أسبوع الموضة الباكستاني ساحة معركة بين اليمين الديني والشباب
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

أصبحت النساء أكثر تعليمًا واستقلالية مع تزايُد فرص عملها

أسبوع الموضة الباكستاني ساحة معركة بين اليمين الديني والشباب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أسبوع الموضة الباكستاني ساحة معركة بين اليمين الديني والشباب

أسبوع الموضة الباكستاني
إسلام آباد ـ أعظم خان

تسير عارضات الأزياء الفاتنات على المنصة بقاعة فخمة في أحد الفنادق الراقية، مرتديات مجموعة من الأزياء الأنيقة، والقطع التي تكشف عن أجزاء من أجسادهن والسيقان العارية بأقمشة ذهبية مطرزة بشكل مذهل وجميل، وليس هناك أي حجاب في المشهد، هذا هو أسبوع الموضة في باكستان.

يمثّل الكشف عن الأزياء الراقية ولمحة عن المصممين الإبداعيبن أسبوع الموضة في باكستان صعود صناعة متطورة ظهرت في الأعوام الأخيرة، وهناك شيء واحد فقط ليس تمامًا كما تتوقع، وهو أن أسبوع باكستان للأزياء ليس في مدينة كراتشي أو إسلام آباد لكنه في لندن.

أسبوع الموضة الباكستاني ساحة معركة بين اليمين الديني والشباب

يقول مصمم الأزياء فهد حسين: "الهُوية الدينية التي تمنح لبلدنا تسبق إلى حد ما الهُوية الثقافية.. كثير من الأشياء الجميلة في ثقافتنا غالبا ما يتم قمعها ولا يتم إبرازها في بعض الأحيان"، وأضاف: "في باكستان نفسها، نادرا ما يتم الإعلان عن مواقع عروض الأزياء مقدما وتخضع لتدابير أمنية صارمة، وهذا ما يتسبب في أن تعقد في أوروبا ودبي".

يقول عدنان أنصاري، فنان المكياج الشهير ومهندس الأزياء الذي قام قبل 8 أعوام بإعداد أسبوع الموضة الباكستاني: "أصبحت هذه الصناعة ساحة معركة بين اليمين الديني للحفاظ على نفوذه، والقوة المتنامية للشباب، لا سيما الطبقات الوسطى المزدهرة، مع النساء في طليعة المعركة من أجل الهوية الثقافية الباكستانية"، وأضاف: "من المحزن أن نرى صورة باكستان السيئة عند الغرب، لكن بالنظر بتمعن فهي دولة مليئة بالفن والموسيقى والإبداع، وهناك الكثير من الأشخاص الموهوبين الذين لا يسمع عنهم أحد"، وتابع: "كل ما نسمع عنه هو الاضطراب السياسي والقضايا الدينية ويعتقد الناس بأن النساء مضطهدات للغاية، لكن الحقيقة هي أننا لدينا هوية ثقافية قوية للغاية تمثلها ملابسنا، ولا يتعلق الأمر بقدر كبير بإظهار صورة إيجابية، لكن أكثر من مجرد عرض صورة حقيقية لما نحن عليه".

أسبوع الموضة الباكستاني ساحة معركة بين اليمين الديني والشباب

بدأت نهضة الأزياء الباكستانية خلال الأعوام الخمس الماضية نتيجة تحول ثقافي إذ أصبحت النساء أكثر تعليما واستقلالية مع زيادة إمكانية الوصول إلى الفرص في مكان العمل، وكثير منها يعبّر عن الحرية الاجتماعية والثقافية الجديدة والقوة الاقتصادية من خلال الموضة، وأدت الكثير من هذه القضايا التي نمت بسبب ازدهار وسائل الإعلام الاجتماعية إلى استياء المحافظين المتدينين الذين يشعرون بأن الشباب يتأثرون أكثر من بكيم كارداشيان أكثر من القرآن.

