العقوبات على السودان
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

العقوبات على السودان

العقوبات على السودان

 العرب اليوم -

العقوبات على السودان

بقلم : عمرو الشوبكي

سافر رئيس الوزراء السودانى، عبدالله حمدوك، إلى الولايات المتحدة، فى محاولة لإقناع الإدارة الأمريكية برفع العقوبات المفروضة على السودان باعتبارها دولة راعية للإرهاب، وهى العقوبات التى فُرضت على نظام البشير بعد تورطه فى جرائم إرهابية فى الداخل والخارج.

واللافت أن التردد الأمريكى فى رفع العقوبات على السودان يرجع إلى مجموعة من الأسباب تؤدى العقوبات إلى تعميقها مثل الأزمة الاقتصادية التى وصفها رئيس الوزراء: «البلد على شفا الانهيار ما لم يتم رفع العقوبات عنه»، وأيضًا هشاشة الوضع السياسى، ولكن هل استمرار العقوبات يجعل الوضع أكثر قوة أم هشاشة؟

المؤكد أن استمرار العقوبات على السودان يجعلها أكثر ضعفًا وهشاشة، وأنها فى حاجة إلى ليس فقط رفعها الفورى حتى تستعيد عافيتها، إنما أيضًا أن تتعامل معها أمريكا ودول العالم باعتبارها دولة طبيعية، تحاول أن تخرج من إرث استبدادى رغم ظروفها الاقتصادية والسياسية الصعبة.

مدهش أمر الإدارة الأمريكية أن يكون موقفها من نظام جاء نتيجة ثورة شعبية مدنية على حكم إخوانى متطرف ثابتًا لا يتغير إلا من جمل المجاملة والإشادة، ومدهش أكثر أن تقول أمريكا إن السودان مازال غير مستقر، وإن الدولة العميقة مازالت تحكم، وإن التحالف السياسى بين المدنيين والعسكريين مازال هشًا، وهى كلها أمور لو افترضنا صحتها، فكيف يمكن أن تصل البلاد إلى وضع مستقر وحكم مدنى ديمقراطى وهى مُحاصَرة ومتهمة بأنها ترعى الإرهاب، فى حين أن مَن يعاقبون الآن هم مَن ثاروا على نظام البشير وكانوا ضحايا دولته العميقة واستبداده؟!.

والحقيقة أن السؤال الذى يجب أن يطرحه العالم كله وأيضًا الدول المجاورة للسودان هو كيف يمكن مساعدة هذا البلد من الخروج من هذا الوضع الهش الذى وصفه رئيس الوزراء بأنه على شفا الانهيار؟ وهو لن يكون إلا بدعم اقتصادى وسياسى يجعل المسار الهش أكثر قوة ورسوخًا.

مدهش مَن يتصور أن معركة التغيير فى العالم العربى ستتم بالضربة القاضية، إنما هى معركة بالنقاط، ومدهش مَن يعتبر الشراكة التى تمت بين المدنيين والعسكريين فى السودان أمرًا سيئًا أو دليل ضعف، إنما هى بالعكس شراكة أصيلة لقوى موجودة على الأرض بالمعنيين المجتمعى والسياسى، ولو استمع مَن وقّعوا على اتفاق المرحلة الانتقالية لآراء بعض قوى التطرف الثورى لكانت الفوضى والانهيار قد حلّا بكل السودان. موقف الإدارة الأمريكية السيئ من السودان عجيب وصادم لأن المخاوف التى تُبديها تجاه الأوضاع القائمة تقدم لها حلولًا تؤدى إلى تفاقمها، وتعطى رسائل متكررة بأن قضية بناء دولة القانون والديمقراطية هى أمور ليست مهمة، إنما المهم أن تتواءم الدول مع المصالح والاستراتيجيات الأمريكية، مهما كانت أشكال نظمها.

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العقوبات على السودان العقوبات على السودان



GMT 15:47 2020 السبت ,11 تموز / يوليو

اسرائيل تعاني ونتانياهو يعتمد على اليمين

GMT 17:16 2020 الخميس ,09 تموز / يوليو

الكونغرس لا يريد بيع السلاح الى العرب

GMT 16:25 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

أخبار من السعودية والولايات المتحدة وأوروبا

GMT 13:15 2020 السبت ,04 تموز / يوليو

معارضة عزم اسرائيل ضم الضفة الغربية

GMT 15:24 2020 السبت ,20 حزيران / يونيو

كتاب ومقال أعرضهما على القراء

GMT 09:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 10:51 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 202

GMT 10:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الميزان 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 22:48 2018 الثلاثاء ,29 أيار / مايو

روسيا والصين ترثان تركة أوروبا في إيران

GMT 06:15 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فيكتوريا بيكهام تفاجئ متابعيها برشاقتها في إطلالة أنيقة

GMT 04:22 2019 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أفضل وأهم مطاعم الدمام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24