أسرار النقوش الشاهدية في السعودية ومكة مكتبة العالم
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

أنفس الآثار تعود إلى بواكير القرن الأول الهجري

أسرار النقوش الشاهدية في السعودية ومكة "مكتبة العالم"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أسرار النقوش الشاهدية في السعودية ومكة "مكتبة العالم"

النقوش الشاهدية في السعودية
الرياض - سورية 24

يزخر عدد من متاحف السعودية بنوع من أجمل القطع الأثرية وأكثرها قيمة وهي النقوش الشاهدية المحفورة على شواهد القبور، وتمثل هذه النقوش والكتابات قطعا من أنفس الآثار السعودية التي تعود إلى بواكير القرن الأول الهجري.

يقول عالم الآثار السعودي الدكتور أحمد الزيلعي في بحث له بعنوان الكتابات والنقوش العربية الإسلامية على الأحجار في السعودية: «تعدّ النقوش الشاهدية أو الكتابات على شواهد القبور من أجمل الكتابات المنقوشة على الأحجار؛ لكونها تُصنع خصيصاً لخدمة غرض محدد، وتحمل مضامين يجري اختيارها بعناية فائقة، ويقوم بتنفيذها على بلاطة الشاهد في الغالب خطاطون يبذلون جلّ عنايتهم في رسم الحروف وزخرفتها، وتجميل بلاطة الشاهد وتحليتها بعناصر نباتية وهندسية فائقة الجودة، بحيث جعلت هذا النوع من الكتابات يتفوق على ما سواه من الكتابات الأخرى المنقوشة على الأحجار».

 وتتميز النقوش الشاهدية في السعودية بأنّها تغطي جميع مراحل تطور الخط العربي الإسلامي على شواهد القبور، فمنها ما يعود إلى بواكير القرن السابع الميلادي، مروراً بجميع القرون والمراحل التاريخية التي مرت بجزيرة العرب حتى العصر العثماني، كذلك تتميز بأنّها تجمع بين جميع الظواهر الزخرفية المتصلة بتجويد الخط وزخرفته وتحليته وتجميله من بسيط إلى مورق ومشجر ومضفور وذي أشكال وسمات هندسية.

وتدور أغلب مضامين الشواهد حول «البسملة» التي يُسْتَهل بها الشاهد، ثم آية أو أكثر من آيات القرآن، أو دعاء مأثور، ثم اسم صاحب الشاهد، والترَحُّم عليه، والدعاء له، وتاريخ الوفاة، وبعض الشواهد يكون من بين مضامينها أشعار من عيون الشعر القديم والإسلامي، وأيضاً بعض ما قيل في شخص المتوفى من مرثيات، إلى جانب بعض أشعار الإنشاد والابتهالات.

ولوحظ أن كثيراً من مضامين الشواهد بالسعودية لها قيمة تاريخية عالية، فقد أمكن من خلال دراسة النسبة أو الانتساب إلى القبائل أو البلدان أو الحرف معرفة التركيبة السكانية لكل بلدة بما في ذلك معرفة الأسر المحلية والوافدة، وكذا معرفة المهن والحرف التي اشتغل بها السكان، ومعرفة طبقة الحكام ورجال الدولة، والعلماء، والغرباء الذين توفوا في مكة المكرمة، أو في الطريق إليها.

وعن الأمكنة التي تنسب إليها النقوش الشاهدية في السعودية، قال الزيلعي إنّ مكة المكرمة هي الأكثر احتضانا لهذا النوع من الآثار فهي في عداد الأمكنة التي توصف بأنها مكتبة العالم في هذا النوع من النقوش، ومن أكثر الحواضر الإسلامية تجويداً للكتابة الشاهدية على الأحجار، ومقبرتها المسماة مقبرة المعلاة من أشهر وأقدم المقابر في العالم الإسلامي، ومن أقدم ما عرف تقليد الكتابة الشاهدية على قبورها، حيث احتفظت قبور تلك المقبرة بنماذج مبكرة من الكتابة الكوفية، ثم بنماذج كوفية أخرى متدرجة في البكور، ثم أحدث نسبياً حتى ظهور خط النسخ وخط الثلث وغيرهما من الخطوط العربية الإسلامية حتى العصر العثماني.

