الجزائريون يحتفلون بالذكرى 65 لثورة الستة رجال في بلد المليون شهيد
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

دعمها المغاربة بالسلاح والأشخاص والمال وتسهيل مرور الإعانات

الجزائريون يحتفلون بالذكرى 65 لثورة "الستة رجال" في بلد "المليون شهيد"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الجزائريون يحتفلون بالذكرى 65 لثورة "الستة رجال" في بلد "المليون شهيد"

ثورة الستة رجال
الجزائر ـ سورية 24

يحتفل الجزائريون في مثل هذا الوقت من كل سنة، بثورة الفاتح من نوفمبر1954، وهي الشرارة التي أشعلت نيران ثورة دامت سبع سنوات، تكللت في النهاية برضوخ فرنسا في 19 مارس/ آذار 1962، ومع ذلك لم يتم الإعلان بشكل رسمي عن استقلال البلاد إلا في 5 يونيو/ حزيران من العام ذاته، وهو التاريخ الذي يكمل للجزائر 132 سنة تحت ربقة الاستعمار الفرنسي؛ استعمار بدأ بما يعرف تاريخيا بـ"حادثة المروحة"، وانتهى بحمام دم حملت منه الجزائر بعدها وصف بلد المليون ونصف مليون شهيد.

بلاد "الستة رجال"

لا يُمكن فصل ثورة التحرير الجزائرية عن سياقها الإقليمي والعالمي وقتها، فالهزيمة التي مُني بها الجيش الفرنسي في فيتنام في معركة تحمل اسم "ديان بيان فو" ألهمت الجزائريين، وعلمتهم أن هزم فرنسا أمر ممكن أسوة بالڤيتناميين الذين دفعوا القوات الفرنسية إلى رفع الراية البيضاء؛ دون إغفال ما كانت تعرفه وقتها بلدان الجوار كالمغرب وتونس ليبيا.

وكل ذلك وغيره شحذ همة الجزائريين للتفكير في التخطيط لثورة كبيرة؛ ففي 23 أكتوبر 1954 اجتمع ديدوش مراد، رابح بيطاط، العربي بن المهيدي، وكريم بلقاسم، ومحمد بوضياف، ومصطفى بن بولعيد في بيت سري لتدارس أنجع السبل لتحرير البلاد.

وقتها تم تقسيم المهام، وتقسيم الجزائر إلى خمس مناطق يتكلف كل شخص بمنطقة، وفي هذا اليوم تم تحرير شهادة ميلاد جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني. ولم ينته يوم فاتح نوفمبر حتى نفذ الثوار ما يزيد عن مائة هجوم في قرابة ثلاثين موقعا عسكريا فرنسيا داخل مختلف المناطق الخمس (الأوراس، الشمال القسنطيني، القبائل، الجزائر، وهران).

مؤتمر الصومام

وحسب مؤرخين جزائريين وفرنسيين اهتموا بتاريخ الجزائر المعاصر فإنه كان من المقرر من طرف القادة الستة أن يعقد ملتقى بعد ثلاثة أشهر من انطلاق شرارة ثورة الفاتح من نوفمبر 1954، بغرض تدارس ما تحقق والخطوات المقبلة، لكن الظروف الميدانية لم تسمح بعقد أي لقاء، سواء المواجهة الشرسة التي واجهت بها فرنسا الثوار الجزائريين، أو الانقسامات والخلافات الكبيرة التي عرفتها القيادات، والتي وصلت حد تصفية بعضهم البعض.. كل ذلك فرض الانتظار حتى 20 غشت 1956، حيث نجحت قيادات الثورة في عقد مؤتمر يحمل اسم "مؤتمر الصومام".

وهو الموعد الذي يعتبره مؤرخون جزائريون نقطة انعطاف أنقذت ثورة الجزائر التحررية التي كادت تلتهمها الخلافات الداخلية باغتيال بعض القادة وسجن البعض الآخر. وتولى رئاسة الصومام العربي بن مهيدي، بعد تغيير تاريخه من 21 يونيو إلى 20 غشت 1956، وتغيير مكان انعقاده بعد تسربه إلى السلطات الفرنسية، واحتجاز البغلة التي كانت تحمل مطبوعات ووثائق المؤتمر، فتم عقده بنجاح في وادي الصومام.

وإضافة إلى رئيس المؤتمر العربي بن مهيدي حضره كذلك كل من كريم بلقاسم، وعبّان رمضان (الذي اغتيل من طرف إخوته بعد ذلك)، وعمر أوعمران، محمد السعيد وآيت حمودة عميروش، وعبد الله بن طوبال، وزيغود يوسف.

