هبة القواس في ارتجالات موسيقية غنائية عبر مسرح المنصّات الإلكترونية
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

تجلس منفردةً على البيانو متفاعلةً مع جمهور ما خلف الشاشة

هبة القواس في ارتجالات موسيقية غنائية عبر مسرح المنصّات الإلكترونية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - هبة القواس في ارتجالات موسيقية غنائية عبر مسرح المنصّات الإلكترونية

المؤلّفة الموسيقية ومغنية الأوبرا دكتورة هبة القواس
بيروت ـ فادي سماحه

سلكت المؤلّفة الموسيقية ومغنية الأوبرا دكتورة هبة القواس الطريق المباشر إلى المستقبل، من دون الوقوف على أطلال الزمن الجميل القريب الذي وضّبتْه في حقيبةٍ بانتظار إخراجه إلى الضوء، إذا حدث وكان هذا الضوء قريباً.

زمنٌ جديد إذاً فرضته جرثومة غير منظورة هبط من قدَرٍ ما وحلَّ على العالم أجمع وناسه بمن فيهم المثقفين والفنانين والمبدعين. بعض هؤلاء كانت لهم معه قصة تُروى.

هبة القوّاس المكتملة الصورة الإبداعية، أو كما طمحت دائماً أن تكون، عبر مسارٍ عابر للتأليف السيمفوني و علم الموسيقى والأداء الاحترافي والمسارح والأوركسترات العالمية، والأوبرا العربية التي تُوّجت رائدتها في العالم العربي بعد سنوات من التحدي والدراسة والبحث والتجريب والغناء، وجدت نفسها في غفلة من الزمن أمام حقيقةٍ قلبت مفاهيم وغيّرت قناعات وعبرت بنا بسرعة قصوى إلى أقصى عمق فينا. أيقنت القواس أنّ التحدّي الأكبر في مسيرتها ربما آن أوانه: الوقوف وجهاً لوجه أمام هذه الحقيقة ولكن من دون إضافات وأنماط تجميلية، وفي الوقت نفسه من دون المساومة على القيمة الفنّية أو التخلّي عن سنوات من البحث عن الكمال.

فإذا بالمؤلفة الموسيقية التي تملأ المسارح وروّادها بصوتها، وبجيش من الأوركسترا والعازفين والتقنيين وبفخامة الإطلالة، تجلس منفردةً على البيانو في ركنٍ من المنزل، عازفةً، مؤدّيةً، مرتجلةً، متفاعلةً مع جمهور ما خلف الشاشة، مكتفيةً بالحقيقة الجديدة في حجْرٍ صحّي روحيّ موسيقيّ يؤسس لعصرٍ مختلف الملامح.

على مسرحها الجديد والحميم، خاضت هبة القوّاس تجربةً مميزة، بثاً مباشراً عبر منصات التواصل الاجتماعي المتعددة التي باتت اليوم حاجة ملحّة لاستكمال الحياة بحدّها الأدنى. لقاءات موسيقية شعرية ثقافية مع ضيوف، كلّ من مكانه تجمعهم شاشة الهاتف أو الكومبيوتر. لتظهر خلالها القواس في أبهى تجليّاتها، وأصدق لحظاتها الفنية وأمتع أعمالها الموسيقية، تاركةً خلف البيانو كل أدواتها الباحثة عن الكمال لأنها وجدته في عري الحقيقة غير المتبرجة وفي ارتجالٍ يُخرج الذات من ردائها. ارتجالٌ وتلقائية رافقا عملها المصوّر الأخير "ألله يا ألله" (شعر عبد العزيز خوجة) حتى الخاتمة ولحظة صوت إطفاء التسجيل.

لم يخسر العمل الجديد أيّاً من ميزات القوّاس الكثيرة، لأنه من صنع القلب وارتعاشات الروح، ولاسيّما أنه أحد عملين قدّمتهما المؤلفة الموسيقية في افتتاح الفاعليات الثقافية الرمضانية وفي ختامها، التي نظمتها مجموعة أبو ظبي للثقافة والفنون ADMAF. هذان العملان للقواس هما ثمرة تعاون ناجح ومثمر بين الجهتين بهدف الحفاظ على الإطار الثقافي ومكتسباته وإرثه العريق، وتأسيساً لمرحلة ثقافية مختلفة فرضها إيقاع الزمن الراهن، ولكن تحت ظلال بنيان ثقافي متين كانت بدأته منذ سنوات بجهود جبارة مجموعة أبو ظبي للثقافة والفنون. واليوم تُستكمل هذه الجهود، مع اختلاف الظروف، وإنما بدفع أكبر ورسالة ثقافية فنية سامية، تهدف إلى توثيق التعاون وتعزيز التواصل بين المؤسسات على مستوى العالم العربي للنهوض الثقافي في أصعب الأزمات.    

العمل الذي أطلق عبر المنصّات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وعلى الشاشات العربية، مرتكزاً على قصيدة الوزير والشاعر السعودي عبد العزيز خوجة، التي تحمل أبعاداً روحانيّة صوفيّة إنسانية عميقة في عناق فنّي مع موسيقى وأداء القواس، في ارتجالات موسيقية غنائية من إنتاج مؤسسة HKI بالتعاون مع ADMAF، قُدّم في شهر رمضان المبارك بمثابة دعاء وصلاة للإنسانية وهي تمرّ بالمحنة الأصعب في تاريخها الحديث.
"ألله يا ألله" ابتهالات هبة القواس لكي "ندنوا قليلاً من مداه".

قد يهمك ايضا:

نظرة وداع على الممثل الفرنسي ميشال بيكولي صاحب التاريخ الفنّي الكبير

هبة القوّاس تنتهي من تصوير فيديو كليب أغنيتها الجديدة"براس السنة"

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هبة القواس في ارتجالات موسيقية غنائية عبر مسرح المنصّات الإلكترونية هبة القواس في ارتجالات موسيقية غنائية عبر مسرح المنصّات الإلكترونية



GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 10:00 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 09:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 10:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الميزان 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 15:23 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

عراقيل متنوعة تسيطر عليك خلال الشهر

GMT 08:51 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

الكشّف عن أدلة تُثبت وجود الحياة على كوكب "المريخ"

GMT 09:49 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

مهزلة .. فضيحة

GMT 14:32 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة روجينا تنشر صورة وهي تؤدي مناسك العمرة مع عائلتها

GMT 05:01 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محكمة إسرائيلية تقضي بسجن شاب أميركي مصاب بمرض التوحُّد

GMT 17:14 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعلامية داليا كريم تنهي مأساة أسرة عمرها سنوات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24