ويلي مكة من حيث شيوع الكتابة الكوفية الشاهدية على مقابرها مدينة عشم الإسلامية الواقعة على بعد 300 كلم إلى الجنوب من مكة المكرمة بما في ذلك المواقع الأثرية الداخلة في محيطها أو مخلافها المسمى باسمها: مخلاف عشم، فالخُلُف في منطقة الباحة حالياً، فمدينة الطائف على بعد 70 كلم إلى الجنوب الشرقي من مكة المكرمة، فالمدينة المنورة ومحيطها، بالإضافة إلى وجود نماذج أخرى متفرقة من شواهد القبور المنقوشة عُثر عليها في منطقة جازان، ومنطقة عسير، ومنطقة نجران، والمنطقة الشرقية وغيرها.

وتتميز النقوش الشاهدية المكتشفة بأن كثيراً منها ممهور باسم الخطاط الذي نقشه، بحيث إن كل نقاش من أولئك النقاشين شكّل مدرسة أو طريقة خاصة به في الخط والزخرفة الخطية، ولهذا يحلو لبعض الدّارسين تصنيف بعض النقوش الشاهدية إلى مدارس تبعاً للنقاش الذي أسس تلك المدرسة، ثم من تبعه من أبنائه وأقربائه وتلامذته.

وبعض أعمال الخطاطين وجدت سبيلها إلى خارج أوطانها حيث عُثر على نقوش شاهدية مكية في مصر تحمل اسم مبارك المكي، وأخرى في جزيرة دهلك تحمل اسم عبد الرحمن بن أبي حرمي المكي، وأسماء بعض أقاربه الخطاطين مما يدعو إلى الاعتقاد بأنّ مكة كانت تُصَدّر الكتابات الشاهدية إلى خارج حدودها على افتراض أنّ الحجاج الذين يأتون إلى مكة لأداء فريضة الحج والعمرة كانوا يطلبون من الخطاطين أو النقاشين المكّيين المحترفين صناعة ما يحتاجون إليه من شواهد قبور منقوشة لأقربائهم المتوفين في بلدانهم التي يعودون إليها محملين بما صنعوا لهم من نقوش شاهدية في مكة لينصبوها على قبورهم في أمكنة دفنهم.
قد يهمـك أيضــا: تعرف على استعدادات وزارة الآثار لافتتاح هرم زوسر المدرج

"الآثار المصرية" تبدأ خطوات جادة لوضع المنيا على الخريطة السياحية

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسرار النقوش الشاهدية في السعودية ومكة مكتبة العالم أسرار النقوش الشاهدية في السعودية ومكة مكتبة العالم



GMT 16:12 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 09:13 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 10:45 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أنت مدعو إلى الهدوء لأن الحظ يعطيك فرصة جديدة

GMT 14:05 2020 السبت ,02 أيار / مايو

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 15:15 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

2- اجواء متقلبة في الجزء الأول من الشهر

GMT 16:00 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وزراء المال الأوروبيون يناقشون موازنة إيطاليا

GMT 06:47 2019 الأربعاء ,17 تموز / يوليو

شعبة شركات الأمن والحراسة تشكيل لجان نوعية

GMT 09:10 2019 السبت ,09 آذار/ مارس

9 مارس 1919

GMT 09:57 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

التحالف الدولي يكشف عن عدد عناصر تنظيم "داعش" في هجين السورية

GMT 09:02 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

خُبراء يكشفون عن أفضل عُمر لتعلُّم وإتقان اللغات الأجنبية

GMT 06:24 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

راغب علامة يصور كليبًا جديدًا في مدينة كييف

GMT 20:30 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

"سوق السفر العالمي" ينطلق افتراضيًا في تشرين الثاني 2020

GMT 13:35 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 03:36 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

"البنتاغون" يؤكد أن جثة أبوبكر البغدادي ألقيت في البحر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24