منهجا مغايرا تماماً للاتجاه السائد فى الدراسات الغربية عن الحضارات الشرقية، كما نبه الباحثين والمفكرين الشرقيين إلى عدم الانزلاق إلى رد فعل مماثل.

ولذا، تمكن من بلورة مشروع شبه متكامل فلسفى وتاريخى وأنثروبولوجى فى آن معا. وكان نقد العقل الإسلامى فى قلب هذا المشروع بوجه عام، وليس فقط فى الكتب التى تناولت هذا الموضوع فى شكل مباشر، وتُرجم بعضها إلى العربية مثل المفكر الإسلامى: قراءة علمية، والفكر الإسلامى: نقد واجتهاد، ومن الاجتهاد إلى نقد العقل الإسلامى، وأين الفكر الإسلامى المعاصر؟، ونزعة الأنسنة فى الفكر العربى، ومن التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الدينى، وغيرها.

وتهدف مؤسسة أركون إلى جمع تراثه الثرى وإتاحته لمن يريد الإطلاع عليه، عبر موقع إلكترونى يضم كتبه والتسجيلات البصرية والسمعية لكلمات ألقاها فى مؤتمرات، وحوارات أُجريت معه فى برامج تليفزيونية وإذاعية، وغيرها0 وهذا عمل عظيم يسهم فى حفظ تراث فكرى ثرى معرض لخطرين. فأما الخطر الأول فهو ضياعه مع الوقت، فتفقد البشرية فكرا عميقا منيرا يمكن أن يسهم فى تطورها. وأما الآخر فهو السطو على هذا التراث، وهو ما بدأ يحدث بالفعل منذ رحيل أركون. ولا يقتصر هذا السطو على الأفكار، بل يشمل سرقة نصوص كاملة ينسبها أشباه باحثين معدومى الضمير إلى أنفسهم.

وليت كل المفكرين العرب الذين يرحلون يجدون من يتبنون إقامة مؤسسات لحفظ تراثهم على هذا النحو.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تراث أركون المُنير تراث أركون المُنير



GMT 16:13 2021 الخميس ,18 آذار/ مارس

بعض الأخبار من مصر وايران وفرنسا

GMT 19:04 2021 الإثنين ,15 آذار/ مارس

البابا فرنسيس في العراق

GMT 20:02 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 19:25 2021 الثلاثاء ,09 آذار/ مارس

ليبيّات فبراير والصوت النسائي

GMT 20:13 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

انا والكورونا و المرأة في يومها العالمي

GMT 16:46 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 15:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 17:12 2020 الأحد ,02 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 09:27 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 15:15 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

2- اجواء متقلبة في الجزء الأول من الشهر

GMT 10:59 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الداودي يُوجه رسالة إلى جمهور "حسنية أغادير"

GMT 16:08 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

رصد 3 حالات كورونا على متن رحلتين إلى أستراليا

GMT 12:35 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

7 مواد يتم تناولها رفقة الشاي وتُزيد من فائدته للجسم

GMT 12:50 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

طريقة سهلة لإعداد فيليه سمك في الفرن

GMT 19:03 2019 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تعلن خفض أسعار البنزين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24