وخلص المؤتمر إلى إنشاء مجلس وطني للثورة، وإعادة التقسيم بإدراج ولاية سادسة، وتنظيم جيش التحرير، وإعطاء أولوية للعمل السياسي على العسكري وأولوية العمل الداخلي على الخارجي؛ لتدخل الثورة الجزائرية بعدها في مفاوضات مع المستعمر الفرنسي.

مساهمة المغرب

ساهم المغاربة في حرب التحرير الجزائرية بالسلاح والأشخاص والمال. وفي هذا الصدد يقول محمد احدى في تصريح لـ"هسبريس" الإلكترونية: "الوثائق التي اطلعت عليها في مركز الأرشيف الدبلوماسي بمدينة نانت بفرنسا تتضمن وصول أسلحة من الجهة الشرقية للمغرب نحو الجزائر، ليس فقط بعد اندلاع ثورة فاتح نوفمبر، لكن حتى في الفترة التي امتدت بين 1956 و1962".

ويزيد أستاذ التاريخ بجامعة ابن زهر بأكادير أن "المغرب ساهم في تسهيل مرور الأسلحة التي كانت تأتي من أماكن عديدة تدعم تحرر الجزائر"، مردفا، "كما كانت إسبانيا أيضا تغض الطرف عن مرور هذه الأسلحة وتخفف مراقبتها للثغور التي كانت تحكمها نكايةً في فرنسا، بعضها كان ينزل في الريف، ثم يتم تنقله إلى الجزائر..إضافة إلى وجود مبادرات فردية خاصة في الشرق في الحدود مع الجزائر للمساهمة بالمال والنفس من أجل تحرير البلد".

ويضيف الباحث احدى في السياق نفسه: "خلال هذه الفترة مُنح المغرب استقلاله كما مُنح لتونس، بهدف أن تركز فرنسا جهودها لردع الثورة في الجزائر، البلد الذي تعتبره فرنسا الثانية ولم تتصور أن تغادره يوما، وتم إغراقه بالمستوطنين من دول أوروبية مختلفة، وليس فقط من فرنسا".

 

مشكل الحدود

واستطرد الجامعي المغربي بأن "المغرب رغم مساهمته الكبيرة بالمال والنفس في حرب تحرير الجزائر لم يربح شيئا، بل بسبب العروبة والإسلام خسر جزءًا كبيرا من أراضيه من خلال الأخطاء التي ارتكبها، أولها عندما رفض محمد الخامس أن يحدد الحدود المغربية الجزائرية مع فرنسا حتى تتحرر الجزائر، لكن عندما نال الجزائريون استقلالهم قالوا هذا ما ورثناه عن فرنسا"، ثم يزيد: "رغم أن فرنسا اقتطعت الصحراء الشرقية تبلبالت، تيميمون وغيرها، وهي أراضي مغربية وضمتها للجزائر، تخلى النظام المغربي عن هذه الأراضي باسم العروبة والإسلام".

وعن الوضع الجزائري في تلك الفترة يؤكد أستاذ التاريخ: "فرنسا قضت في الجزائر 132 سنة، ولم تكن تعول يوما أن ترحل، بنت الطرقات ووفرت بنية تحتية مهمة مقارنة بالمغرب، حيث توجد مناطق مثل واد نون وصاغرو، لم يقض فيها الاستعمار الفرنسي سوى 24 سنة فقط؛ حتى إنه في فترة ما كان المغاربة يهاجرون للعمل في الجزائر، خاصة في الضيعات، وكثيرا ما نعتهم الجزائريون بـ"المروك الغامل"".

لكن المتحدث نفسه يتساءل عما ربحه المغرب من كل هذا، ويقول: "بمجرد استقلال الجزائر قال القادة إن هذه الحدود هي التي ورثناها عن فرنسا، وخسر المغرب جزءًا كبيرا من أراضيه، كان يمكن أن يسترجعها محمد الخامس قبل سنوات من استقلال الجزائر".

وقد يهمك أيضا" :

سقوط قتلى وجرحى من قوات الجيش السوري إثر هجوم لـ "داعش" في السويداء

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجزائريون يحتفلون بالذكرى 65 لثورة الستة رجال في بلد المليون شهيد الجزائريون يحتفلون بالذكرى 65 لثورة الستة رجال في بلد المليون شهيد



GMT 17:26 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

النجمات في الغولدن غلوب للعام 2021
 العرب اليوم - النجمات في الغولدن غلوب للعام 2021

GMT 10:00 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 11:21 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

قاوم شهيتك وضعفك أمام المأكولات الدسمة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 05:29 2019 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

اترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 16:14 2020 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة حناشي رئيس شبيبة القبائل السابق

GMT 17:31 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

حوار حزين على مقهى عربى

GMT 09:26 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تؤكّد أن تلوث الهواء قد يعيق الأداء المعرفي للإنسان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24