تمثل الموضة ما يقرب من 20٪ من صادرات البلاد، ومع أصحاب النفوذ الاجتماعي تتطلع النجمات الغربيات إلى الشرق للإلهام وظهرت عارضة الأزياء جيجي حديد في عناوين الصحف في أغسطس/ آب عندما نشرت صورة لنفسها عبر "إنستغرام" مرتدية الزي الباكستاني التقليدي من تصميم العلامة التجارية "Almirah".

يقول أنصاري: "الشابات في باكستان أكثر تعليما وسفرا ومستقلا عن أي وقت مضى.. إن نساء الطبقة المتوسطة يتوجّهن نحو العمل وقوتهن الشرائية قوية جدا. إنهم يتأثّرن بشدة بوسائل

الإعلام الغربية مثل Netflix وما يرونه عبر الإنترنت. وتم ترشيح الموقف الليبرالي من المنصة إلى الكليات عبر "إنستغرام" مع اختيار العديد من الشابات للتخلي عن زي شالوار الباكستاني التقليدي الذي يتكون من تونك وسراويل فضفاضة، للجينز والملابس الغربية ونتيجة لذلك أدت صناعة الأزياء إلى غضب المحافظين الدينيين الذين يزدادون صرامة والذين يرون هذا التحول الثقافي بمثابة تهديد لسلطتهم".

يقول المصمم عاصم جوفا، الذي يعدّ المعادل الباكستاني لمصمم الأزياء الشهير جياني فيرساتشي، بفضل تطريزه الملكي والهندسي: "تُنتقد الموضة في الجزء الذي نعيش فيه من العالم، حيث تكون بعض أجزاء المجتمع أكثر تحفظا".

ويضيف: "أصبح المجتمع أكثر ليبرالية والنساء يقودن ذلك الآن. وينعكس هذا التغيير في أسلوبنا، لكنه سيكون مثيرا للجدل بالنسبة إلى بعض المحافظين لأنه يظهر تتضاءل قوتهم". في بعض الأحيان يكون الصدام في الرؤى أكثر من كونه مجرد خلاف. قنديل بلوش، وهي عارضة أزياء تم انتقادها بانتظام بسبب آرائها المثيرة للجدل، والتي قُتلت في النهاية على أيدي أخيها في عام 2016، وجاء موتها بعد أن كشفت عن أنها واعدت رجل دين.

وقالت أمينة ياقين، وهي محاضرة كبيرة في الدراسات ما بعد الاستعمارية في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية: "كانت الأزياء الباكستانية متحررة للغاية في الستينات وأوائل السبعينات، لكن كان هناك قمع حقيقي ضد النساء تحت قيادة الجنرال ضياء، الذي ختم هوية ذات تركيز إسلامي شديد على باكستان. كانت هيئات المرأة خاضعة للرقابة من خلال الشريعة ومن خلال وسائل الإعلام، لكن كل ذلك بدأ يتغير في التسعينات، لكن حتى اليوم لا يزال هناك توتر بين المحافظين المتدينين وصورة النساء".

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسبوع الموضة الباكستاني ساحة معركة بين اليمين الديني والشباب أسبوع الموضة الباكستاني ساحة معركة بين اليمين الديني والشباب



GMT 17:26 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

النجمات في الغولدن غلوب للعام 2021
 العرب اليوم - النجمات في الغولدن غلوب للعام 2021

GMT 16:46 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 15:42 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 17:12 2020 الأحد ,02 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 09:27 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 15:15 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

2- اجواء متقلبة في الجزء الأول من الشهر

GMT 10:59 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الداودي يُوجه رسالة إلى جمهور "حسنية أغادير"

GMT 16:08 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

رصد 3 حالات كورونا على متن رحلتين إلى أستراليا

GMT 12:35 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

7 مواد يتم تناولها رفقة الشاي وتُزيد من فائدته للجسم

GMT 12:50 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

طريقة سهلة لإعداد فيليه سمك في الفرن

GMT 19:03 2019 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تعلن خفض أسعار البنزين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24