أغاني التسعينيات وشارات الكارتون تواجه آثار الحرب الدائرة في ريف دمشق
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

80 مطربًا في "تناغم" يردّدون ما يحفظه الجميع عن ظهر قلب

أغاني التسعينيات وشارات الكارتون تواجه آثار الحرب الدائرة في ريف دمشق

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أغاني التسعينيات وشارات الكارتون تواجه آثار الحرب الدائرة في ريف دمشق

دمشق - سورية اليوم

على طول الطريق الضيّق المفضي إلى قلب صحنايا في ريف دمشق الجنوبي، يمكن للعابر مساء سماع أغنيات قادمة من إحدى قاعات البلدة. إن دفعك الفضول لتتبع الصوت، سيتبيّن لك وجود حوالي 80 مغنٍ ومغنية وعشر مدربات، مع شعار معلّق على أحد جدران القاعة وقد كُتب عليه "تناغم".

من بين هذه الأغنيات العربية أغان قديمة يحفظها معظم السوريين عن ظهر قلب، وشارات مسلسلات كرتونية تعود للثمانينيات والتسعينيات.

تحمل هذه المجموعة اسم "تناغم"، وقد تكون الأولى من نوعها في المنطقة، فهدفها دعم التماسك المجتمعي وتعزيز التفاعل الإيجابي بين أعضائها. أعضاء الجوقة ليسوا موسييقين بل أشخاص عاديون ينتمون لشرائح اجتماعية مختلفة ويعيشون في بلدة صحنايا التي استقبلت عشرات آلاف النازحين خلال السنوات الأخيرة، خاصة من داريا والغوطة الشرقية.

تشرف على هذه المجموعة فرقة غاردينيا، وهي أول جوقة نسائية أكاديمية في سوريا. تأسست عام 2016، وترفع شعار: "نعم يمكن للموسيقى أن تقرّب الناس من بعضهم، وأن تلعب دورًا في السلم الأهلي الذي ننشده داخل مجتمعنا السوري".

"الحرب صمتت، لكنها لم تنتهِ"

رغم انحسار أصوات المعارك عن مناطق واسعة في سوريا، تتردد عبارة على لسان كثير من السوريين اليوم "يمكن الحرب خلصت، لكن آثارها موجودة بكل مكان". لم تكن هذه الآثار بعيدة عن تساؤلات فرقة غاردينيا حول الطريقة الأفضل للتخفيف من هموم الناس والتخفيف من نتائج الحرب نفسيا على الأقل.

تقول قائدة جوقة غاردينيا، غادة حرب، إن فكرة إنشاء جوقة تضم شبابًا وشابات من كلا المجتمعَين (الوافد والمقيم)، يهدف إلى التقريب بينهم رغم اختلافاتهم الاجتماعية والثقافية والمادية وحتى الدينية.

وتوضّح غادة حرب، وهي مغنية أوبرا سوريّة: "علينا أن نزرع بذرة جديدة كي تنمو وتصبح خضراء، هذه رسالتنا الأساسية في جوقتنا النسائية".
 
وتضيف بأن الاختيار وقع على بلدة صحنايا لأنها تضم أعدادًا كبيرة من العائلات النازحة، وفيها تنوع ثقافي هائل بين مكوناتها الحالية - الأمر الذي يأخذ خصوصية أكبر في المناطق الريفية التي قد يصعب فيها تقبل الغرباء.

في منتصف أيلول/سبتمبر الماضي، وتحديدًا بيوم السلام العالمي، أعلنت غاردينيا، كما تشرح مديرتها الإدارية، سفانة بقلة، إطلاق مشروع "تناغم" بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سورية الذي يضع تحقيق التماسك المجتمعي والحد من أوجه عدم المساواة في المجتمع على قائمة أهدافه.

يمتد المشروع طيلة أربعة أشهر ضمن مراحل تشمل اختيار الأعضاء والتدريبات الأسبوعية ثم حفلَي ختام.

وتشير بقلة إلى أن الاختيار جرى وفق امتحان يهدف لاختبار قدرة المتقدمين على الغناء ولو بشكل مبسط، وذلك بعد إعلان عبر صفحات التواصل الاجتماعي وبمساعدة جمعيات ومعاهد موسيقية محلية.

لم يكن من السهل الوصول للعائلات النازحة على وجه الخصوص، ولكن في المحصلة، تشكّلت جوقة تناغم من 78 شابًا وشابة تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة، ويشكّل النازحون في صحنايا وما حولها ثلثهم.


"لا يجب أن يعلو صوتي على صوتك"

لم يكن اختيار فكرة الجوقة لتحقيق التماسك المجتمعي اعتباطيًا كما تقول غادة حرب، فالموسيقى أداة دمج ناجحة للغاية، وفي الجوقة بالذات على كل شخص أن يغني بصوت يسمعه الآخرون دون أن يطغى على أصواتهم.

