نيتانياهو وبن جوريون
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

نيتانياهو.. وبن جوريون

نيتانياهو.. وبن جوريون

 العرب اليوم -

نيتانياهو وبن جوريون

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

لم نكن فى حاجة إلى انتظار نتائج الانتخابات الإسرائيلية لمعرفة أن ما أُطلق عليه يسار صهيونى انتهى، أو كاد. حصل الحزبان الممثلان لهذا اليسار (العمل وميريتز) على أقل من عشرة فى المائة من مقاعد الكنيست.
  وهذا تطور طبيعى, وليس تعبيراً عن أزمة عارضة, لأن الأحزاب التى وُصفت بأنها يسار أدت وظيفة تاريخية فرضتها الظروف التى تمكنت فيها الحركة الصهيونية من تأسيس إسرائيل. لم يكن فى إمكان من يُشبهون بنيامين نيتانياهو حينئذ أداء تلك الوظيفة لأسباب تتعلق بمتطلبات إقامة كيان مصنوع فى قلب فلسطين.

كان أمثال دافيد بن جوريون هم المؤهلين لأداء تلك الوظيفة0

فقد تطلبت ظروف تلك المرحلة منهجاً معيناً اعتمد على تنظيم الصهاينة فى كيانات تُشبه فى شكلها، وليس فى محتواها، مؤسسات ارتبطت باليسار فى العالم، مثل اتحاد العمال «الهستدروت»، والمزارع الجماعية، وقيماً مرتبطة بها مثل الجماعية، والتقشف، لتوظيفها فى عملية التأسيس.

وكان من ارتدوا ثوب اليسار، وأحزابهم التى كان حزب عمال أرض إسرائيل «ماباى» بقيادة بن جوريون بدايتها، هم الأقدر على أداء تلك الوظيفة التاريخية. وتصدرت هذه الأحزاب، التى اندمجت فى حزب العمل عام 1968, النظام السياسى الإسرائيلى لما يقرب من ثلاثين عاما، حتى بدأت أحزاب أخرى تصعد بدءا من عام 1977 لأداء وظيفة تاريخية ثانية تكمل تلك التى قام بها اليسار.

فقد تمكن هذا اليسار من تأسيس إسرائيل على أكثر من 70 فى المائة من أرض فلسطين، ثم احتلال الجزء الباقى فى حرب 1967. وكان على تيار آخر أن يكمل ذلك الإنجاز عبر توسيع الاستيطان فى الأراضى المحتلة فى تلك الحرب تمهيداً لتصفية قضية فلسطين.

وعندما فرضت الظروف التفاوض مع الفلسطينيين، فى إطار تلك العملية التاريخية، عاد ما يُعرف بـ «اليسار» لإنجاز هذه المهمة عبر اتفاق أوسلو 1993, وأخذ دوره فى التلاشى تدريجياً بعد ذلك. ولا يعنى هذا أن توزيعاً منتظماً للأدوار اتُفق عليه فى إسرائيل.

فما حدث كان تطوراً طبيعياً تكاملت فيه المهام وفق متطلبات هذا التطور، ولكن دون أى اتفاق بين من قاموا بها.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نيتانياهو وبن جوريون نيتانياهو وبن جوريون



GMT 10:30 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

بايدن أقدر على حل المشكلة الإيرانية

GMT 10:28 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

لقائله

GMT 10:23 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

امرأة ترانزيت

GMT 10:19 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

أزمة لبنان أمام خطر إعادة تأهيل محور دمشق ـ طهران

GMT 10:17 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

لماذا تونس... رغم كلّ شيء؟

GMT 12:51 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 13:22 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 08:53 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 15:17 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

موقع "ترافيل ماغ" السياحي التشيكي يُبرز معالم سورية الأثرية

GMT 18:45 2019 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

تنسيقات شبابية من الفاشينيستا لما العقيل

GMT 09:57 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

بعض الحقائق عن قصر بيل غيتس البالغ قيمته 127 مليون دولار
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24