بائعات القهوة في السودان يواجهن الظروف المعيشية القاسية بعد حُكم البشير
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

أعربن عن تمنياتهم بحكومة تسهِّل عليهم القراءة والعلاج والمعيشة

بائعات القهوة في السودان يواجهن الظروف المعيشية القاسية بعد حُكم البشير

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - بائعات القهوة في السودان يواجهن الظروف المعيشية القاسية بعد حُكم البشير

بائعات القهوة في السودان
الخرطوم- سورية 24

على امتداد شارع النيل، الذي يعبر العاصمة الخرطوم من وسطها وحتى شمالها، تتراص بائعات الشاي والقهوة، اللاتي أسهمت عوامل الحرب والنزوح والفقر في تزايد أعدادهن، وهم يجابهون ظروفا معيشية بالغة القسوة، إبان حكم الرئيس المخلوع عمر البشير.

وأضحت محلات بيع الشاي والقهوة بالخرطوم، على مختلف الشوارع والطرقات والساحات، قبلة للعديد من الشباب، يقضون فيها ساعات في ظل بطالة أحالت طاقاتهم إلى يأس، غير أن حملات الشرطة السودانية وعمال محليات الخرطوم كثيرا ما بددت هدوء تلك الجلسات، وجعلت من طلب الرزق لأولئك النساء ضربا من المخاطرة، وعرضتهم لعقوبات المصادرة حينا، والغرامة أحيانا أخرى.

وتنحدر أصول كثير من بائعات الشاي والقهوة من ولايات دارفور وجنوب كردفان، والسبب هو الحروب المشتعلة بتلك المناطق، مما اضطر السكان للنزوح والإقامة بأطراف العاصمة، وامتهان بيع الشاي والقهوة والأطعمة للنساء.

وزهرة هي إحدى بائعات الشاي ممن يقضين ساعات عديدة بالليل والنهار في بيع الشاي والقهوة بشارع النيل بالخرطوم، وكثيرا ما صادرت محلية الخرطوم أوانيها القليلة ومقاعدها المنهكة بفعل السنوات.

وتقول زهرة، وقد رسم الإرهاق خطوطا على وجهها، فبدت أكبر من عمرها: "نـأمل في حكومة تسهّل لنا القراءة والعلاج والمعيشة، وتتركنا بحالنا نسعى لرزقنا".

أما منى، وهى بائعة شاي وقهوة بمحلية الكلاكلة جنوب الخرطوم، فكل ما تتمناه أن يعيش أطفالها الثلاثة الذين تعيلهم بعد وفاة والدهم حياة أفضل، يستطيعون فيها ممارسة حقهم في التعليم بلا رسوم أو جبايات، تؤدي لطردهم من مدارسهم.

وقالت منى لموقع "سكاي نيوز عربية"، وهي تصب أحد أكواب القهوة لأحد الزبائن، "تعبنا في حياتنا و لا نمانع بالمواصلة، لكن هؤلاء الصغار - تشير لاثنين من أطفالها يجلسون بجانبها – ما ذنبهم ليتعذبوا مثلنا".

وأجبر سوء الحالة الاقتصادية التي يعانيها السودان منذ سنوات، وتزايد معدلات النزوح والهجرة، وقضايا الطلاق للغيبة، نساء أخريات لاقتحام مجال بيع الشاي والقهوة بالخرطوم.

ويبلغ عدد بائعات الشاي في الخرطوم أكثر من 5700 بائعة، بحسب مسح أجرته وزارة الرعاية الاجتماعية السودانية العام الماضي.

وكشفت دراسة اقتصادية، أجريت حول بائعات الشاي في الخرطوم، أن 87 في المئة منهن يقعن في الفئة العمرية من 18 إلى 45 سنة، وتوصلت الدراسة إلى أن 88.6 في المئة من بائعات الشاي، نازحات أو مهاجرات من مناطق ريفية.

وبذلت رئيسة الاتحاد التعاوني النسوي، عوضية كوكو، مجهودات جبارة في مقاومة وإسقاط قرارات حكومية كثيرة اتخذها نظام البشير، بإيقاف عمل بائعات الشاي والأطعمة بحجة محاربة الظواهر السلبية.

ومع أجواء الاحتفال بتوقيع وثيقة الاتفاق النهائي بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، وتشكيل حكومة مدنية انتقالية، تبقى أحلام بائعات القهوة والشاي على رصيف الانتظار، أملا في أن تسير عربة الحكومة القادمة صوب محطة وطن يتعايش فيه الجميع  بلا ظلم ولا فساد ولا تشريد.


قد يهمك أيضًا:

زوجان يكشفان عن سر غريب وراء نجاح علاقتهما التي امتد إلى 68 عامًا

سارة نتانياهو تحاول اقتحام قمرة القيادة لطائرة عنوة

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بائعات القهوة في السودان يواجهن الظروف المعيشية القاسية بعد حُكم البشير بائعات القهوة في السودان يواجهن الظروف المعيشية القاسية بعد حُكم البشير



GMT 17:26 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

النجمات في الغولدن غلوب للعام 2021
 العرب اليوم - النجمات في الغولدن غلوب للعام 2021

GMT 11:10 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 08:15 2018 الإثنين ,21 أيار / مايو

سفير السويد يوضح أن الإصلاحات المصرية مكلفة

GMT 06:23 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

صراع بين كبار أندية إنجلترا وإيطاليا للتعاقد مع هداف نابولي

GMT 09:43 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:13 2018 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الحوثيين لم توافق على تسليم "ميناء الحديدة" للأمم المتحدة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24