"هو مبدأ موسيقي لكني أراه مبدأ مجتمعيًا أيضًا. لا يجب أن يعلو صوتي على صوتك، وبالتالي علينا تقبل أصوات بعضنا. أقول لهم على الدوام: لكل شخص أذنان، واحدة له والأخرى لغيره، ولو عممنا هذا المبدأ على حياتنا لكنّا بحال أفضل".

تضيف عازفة القيثارة سفانة بقلة بأن اختيار البرنامج جاء وفق أهداف محددة مسبقًا؛ فأغنيات مسلسلات الأطفال ومنها "سنان" و"ميمونة ومسعود" تحمل بين كلماتها معاني السلام والمودة، والأغنيات العربية القديمة مثل "بلدتي" و"بعدنا من يقطف الكروم" تعيد الحنين لأزمنة وأمكنة مفقودة جميلة وتتمسك بها في الوقت ذاته، مع مراعاة ملاءمة المستويات الفنية للمشاركين، ومعظمهم من الهواة.

ويتضمن المشروع إلى جانب التدريبات الموسيقية والإيقاعية والغنائية، جلسات دعم نفسي اجتماعي وحوارات مفتوحة وتدريبات على العمل الجماعي ومهارات الفريق والتواصل، والغاية النهائية، كما تقول المدربتان، تحقيق الدمج المنشود، وألا يتوقف المشروع في نهاية الأشهر الأربعة.

كما يشمل الهدف تشكيل نواة مصغرة قادرة على ضمان استمرارية "تناغم" كجوقة خاصة بالمنطقة، ومن أبنائها سواء المقيمين أو الوافدين الجدد، وربما تكرار التجربة وتعميمها في مناطق أخرى من سورية مستقبلًا.

قلّما يتغيب أعضاء الجوقة عن تمارينهم، ويبدو أن أهداف المشروع بدأت تظهر بعد شهرين على انطلاقه: التعرّف على بعضهم بشكل حقيقي وكسر الحواجز التي ربما وضعتها الحرب بينهم.

"الانتماء كما لم يسبق لي أن أعرفه" هي الجملة التي عبّر من خلالها مظهر جحجاح، من أعضاء تناغم، عن أثر هذا المشروع على حياته. "أن نجلس إلى جانب أناس لم نعرفهم يومًا، ونغني ونخطئ أمامهم، هي وسيلة عظيمة لكسر أي حاجز. تناغم هو المساحة الآمنة التي لم نحصل عليها هنا من قبل"، يقول الشاب المقيم في صحنايا، والذي يدرس بكلية الهندسة المعلوماتية.

ولا يختلف شعور آيات حاج أحمد (27 عامًا)، النازحة من بلدة داريا المجاورة لصحنايا، وتضيف بأن المشروع أعطاها مساحة للتفريغ النفسي، فشكّلت صداقات جديدة وباتت تشعر بمعنى جديد لحياتها، وبقيمة العمل الجماعي، "هنا كلٌ منا يعطي من صوته للآخرين، ونأخذ في الوقت ذاته المساحة التي نحتاجها تمامًا".

وقد يهمك أيضا:

سهر الصايغ تنتهي من مشاهدها في فكرة بمليون جنيه

محمد لطفي يتعاقد على بطولة مسلسل النهاية ليوسف الشريف

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أغاني التسعينيات وشارات الكارتون تواجه آثار الحرب الدائرة في ريف دمشق أغاني التسعينيات وشارات الكارتون تواجه آثار الحرب الدائرة في ريف دمشق



GMT 10:51 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 202

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 05:29 2019 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

اترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 14:52 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تنشغل بعمل في اليوم الأول وتضع مخططات وتوجه الآخرين

GMT 10:04 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس فتتأثر بمشاعر المحيطين بك

GMT 15:23 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

عراقيل متنوعة تسيطر عليك خلال الشهر

GMT 14:05 2018 الثلاثاء ,15 أيار / مايو

متى تزول إسرائيل ؟

GMT 12:25 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

سيد محمود يؤكد أم كلثوم موجودة "شخصيًا" في روايات محفوظ

GMT 14:28 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تكتشف اليوم خيوط مؤامرة تحاك ضدك في العمل

GMT 08:13 2019 السبت ,22 حزيران / يونيو

ابتكار ذراع متطورة تتحرك باستخدام الأفكار

GMT 12:43 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

روسيا تؤكد مقتل 88 ألف مسلح في سورية منذ تدخلها

GMT 15:17 2018 الجمعة ,18 أيار / مايو

بكتيريا "قاتلة ومدمرة" تتغذى على ألم مضيفها

GMT 19:25 2021 الثلاثاء ,09 آذار/ مارس

ليبيّات فبراير والصوت النسائي

GMT 18:07 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

شركة هواوي تقدم جهاز MATEPAD PRO 2 اللوحي قريباً

GMT 14:44 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

هاتف Oppo A55 5G يصل ببطارية 5000 ميلي أمبير

GMT 19:53 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

الدنمارك تعدم مئات الآلاف من حيوانات المنك

GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24