اشتراكية غير أُممية
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

اشتراكية غير أُممية

اشتراكية غير أُممية

 العرب اليوم -

اشتراكية غير أُممية

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

لا يقتصر جديد اشتراكية القرن الحادى والعشرين, أو اشتراكية جيل الألفية, على أن القوى المعبرة عنها فى الغرب ليست فى تناقض مع الرأسمالية, بل مع النخبوية. فهذا التحول فى الاتجاه العام جزء من تغير جوهرى فى فلسفة الاشتراكية يجعلها مختلفة عما كانت عنه فى القرنين الماضيين.
  ومن أهم عناصر هذا التغير أيضاً أنها ليست عالمية أو أُممية. يعرف المهتمون بتاريخ الاشتراكية أنها كانت دائماً، ومنذ أن ظهرت، أُممية أى يرتبط المؤمنون بها فى أى بلد بمن يشاطرونهم المواقف أو الأفكار فى بلدان أخرى، أو على الأقل يشعرون بهذا الارتباط.

ولم يكن كارل ماركس هو أول من أقام الاشتراكية على أساس عالمى أو أُممى فى دعوته المشهورة ياعمال العالم اتحدوا عام 1848، بخلاف الاعتقاد الشائع. فقد سبقه الاشتراكى المثالى هنرى سان سيمون، الذى رحل عام 1825، قبل أن يُطلق ماركس تلك الدعوة. فقد انطلق من فكرة الأخوة بين البشر، ودعا إلى تنظيم عالمى للصناعة التى كانت ثورتها الأولى قد بدأت فى حياته، وبشر بأن التقدم العلمى سيخلق حالة أُممية لأنه سيربط أطراف العالم.

ولكن ماركس هو الذى وضع أساساً وطيداً لفكرة الاشتراكية الأُممية، وسعى لنقلها إلى الواقع عبر مشاركته فى تأسيس أول منظمة عالمية تتبنى هذه الفكرة الأُممية الأولى عام 1864. وكانت وثيقة تأسيسها ناطقة بطابعها الأُممى، إذ ورد فيها (من الآن فصاعداً لن تكون الحدود عائقاً أمام مصالح الأكثريات الساحقة من البشر).

وبرغم أن الاشتراكية الجديدة البازغة فى الغرب لم تتبلور فى صورة كاملة بعد، يبدو من متابعة الاتجاه الغالب فى أوساط الحركات والأحزاب التى تؤمن بها أن الفكرة الأُممية ليست بين اهتماماتها، وأن كلا منها معنى ببلده فى الأساس. ولا يعنى حدوث تنسيق بين عدد من هذه الأحزاب والحركات فى انتخابات البرلمان الأوروبى التى ستجرى فى مايو المقبل، أن لدى أى منها استعدادا لتشكيل كيان أوروبى يجمعها. فهذا تنسيق انتخابى نجد مثله لدى أحزاب اليمين المتشدد التى ترفض فكرة الاتحاد الأوروبى, ولكنها تتحالف لدعم مركزها فى برلمانه القادم.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اشتراكية غير أُممية اشتراكية غير أُممية



GMT 15:47 2020 السبت ,11 تموز / يوليو

اسرائيل تعاني ونتانياهو يعتمد على اليمين

GMT 17:16 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

الكونغرس لا يريد بيع السلاح الى العرب

GMT 16:25 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

أخبار من السعودية والولايات المتحدة وأوروبا

GMT 13:15 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

معارضة عزم اسرائيل ضم الضفة الغربية

GMT 15:24 2020 السبت ,20 حزيران / يونيو

كتاب ومقال أعرضهما على القراء

GMT 10:11 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 12:48 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ضبط مواد غذائية منتهية الصلاحية في حي باب السباع في حمص

GMT 06:08 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

انطلاقة قوية لسيارة بيجو 208 الجديدة خلال 2019
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24