محاكمة صعبة
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

محاكمة صعبة

محاكمة صعبة

 العرب اليوم -

محاكمة صعبة

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

تواجه دول أوروبية عدة مشكلة معقدة بشأن كيفية التعامل مع نساء داعش اللاتى يحملن جنسيات هذه الدول، والمحتجزات لدى قوات سوريا الديمقراطية بعد أن هزمت التنظيم الإرهابى عسكرياً فى شمال شرق سوريا. ولا تقتصر هذه المشكلة على صعوبة إيجاد معايير دقيقة للتمييز بين من التحقن بهذا التنظيم بإرادتهن، ومن يقلن إن أزواجهن أرغموهن على الانضمام إليه.
  فالشق الثانى فى هذه المشكلة يتعلق بصعوبات كبيرة فى الحصول على أدلة تكفى لإدانة من يتعين تقديمهن إلى القضاء لوجود شواهد على ضلوعهن فى عمليات إرهابية، سواء من شاركن فى بعضها، أو من ساعدن فى الإعداد لها أو تنفيذها. وهذا هو العامل الأساسى وراء عدم قبول هذه الدول حتى الآن ترحيل نساء داعش، وليس رجاله فقط، إليها. لكن محاكمة الألمانية جنيفر دبليو فى بافاريا ربما تفيد بأن الحصول على أدلة ليس مستحيلاً فى كل الحالات، وأن المشكلة التى تواجه الدول الأوروبية فى هذا المجال تتفاوت من حال إلى أخرى. فقد اتُهمت جنيفر بالمشاركة فى قتل طفلة تنتمى إلى الطائفة الإيزيدية، لأنها تركتها تموت عطشاً تحت أشعة الشمس الحارقة.فقد أراد زوج جنيفر معاقبة الطفلة، فقيدها خارج المنزل، وتركاها إلى أن لفظت أنفاسها الأخيرة عام 2015. والتهمة، هنا، هى المشاركة فى ارتكاب جريمة قتل طفلة بعد سبيها بقصد استعبادها. وفضلاً عن تأكيد والدة الطفلة أن المتهمة هى من شاركت فى ارتكاب الجريمة، تمكنت سلطة التحقيق فى ألمانيا من تسجيل مكالمة هاتفية أجرتها وتحدثت فيها مع شخص آخر عما حدث لتلك الطفلة، دون أن تعرف أن الإفراج عنها كان بقصد إخضاعها للمراقبة بناء على أمر قضائى بغرض السعى إلى الحصول على دليل يدينها. ولذا، فالسؤال الذى قد لا تكفى محاكمة جنيفر، التى ستكون صعبة على أي حال، لتقديم جواب شاف عنه هو: كم من الأوروبيين الذين انضموا إلى تنظيم داعش، وصار على دولهم أن تتحمل المسئولية عنهم، يمكن الحصول على أدلة تدينهم، أو الاطمئنان فى المقابل إلى أنهم لم يتورطوا فى ارتكاب جرائم ويمكن قبول توبتهم إذا تابوا؟.

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاكمة صعبة محاكمة صعبة



GMT 15:47 2020 السبت ,11 تموز / يوليو

اسرائيل تعاني ونتانياهو يعتمد على اليمين

GMT 17:16 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

الكونغرس لا يريد بيع السلاح الى العرب

GMT 16:25 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

أخبار من السعودية والولايات المتحدة وأوروبا

GMT 13:15 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

معارضة عزم اسرائيل ضم الضفة الغربية

GMT 15:24 2020 السبت ,20 حزيران / يونيو

كتاب ومقال أعرضهما على القراء

GMT 15:57 2020 الأحد ,02 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 14:56 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أحوالك المالية تتحسن كما تتمنى

GMT 09:55 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج السرطان 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 20:13 2021 الإثنين ,08 آذار/ مارس

انا والكورونا و المرأة في يومها العالمي

GMT 19:17 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هتافات مدوية من جماهير الترجى أثتاء استقبال الأهلى في تونس

GMT 02:01 2018 الثلاثاء ,20 آذار/ مارس

بوسي تعتبر "بيت السلايف" رسالة اجتماعية جميلة

GMT 22:19 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

وفاة الأمير متعب آل سعود الأخ غير الشقيق للملك سلمان

GMT 22:03 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

سباح أخر يرفض مصافحة الصيني سون بسبب المنشطات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24