الإدارة الأميركية تزيد من معاناة الشعب السوري وتمنع استيراد المُشتقّات النفطية
آخر تحديث GMT04:43:57
 العرب اليوم -

كان من المُقرَّر إرسال البترول إلى محطّات توليد الطاقة الكهربائية

الإدارة الأميركية تزيد من معاناة الشعب السوري وتمنع استيراد المُشتقّات النفطية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الإدارة الأميركية تزيد من معاناة الشعب السوري وتمنع استيراد المُشتقّات النفطية

عقوبات صارِمة على سورية
واشنطن - سورية 24

طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بزيادة مُعاناة السوريين عبر فرض عقوبات صارِمة على سورية، ومن بين هذه العقوبات حِرمان سورية من استيراد المُشتقّات النفطية.

كانت نهاية الحرب في الأفق وكان بإمكان السوريين البدء في إعادة بناء بلدهم بعدما نجح الجيش السوري بدَحرِ الإرهاب من أغلب المدن السورية، لكن الولايات المتحدة أمرت بالاستيلاء على مصدر الوقود الوحيد، فكانت سورية تتمتَّع بالاكتفاء الذاتي من الطاقة، كانت تمتلك عددًا من آبار نفطٍ وغازٍ في العديد من الحقول المُتوزِّعة في وسط سورية وشمال شرق البلاد، ما كان يؤمِّن الاحتياجات الوطنية. عندما سيطر المتطرّفون على آبار النفط والغاز، تم بيع النفط السوري إلى تركيا، وفي بعض الحالات، أعادت تركيا بيعه إلى أوروبا. استخدم البنتاغون الكرد السوريين كميليشياتٍ واحتلّوا أفضل حقول النفط إنتاجًا في الشمال الشرقي لمَنْعِ وزارة النفط السورية من استخدامه وزيادة الخناق على سورية.

بسبب عدم قدرة الحكومة السورية الوصول إلى آبار النفط الخاصة بها، اضطرت إلى شراء النفط من الدول الحليفة، وجمهورية إيران الإسلامية هي أحد الموارد التي استعان بها السوريون. تعهَّد الرئيس ترامب بمَنْعِ إيران من بيع ولو قطرة واحدة من نفطها، والتي يُطلِق عليها الإيرانيون “الحرب الاقتصادية”. هذه الحرب المفروضة على سورية وإيران هي ليست بجديدةٍ إنما هي ورقة ضغط يستخدمها الأميركيون منذ عقودٍ ضد كل مَن يُعاديهم كسورية وإيران وفنزويلا ودول أخرى، واجهت سورية نقصًا في النفط، وكان السوريون يقفون في طابور الانتظار أيامًا لتأمين مادة البنزين. الآن سيواجهون نقصًا مُماثِلًا، حيث تمّ الاستيلاء على الناقِلة GRACE 1 في جبل طارق، مُتّجهةً نحو المصفاة في مدينة بانياس السورية، استولى الجيش الإسباني على السفينة بناء على طلب من الولايات المتحدة بأن السفينة كانت تنتهك عقوبات الاتحاد الأوروبي، والتي تُحظِّر أيّ تسليم للنفط إلى سورية.

كان من المُقرَّر إرسال النفط من بانياس إلى محطّات توليد الطاقة كمحطّةِ محردة للطاقة، ليتمّ حرقه لتوليد الكهرباء. عانى المدنيون السوريون انقطاع الكهرباء لسنواتٍ بسبب نقص المُنتجات النفطية. الكهرباء ليست مُجرَّد رفاهية لمُشاهَدة التلفاز وتصفّح الإنترنت، ولكنها توفِّر أيضًا الحياة من خلال تشغيل المعدَّات الطبية. يحتاج كل مستشفى إلى الكهرباء من أجل الأشعّة السينية، والحاضِنات، وأجهزة تنظيم ضَرَبات القلب، وشاشات غرفة العمليات وغيرها الكثير.

واستهدف المتطرّفون المدعومون من قِبَل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي محردة لسنواتٍ لأنها مدينة مسيحية، لأن المتطرّفين كان هدفهم القضاء على الأقليات، هاجم إرهابيو القاعدة الذين يحتلّون إدلب السقيلبية بالقُرب من المحردة، وهي قرية مسيحية أيضًا . ومن بين القتلى خمسة أطفال وامرأة واحدة. وأصيب ثمانية آخرون، بينهم ستة أطفال. كانت أجراس الكنائس السورية تدقّ جنازات المدنيين، بينما كانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يجتمعان لإدانة الهجوم السوري والروسي على إدلب.

