هذه المرة هناك فرق
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

هذه المرة.. هناك فرق

هذه المرة.. هناك فرق

 العرب اليوم -

هذه المرة هناك فرق

بقلم: مكرم محمد أحمد

لا أعتقد أن الهجوم الغادر على أتوبيس الأقباط المصريين العائدين من زيارة دير الأنبا صمويل كان يضع ضمن أهدافه الوقيعة بين أقباط مصر ومُسلميها، لأن الجناة المجرمين باتوا على يقين من أن هذا الهدف أصبح مستحيل التحقيق، وأن العلاقات بين أقباط مصر ومُسلميها جاوزت أن تكون علاقات بين شقين من الشعب المصرى يقتسمان حقوق المواطنة المصرية، وأصبحت علاقات أخوة وطنية، ويُشكلان عائلة مصرية واحدة، وهذا بالضبط ما عاناة البابا تواضروس وهو يؤكد أن الجريمة الغادرة استهدفت مصر كلها، وهو أيضا ما عناه الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر عندما أعلن أن المصاب مصاب الأسرة المصرية كلها، لأن العلاقات بين أقباط مصر ومُسلميها تستعصى الآن على أى محاولات تستهدف تخريبها، بعد أن تيقن الجميع عبر تجارب مرة عديدة أنها نسيج وطنى واحد يستعصى على التفرقة..، شكرا للأزهر الشريف وشكرا للكنيسة القبطية الوطنية، وشكرا لسماحة ورجاحة العقل المصرى الذى يرفض التطرف والغلو والتعصب، ويؤمن إيمانا عميقا بأن الدين لله والوطن للجميع، وأن عناق الهلال مع الصليب الذى عشنا صورته الكبرى فى ساحة الأزهر الشريف إبان ثورة 1919 التى جمعت مصر كلها على قلب رجل واحد، سوف يبقى أبدا يصون وحدة مصر الوطنية. ومن المؤكد أيضا أن الهدف الأول للجناة من ارتكاب جريمتهم هو اختطاف عناوين الصحف الغربية فى مناسبة افتتاح منتدى شباب العالم فى شرم الشيخ والتشهير الكاذب بهشاشة استقرار مصر، وإفساد فرحة المصريين بانعقاد المؤتمر فى هذه المدينة الجميلة التى سوف تعود بإذن الله قريبا لتصبح كما كانت أهم مقاصد العالم السياحية وأجملها. وحسنا وألف براوة على المصريين الذين واصلوا احتفالاتهم فى شرم الشيخ وكأن شيئا لم يحدث، ورُب ضارة نافعة لأن شباب العالم الذى تجمع فى شرم الشيخ فى مدينة آمنة رأى بعينه كيف يندحر وينتحر الإرهاب فى مصر الآن، ويذهب بعيدا إلى أقصى الجنوب فى مكان جد مُنعزل، ليسمع العالم صوته الواهن من دير الأنبا صمويل على مسافة أكثر من 500 كيلو متر من شرم الشيخ لمجرد أن يثبت أنه لا يزال موجودا، لكنه وجود كالعدم، وجود شاذ وتافه وجبان، وجود حان واقترب موعد اقتلاعه. وما يعرفه المصريون على وجه اليقين، أن جريمة دير الأنبا صمويل هى نوع من ردود الأفعال البائسة واليائسة ردا على الهزائم التى تلاحق جماعات الارهاب فى مصر على المستوى الميداني، حيث تم تدمير البنية الأساسية لجماعات الإرهاب فى سيناء وإخلاؤها من أوكار ومخازن وملاجيء وملاذات وكهوف وسط الجبال، كما جرى تصفية أكثر من 90% من كوادره القتالية فى داخل سيناء وخارجها آخرهم زعيمهم هشام عشماوى المطلوب الأول فى مصر، الذى ضبطه الجيش الوطنى الليبى فى مدينة درنة المنيعة التى كانت تسيطر عليها جماعة الإخوان، وسقطت أخيرا بعد أن حاصرها الجيش الوطنى الليبى لعدة أشهر قبل أن يتمكن من اقتحامها قبل أسابيع محدودة ليجد هشام عشماوى بين فلول المحاصرين، كما نجح المصريون فى قطع معظم خطوط إمدادات هذه الجماعات التى كانت تأتى بحرا عبر ساحل المتوسط الشمالى أو تأتى عن طريق الظهير الصحراوى من خلال حدود مصر البرية غربا، والأخطر من هزيمة الإرهاب الميدانية هزيمته الفكرية تحت ضغوط قوة مصر الناعمة وفى مقدمتها الأزهر الشريف والكنيسة القبطية الوطنية، وكتائب المثقفين والكتاب والفنانين والمسرحيين الذين نجحوا فى فضح أفكار الارهاب وكشف أوجه تناقضها وإفلاسها، كما استطاعوا اجتثاث جذوره الشعبية ليصبح مكروها معزولا. ومن المؤكد اخيرا أن النُصب التذكارى الذى افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى شرم الشيخ لضحايا الإرهاب فى حضور شباب العالم وبينهم ضحايا عديدون لداعش، أبرزهم الفتاة العراقية اليزيدية التى مارسوا معها صورا من العدوان الوحشى باعتبارها واحدة من سبايا داعش، جعلتها تكرس نفسها حربا على هذه الجماعات، تطوف العالم تفضح جرائمهم القذرة، وهاهو النصب التذكارى رمزا لهزيمة الإرهاب الذى سوف ينكسر على صخرة الإرادة المصرية، لأنه لم يحدث فى تاريخ الأمم أن خرجت تظاهرة إنسانية قوامها 30 مليون مصرى تطالب باجتثاث الإرهاب كما حدث فى مصر يوم 30يونيو، وقد علمنا التاريخ أن الشعب إذا أراد شيئا فلابد أن يستجيب القدر.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذه المرة هناك فرق هذه المرة هناك فرق



GMT 15:47 2020 السبت ,11 تموز / يوليو

اسرائيل تعاني ونتانياهو يعتمد على اليمين

GMT 17:16 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

الكونغرس لا يريد بيع السلاح الى العرب

GMT 16:25 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

أخبار من السعودية والولايات المتحدة وأوروبا

GMT 13:15 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

معارضة عزم اسرائيل ضم الضفة الغربية

GMT 15:24 2020 السبت ,20 حزيران / يونيو

كتاب ومقال أعرضهما على القراء

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 16:31 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الليرة السورية تتجه إلى مصير غير معلوم في العام الجديد

GMT 13:25 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

إيدن هازارد يتحدث عن "مسك الختام" مع تشلسي

GMT 16:37 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

البورصة المصرية تخسر 3.5 مليارات جنيه في أسبوع

GMT 17:35 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وضع بئري مياه صيدا والرزانية بالخدمة في القنيطرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24