اقرأ  أيضًا:

مُؤشِّر الفقر لعام 2019 يكشف عن تفاوت شاسع بين بلدان العالم

وتحمَّل السوريون 8 سنوات من الهجمات الأميركية والأوروبية التي قام بها المتطرّفون الإسلاميون المُتطرِّفون بدعمٍ من الرئيس الأميركي أوباما ورئيس الوزراء البريطاني كاميرون ومايو والرئيس الفرنسي ساركوزي وهولاند. تجمّع العالم الغربي على سورية واعترف بحكومة الإخوان المسلمين في المنفى في إسطنبول باعتبارها المُمثِّل الوحيد للشعب السوري. ومع ذلك، كانت ميليشيا الغرب ما يُسمَّى بالجيش السوري الحر (FSA) فشل فشلًا ذريعًا، ووجّهت الدعوة إلى الجهاديين في كل أصقاع الأرض، للقدوم إلى سورية لحضور مهرجان مدفوع التكاليف بالكامل من الاغتصاب وقَطْع الرأس والخطف والتشويه والذّبْح. في النهاية، حتى تلك الاستراتيجية كانت فاشِلة.

كما تحمَّل السوريون صواريخ أميركية تُمطِر على رؤوسهم أُطلقت من مناطق يحتلّها المتطرّفون . تمّت مساعدة القوات الأميركية – الأوروبية من قِبَل خبراء عسكريين وضبّاط مخابرات، بما في ذلك الجيش الألماني. في المُقدِّمة كان الثلاثي: مُتخصّصون عسكريون أميركيون وبريطانيون وفرنسيون متورِّطون بدعم المتطرّفين عسكريًا ولوجستيًا كان الهدف هو قَتْل وتشويه وإرهاب السكان المدنيين إلى الحد الذي يثورون فيه وينضمّون إلى المتطرّفين.

تم تطبيق خطّة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لإزالة الحكومة السورية، وإنشاء قيادة جماعة الإخوان المسلمين في دمشق، في مصر ؛ ومع ذلك، رفض المصريون العيش في ظلّ الإسلام الراديكالي، الذي هو أيديولوجية سياسية وليس ديانة أو طائفة. كان من المُفتَرض أن تتبعها سورية، لكن الخطة فشلت فشلًا ذريعًا، حيث قاوَمَ السوريون هذا المُخطَّط وأفشلوه بدعمهم لحكومتهم وجيشهم.

إن العقوبات المفروضة على سورية تشكِّل عقوبة جماعية ضد كل السوريين، هذه العقوبات المفروضة على سورية تمامًا مثل العقوبات المفروضة على دول محور المقاومة وحلفائها كفنزويلا وكوبا، هذه العقوبات التي يفرضها الأميركيون على كل مَن يُعاديهم لا تستهدف سوى الأبرياء في هذه الدول التي لا ذَنْبَ لها ولكن هذا ليس بالغريب على أميركا التي شنَّت أبشع أنواع الحروب الاقتصادية والعسكرية خلال عقودٍ من الزمن ما تسبَّب بموتِ الملايين من الأبرياء إن كان في حربها ضد العراق أو أفغانستان أو من خلال دعمها للمتطرّفين في كلٍ من سورية وليبيا، ودعمها للمملكة العربية السعودية في حربها ضدّ أبرياء اليمن، بالإضافة إلى دعمها لأكثر من 6 عقود للكيان الإسرائيلي الغاصِب الذي قتلَ بدماءٍ باردةٍ الملايين من الفلسطينيين واللبنانيين خلال العقود ال 6 الماضية.

الإدارة الأميركية الحالية والإدارات السابقة لا تعرف سوى لغة العقوبات والحرب والدماء، فهي لا تحترم سيادة الدول ولا ميثاق الأمم المتحدة وبالتأكيد لا تحترم حقوق الإنسان.

قد يهمك أيضًا:

الدولار الأميركي يواصل الهبوط مع توقعات خفض الفائدة

العثماني يُقدّم كشف حساب جهود الحكومة المغربية لرفع معدلات الاستثمار

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإدارة الأميركية تزيد من معاناة الشعب السوري وتمنع استيراد المُشتقّات النفطية الإدارة الأميركية تزيد من معاناة الشعب السوري وتمنع استيراد المُشتقّات النفطية



GMT 17:26 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

النجمات في الغولدن غلوب للعام 2021
 العرب اليوم - النجمات في الغولدن غلوب للعام 2021

GMT 16:46 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 14:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تطرق أبواب الحكومات أو المؤسسات الكبيرة وتحصل على موافقة ما

GMT 09:27 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 15:08 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ابرز الاحداث اليومية عن شهر كانون الثاني 2020

GMT 10:00 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 12:34 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 18:27 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع عدد قتلى حرائق ولاية كاليفورنيا الأميركية إلى 23 شخصًا

GMT 13:49 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ليستر سيتي يرتدي قمصانا خاصة حزنًا على رحيل مالك النادي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24